القصة الرابعة( طريق معاكس)

29 6 6
                                    

طريق معاكس ......

༺༻

لعل كل ما يحتاج إليه الأمر لتحسم قرارك في إختيار الطريق المعاكس هو تدابير القدر لا أكثر..

༺༻

ابتعدت شادن وتتسع ابتسامة ممتنة لرحلتها التي جمعتها يومًا بذلك الرجل الذي لا تصدق أنها رغم كل ما تسبب فيه من تغيير لحياتها لم تعرف اسمه حتى لكن لعله القدر، ذلك الذي حين يعصف بعالمنا يكن كل شيء على وشك التغيير..

وكانت هذه هي الحكاية ....

بداية القصة 👇👇👇

༺༻

كلما ألمّ بنا نضج الحياة أدركنا أن أحلامنا ما هي إلا محض مستحيل حاولنا أن نلمسه في غمار اللاوعي الذي بات هو المساحة الوحيدة الحرة لنا بهذا العالم القاتم، على ورقة بيضاء فارغة كان هناك قلم حائر يخط خطوط مموجة تبدو بلا هدف أونهاية أحيانًا تتقاطع وأحيانًا تتواصل وأحيانًا أخرى تبدو بلا وصف دقيق قد يشملها، خطوط صامتة كصمت تلك التي تريح وجنتها على يدها بعيون شاردة وفي عقلها تدور عواصف من الأفكار التي تجمد في أوردتها الشعور بالحياة كأنها تبث فيها الموت النفسي شيئًا فشيء، تبثه على مهل مستمتعة بأن ترى إنكسارها جليًا على وجهها كما بات جميع من حولها يفعلون ومنذ مدة طويلة لا تظن أنها تذكر في مراحل عمرها الذي شارف على الثالثة والثلاثين سوى تلك المدة، كل تلك السنوات التي كانت تركض فيهما دون هوادة لتواكب أحلامها وتجعل من نفسها شخصية ناجحة طموحة مستقلة تفتخر بذاتها وتثير فخر عائلتها بها باتت محض هباء

فلقب الطبيبة الذي حصلت عليه لم يكن قويًا ليحميها من لقب عانس الذي فتح عليها أبواب نيران المجتمع والأهل.

༺༻

أغمضت شادن عينيها بألم وهي تشعر أن أفكارها الصارخة بح صوتها وغار نصل العجز في عمق قلبها أكثر وأكثر ليقاطع لحظات غرقها الخاصة طَرقْ على باب إستراحة الأطباء التي تجلس بها في انتظار انتهاء دوامها لتترك شادن القلم وتعتدل تنظر للباب الذي فتح وظهر منه الطبيب رامي يقول بإبتسامة لطيفة

" مساء الخير شادن، كيف حالك" أجابته شادن وهي تشعر أن لسانها أثقل من أن يتحرك

" مساء النور رامي، أنا بخير شكرا لسؤالك "

وقفت شادن وحملت حقيبتها واستعدت للرحيل وهي تسمعه يقول

" أين صفا، لقد أخبرتني أنها ستنتظرني هنا "

قالت شادن وهي تتحرك من أمامه لخارج الغرفة

" ربما لديها مرور، يمكنك انتظارها، معذرة منك عليّ المغادرة "

تحركت شادن ليقوقفها سؤال رامي الذي شعرته ثقيل بلا داعي

" هل أنتِ بخير، تبدين مجهدة " تنفست شادن واستدارت لتجيبه بشكل قاطع وتنهي ذلك الحديث الذي لا تستغيثه والذي من المؤكد أنه سيؤجج حقد صفا تجاهها أكثر ليسبقها صوت صفا التي اقتربت منهما تركض وهي تقول بانفعال شديد

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 29 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مقصلة الكلمات ( مجموعة قصص قصيرة) Where stories live. Discover now