11_:كالأبيَض والأسوَد.

13.1K 745 555
                                    

-كومِنت بينَ الفقَرات~.

-أجعلِ النجمَة تلمَع بإصبِعكِ~.

-أستَمتعِ لطِيفتِي~.

_

الأبيضُ عالمٌ، والأسَود عالمٌ،
لا ينتمِيانِ إلى بعضِهمَا البَعض..

-

كُنت أشعُر بِأنفاسِهِ السَاخِنةِ تَتضاربُ ضدُّ شِفاهِي بَعدما أنبَس عمَّا لديهِ، يُعلِّمُني التقبِيل؟! لكنَّني لم أطلُب هذَا، أنَا أودُّ الذَّهاب إلى أُمِّي، كلاَّ أنَا أُريد أنَّ أتحوَّل إلى عصفُورةٌ صغِيرةٌ كيَّ يَلتهِمُني نسرٌ ذُو حجمٍ ضخمٍ، وحِينها لنَّ يَضحى لي وجُودٌ! مـ..مُذهل!

عَينايَّ بَاتتَّ تُطالِع وجهُهُ القرِيب ومن حُسن حظِي أنَّهُ كانَ ينعَم بِهذا القُرب وهو مُغمض العَينينِ، كُنت مُضطرِبةٌ لِدرجةُ أنَّ أظَافِري العزِيزة كادتَّ تُكسَر أثَر ضَغطي عَليها الشدِيد بِباطنُ يدِي، فـ أنَا هُنا أكَادُ أنهَار في حِين أنهُ لايزَاب يقترِب بِذلك الهدُوء المُريبَّ..

"آهه!!"
صَدح صَوتُ صُراخِي تزامُناً مع اللَّحظةِ التَّي لا أعلمُ مِن أينَ أتَتنِي تِلك القوَّة التَّي دَفعتُ بِها جُون لِدرجةِ أنَّ جسَدهُ أرتدَّ ضِدَّ السيَّارةِ فـ رَاح يتَأوَّه بينمَا يُمسِد أعَلى ظَهرهِ، خُضراوتيهِ كانتَّ مُعلقةٌ عليَّ بِتفاجُئٍ، أعلمُ هو يظنُّ أنَّني بَاتمان الآن ويجبُ أنَّ أرحَل لأنَّ المدِينة بِحاجةٍ لي..

"هذَا..هل أنتَ بِخيرَّ؟! أ..أنَا أسِفةٌ لا أستطِيعُ فِعلُ هذَا أنَّني..أنَّني عَذراءٌ..كـ..كلاَّ..أعنِي أنَّها آهه يا إلهِي!!"
حَاولتَّ تبرِير فِعلتِي المجنُونةِ هاتهِ تَحت أنظَارهِ التَّي كانتَّ تَجعل الأمر صَعبٌ عليَّ، لِما بَدا لي وكأنَّه يبتسِم حِينمَا أنبَستُ بتهورٍ عن أنَّني عَذراءٌ؟! بجديَّةٍ مالذَّي فَعلتهُ أنَا أشعُر بالإحرَاج الشدِيد..

بَل صُراخِي الذَّي صَدح مُجدَّداً حِينما أنتفَضتُ بِفزعٍ بسببُ رنِينُ هاتِفي المُفاجِئ جَعل الأمرَ أكثَر أحراجَاً وسخَافةٍ، أخرَجتُ هاتِفي فِيما كانتَّ عينَايَّ ترمُق جُون تارةً وأُخرى أرَى من المُتصلَّ، كانتَّ أَّمي! رائِع أنَّها مُنقِذتي اليَوم!

"أنَّها أ..أُمِّي! ودَاعاً! أعنِي أراكَ لاحِقاً، ورجَاءاً تنَاسى كُل مَا حدَث مُنذ لحظَاتٍ! أنَّني أعتذِرُ لكَ!"
تطرَّقتُ سرِيعاً أثنَاء ما رفعتُ الهاتِف لهُ أُريه أنَّها أمَّي فِعلاً، ثُمَّ رُحت أودِّعهُ وأنَا أترَاجع لِلمنزِل بِظهرِي، كُنت أشعُر بالسُّوء الشدِيد نَحو المَعني، هُو تأوَّه بألمٍ فـ تسَائلتُ هلَّ كُنت قاسِيةٌ معهُ؟! أكفَهرتَّ معالِمي بإستيَاءٍ واضِحٍ وبصدقٍ أوشَكتُ على البُكاء! بِلحظةِ وصُولي لِباب المنزِل ألتفتُّ أُطالِعهُ لِلمرةِ الأخِيرةِ، قَبل أنَّ أهمِس بخفُوتٍ مُجدَّداً:
"أنَا أعتذِر جُون!"

جِينيتَّ:هديةُ جُون.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن