الفصل 01: تاربل

53 5 54
                                    


استيقظت هذا الصباح و ككل صباح على رنين منبهي، و كالعادة اتجهت مباشرة للشرفة كي أزيل الستائر و أفتح بابها لأسمح لنسيم الصباح العليل و ضوء الشمس الدافئ بدخول غرفتي الفخمة.

ارتديت ملابسي الملكية بسرعة و التي هي عبارة عن سروال و قميص من أفخم الجلود و أقواها، و درع مطاطي فوقها متصل به رداء أحمر يناسب تماما الملوك، ثم وقفت أمام مرآة كبيرة أحدق في نفسي لأتأكد من أن مظهري مرتب و لائق، و بالطبع لأرى وجهي الوسيم.

نسيت أن أعرفكم نفسي، مع أنه لا حاجة لذلك فأنا مشهور جدا، لكن لا بأس، إسمي تاربل الإبن الأصغر للملك فيجيتا الثالث، ولدت في كوكب فيجيتا لكني لم أقم هناك طويلا لأنه تم إرسالي إلى النجم البعيد لأحكمه، و ذلك بسبب حكمتي و جدارتي بالحكم، بكل تواضع.

نسيت أن أخبركم أني الآن أبلغ من العمر 16 عاما فقط، أمر مدهش أن تكون ملكا في هذا العمر الصغير أليس كذلك؟ مؤكد أنكم تقولون أن الأمر صعب علي و تنقصني الخبرة و الحكمة لأكون ملكا، حسنا أنتم مخطؤون فأنا أفضل ملك قد تصادفونه في حياتكم.

بينما أنا أحدق بنفسي في المرآة فاجأني دخول مساعدي و هو يصيح بي أن أتوقف عن الحديث إلى نفسي في المرآة، فأدعنت له و مشيت خلفه متجها نحو كرسي العرش لأستقبل الناس و أستمع لشكاواهم و بالطبع أجد حلولا لها، و هذا ممل جدا، نفس الروتين دائما، و لا أتخلص من هذا الملل إلا حين تغرب الشمس فتغلق أبواب القصر و بهذا يفهم الناس أن وقت الشكاوى قد انتهى و عليهم العودة غدا صباحا.

تصوروا ذلك، منذ شروق الشمس حتى غروبها و أنا أستمع للشكوى و لا شيء غيرها، سكان هذا الكوكب حقا متعبون ألا يمكنهم إيجاد حلول لمشاكلهم بأنفسهم؟

حسنا لا بأس، فبعد أن تغرب الشمس أصير حرا و أفعل ما أشاء حتى وقت العشاء لأنه بعده سيكون علي مراجعة كثير من التقارير و التوقيع عليها و هذا أكثر شيء أكرهه.

سأنسى أمر تلك الأوراق حاليا فلا أريد أن يعكر صفو وقتي الحر أي شيء، أما الآن فسأذهب إلى حديقة القصر الجميلة لن ترو في حياتكم أجمل منها بالطبع لن ترو فأنتم فقراء مفلسون.

لكن هل تعرفون مالأجمل من تلك الحديقة؟ لا؟ حسنا إنها ترييلا صديقتي، فتاة في مثل عمري تشبهني في الشكل لكنها ليست من السياجين و ليس لها ذيل مثلي، بشرتها بيضاء ناصعة و شعرها أبيض طويل، أحضرها أخي الكبير إلى القصر منذ خمس سنوات و منذ ذلك الوقت و نحن أصدقاء نمضي معضم وقتنا معا، لكنني صرت أكثر انشغالا بأمور الحكم لذا نلعب معا لبعض الوقت بعد الغروب حتى موعد العشاء، قصة حزينة صح؟

الآن لن أضيع وقتي بالكتابة و سأذهب للعب معها قليلا قبل أن يحين موعد العشاء.

إلى اللقاء في يوم آخر من يوميات تاربل.

يوميات تاربلDonde viven las historias. Descúbrelo ahora