أولى خطوات الانتقام

Start from the beginning
                                    

تفرد يديها إلى الجانبين لتتمكن المرأة من أخذ قياساتها بالشكل الصحيح وهي تحاول قدر الإمكان أن تتجاهل النظرات التي تلتهم جسدها الممشوق! خاصةً وأنها ترتدي فستانًا أحمرًا ضيقًا بعض الشيء ويظهر انحناءات خصرها النحيف!

تنهدت فايا بارتياح أخيرًا عندما انتهت المرأة وابتعدت عنها. سارت إلى والدتها بخطوات هادئة لتجلس على المقعد الذي بجانبها. ضيقت الخياطة عينيها بحيرة من الرسومات الموجودة على الورقة التي اعطتها اللونا للحظات قبل أن تسأل باستغراب «أُليست مكشوفة للغاية، لونا!»

«هذا ليس من شأنكِ! قومي بعملكِ بفمٍ مغلق!»

«حاضر!» برأسٍ منخفض وأعين لم تفارق الأرض، أجابت. نظرت فايا إلى المرأة بحزن قبل أن تسير خلف والدتها إلى الخارج بعد أن ارتدت رداءً يخفي جسدها! وضعت القلنسوة فوق رأسها وأخفت شعرها الثلجي تحته حتى لا يراه أفراد القطيع الذين ينظرون لها بينما تمشي برفقة اللونا بينهم.

منظرٌ كهذا لا يحدث إلا نادرًا؛ لأن فايا لا تخرج من المنزل إلا في المناسبات الرسمية. عدم امتلاكها لأصدقاء ترتاح لهم وتثق بهم يجعلها انطوائية على نفسها، كما أن هناك سببًا آخر لا يعرفه إلا القلة جدًا وهو أن والدها، ألفا القطيع، يمنعها من الخروج!

الخوف من أن تجلب له العار قبل أن تتزوج وتتسبب في جلب فضيحة لا يُمكن إخمادها ولو بعد ألف عام يجعله يُبقيها محتجزة داخل جدران غرفتها ولا يسمح لها بالخروج إلا برفقة والدتها اللونا أو أحد أشقائها الذكور وهذا فقط عند الضرورة القصوى!

بالنسبة لـقطيع هيذر، جمال فايا غريب وفريد من نوعه. شعر ثلجي يبرق تحت أشعة الشمس، بشرة شاحبة جدًا لدرجة إذا أُمسك يدها بخفة سيحمر جلدها على الفور، مُقلتيها التي تكاد تخالط بياض العينين. كل ذلك يجعل من الذكور يرغبن بها بشدة. إنها أوميغا لم يُخلق مثلها من قبل!

دلفت الشابة الشاحبة إلى المنزل الفارغ، نزعت حذائها على عجل لتركض إلى غرفتها وتعانق قطتها ليليث لكن صوت والدتها أوقفها. «تعالي، علينا التحدث!». همهمت فايا وهي تجلس على الأريكة التي بجانب خاصة والدتها.

بأناملها الرفيعة، مسّدت الفرو الذي يغطي الأريكة بانتظار اللونا أن تتحدث. بلعت ريقها بصعوبة وهي تمسح حبيبات العرق الباردة على جبتها بكف يدها عندما استمرت والدتها بالنظر لها دون أن تنطق بشيء! «هل تعرفين ما يجري بين الأزواج؟!»

اتسعت عينيها بصدمة من ما سمعته للتو، احمرت بشرتها الشاحبة وتسارعت نبضات قلبها! نفت برأسها بقوة أثناء إخفاء وجهها بين يديها. رفعت قدميها وضمتهم لصدرها ثم دفنت وجهها بين ركبتيها. حدقت والدتها بها لوهلة، تشاهد تخبطات جسدها من شدة حيائها! تجاهلت كل ذلك وبدأت تسرد لها واجباتها الزوجية تجاه زوجها دون اكتراثٍ لمشاعرها!

الكمد | JKWhere stories live. Discover now