ها أنا ذا أعودُ غاضباً مُستاءً للمسكن
تَعتصِرُ قبضة يدي بقوة
والعروقُ تبرزُ من جبهتي
أسناني تُصدِرُ صريراً مسموعاً
واللهبُ يَفتكُ عيناي،'إنه شعورُ حرقةِ الدموع لا أكثر'
غصةٌ قوية تَجعلُني غير قادرٍ على الكلام
وخزٌ شديد في قلبي يُجبرُني على الصراخ
وها أنا ذا…أعودُ غاضباً مُجدداً

أمشي والغضب يَملأُ عروقي
الشارع والنّاس من حولي كُلها تزيدُ من غضبي
كلماتهم الخافتة تَدخلُ مسامعي وتزيدُ من توتري
أكرهُ تواجدي قُربَ تجمعات النّاس في أثناءِ غضبي
هذا يَجعلُني مُشتتاً
وصلتُ إلى المسكنِ أخيراً
صعدتُ إلى غرفتي سريعاً متفادياً الجميع
كلامٌ يملأُ رأسي يَجعلُني أود الانفجار
نظراتي أصبحَت مُشوشة وحرقةُ عيناي ازدادت
ولسوءِ الحظ اصطدمتُ بشخصٍ أمامي
إلهي ليسَ الآن…

"باكوغو…هل أنتَ بِخير؟"

طأطأتُ رأسي مُتفادياً عيناه،حاولتُ إخفاء وجهي بشعري قدرَ الإمكان،وأجبتهُ مُحاولاً كبتَ غصتي ومشاعِري المُندفعة

"أنا بِخير،ابتعد عن طريقي"

حاولتُ الابتعاد وإكمال طريقي لكنهُ امسكني سريعاً

"هل أنتَ مُتأكد؟لأنكَ لا تبدو كذلك"

أحتكَت أسناني بقوة،أيعاملني بشفقةٍ الآن؟
منذُ متى أنا وهو نَتكلمُ أساساً؟
لَمْ استطع كبحَ نَفسي أكثر لِأصرُخَ بِقوةٍ شديدة
شعرتُ بحبالي الصوتية تخرجُ من مكانها
كلامهُ البسيط هذا جعلني انفجر
كنتُ انتظرُ شخصاً واحداً ليدفعني للجنون،وها أنا قَدْ جننت فعلاً

"اسمع أيّها النصفي،إما أن تفلت يدي أو أنكَ سترى شيئاً لَن يُعجبك أبداً،وإيّاك أن تَتدخلَ أو أن تَنظرَ نحوي بهذهِ النظرات لأني بدأتُ أشعرُ بالاشمئزاز"

أفلتُ يدي منهُ بقوة،
لكني قَدْ نسيتُ نَفسي لأرفعَ رأسي وتلتقي أعيُننا سوياً
عيناي الزجاجية تهددُ بذرفِ الدموع وعيناه المليئة بالقلق…

أدرتُ رأسي سريعاً وركضتُ للأعلى مُتَجنِباً أيّ شيء
حتى وصلتُ غُرفتي
مِن كثر ارتجافي ما عدتُ أعلَمُ كيفَ يُفتَحُ الباب حتى!
دخلتُ واقفلتُ الباب خلفي سريعاً،اتجهتُ نحو السرير ورميتُ بِجسدي عليه
لكن الغضب لَمْ يُفارق قلبي بَعد
أود الصراخ… أن يسمع كُل مَن في المسكن صراخي
شعورٌ غريب يَفتِكُ رأسي ويثيرُ حنقي بِشدة
أمسكتُ رأسي أشدُّ شعري بقوة،علَّ هذا الشعور يُفارِقُني
لكن عَبس هو يلتَصِقُ بي كما لو أنهُ يخشى البُعدَ عني
فاضت عينايَّ وامتلأت
الدموع تَتدفقُ مُتسارعة
وفؤادي قَدْ هُلك يسألني مُتألِماً مُتأمِلاً دوماً
"متى هذا الألمُ يَتوقف؟"
لَمْ أعد احتمل،انطلقت الانفجارات من باطنِ يداي تُصدِرُ صوتاً مُزعجاً
وها هي تزدادُ قوتاً
لكن يدي هذهِ المرة قَد غيرَت وجهتها لِتتوضعَ فوقَ رأسي
ها قَد خَفَّ تفكيري ليستَبدِلَهُ شعورُ الألم الشّديد
لأزيدَ قوتها أكثر
مُستمتِعاً بألمها لأنها تُوقِفُ ما يشغل تفكيري
الدماءُ تَتدفق على طولِ جَبهتي لِتقطُر فوقَ عيناي تزيدها تشوشياً
ولكني لا اهتم،الأهم مِن كُل ذلك أن الأفكار داخل رأسي قَد خَفت
تنفسي ثقل،اشهقُ بقوة ودموعي لا تَتوقف
كان يوماً مُتعباً
استمريتُ بمحاولةِ كبحِ غضبي قدرَ الإمكان
كانَ الأمر صعباً للغاية
دائماً في أيامٍ كئيبةٍ كهذه،اعودُ إلى غُرفتي مُدمّراً
وللأسف لا أجدُ سوا نَفسي لإفراغ كل هذا الإرهاق بِها
أعرفُ أن ما أفعلهُ غير صَحيح،وأنني لَرُبَما يوماً ما سأكونُ نادماً على فِعلتي بنفسي
لكني لا أهتم أنا استحق
وانا مُجبر لأني الشخص الوحيد الذي يستطيع معاقبة ذاته،كونهُ لا أحد يَتجرأ على الاقتراب من وحشٍ مثلي…

open the door...Where stories live. Discover now