المشهد الحادي عشر

3.2K 180 5
                                    


كرياح عاصفة، انطلقت عائدة إلى الطابق العلوي، حيث تتواجد الغرفة التي تقيم بها مؤقتًا، أغلقت عليها الباب، وقاومت قدر استطاعتها عدم الانخراط في نوبة البكاء الوشيكة التي ستفسد حتمًا مظهرها الجمالي، ورددت لنفسها في حنقٍ له أسبابه:

-كويس إنهم يومين وبس، ومش هشوف الناس دي تاني!

وقفت أمام المرآة محاولة إصلاح مساحيق التجميل التي تزين بشرتها، حتى تخفي آثار الحزن من عليها، وظلت تخاطب نفسها في استياءٍ عارم:

-بني آدم معندوش دم ولا إحساس!

مسحت بالمنديل الورقي العالق من الدموع في أهدابها، وضبطت المهوش من خصلات شعرها قبل أن تطرح عليه ساترًا حريريًا لتغطيه، دمدمت مع نفسها بنفس النبرة المحتدة:

-مش عامل اعتبار لحد!

لحظتها ولجت إلى الغرفة رفيقتها، كانت تفتش عنها، فاندهشت من جملتها الغريبة تلك، وسألتها مستفهمة:

-هو مين ده؟

راوغتها في الرد:

-ماتخديش في بالك.

لم تلقِ بالًا للأمر كثيرًا، واستطردت في نبرة تحقيقية:

-إنتي أعدة هنا، واحنا بندور عليكي تحت؟!!

أخبرتها محاولة رسم ابتسامة خفيفة على محياها:

-لاقيت دماغي مصدعة فقولت أبعد عن الدوشة.

أمسكت بها من ذراعها، وحاولت شدها للخارج وهي تتابع:

-طب تعالي، "سندس" عاوزانا نتفرج على أخوها وهو بيرقص بالخيل.

عند الإتيان على ذكره، قصف قلبها فجأة بقوة، وكأن في رؤيتها له تذكيرًا قويًا بما كانت عليه من وضع مهين، في الحال رفضت دون تفكيرٍ:

-مش عايزة.

تعجبت من رفضها غير المبرر، وسألتها:

-ليه؟ ده الناس كلها مستنياه!

تعللت بنفس الحجة:

-الصداع مش مخليني مركزة.

أصرت عليها رفيقتها بقدرٍ من الإلحاح:

-دي هتزعل منك، يالا بقى ماتبقيش بايخة.

أمام تصميمها اضطرت أن تستسلم، فقالت بامتعاضٍ عابس:

-حاضر.


يتبع >>>>>>>

بين عشية وضحاها - قصة قصيرة كاملةजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें