أســـرار / الفـصـل 4 🐺

73 16 0
                                    


                              ✼✼

و مع أخر ضحكة سمعها ديب فقد وعيه .
مرت دقائق و هو لا يزال أمام باب غرفته كما حاله فاقدا للوعي .
كان كبير الخدم يصعد الدرج مع ملكه كارول يناقشون بعضا من مواضيع القصر حتى إلتقت أبصارهم مع جثة ديب صارخين عليه يحاولون إيقاظه و لكن دون جدوى كان كجثة تماما ، أمر كارول كبير الخدم أن ينادي على نوراس ، من ثم جاءوا و ساعدوهم على حمله لسرير غرفته ، أمروا بأن ينادو على طبيب المملكة إذ به هو الآخر جاء مسرعا قائلا بإنحنائة إحترام : أرجوا منكم الخروج أنا سأعتني به
قبل أن يجيبه نوراس قاطعه أخاه بوضع يده فوق كتفه قائلا له : سيكون بخير هيا بنا .
خرج الجميع ليقوم الطبيب بجميع الفحوصات اللازمة للحصول على سبب فقدانه للوعي و في الأخير تفقد نبضات قلبه التي وجدها تبطئ شيئا فشيئا و مع تنفسه القليل الدالة على و كأنها آخر أنفاسه .
صَدُم الطبيب و في نفس الوقت خاف على رأسه ، و بهدوء مسح العرق من جبينه بقطعة من القماش و هو يحاول إخفاء توتره .
إستنشق قليلا من الهواء فخطى بعدها نحو باب الغرفة ، نظر للجميع و من نظراتهم و أسئلتهم التي جعلت من توتره يزداد ومن كلماته كلمات كاذبة ، بلع ريقه لينطق أخيرا : إن .. إنه .. إنه بصراحة بخير لا تقلقوا فقط إعتنوا به سيستعيد وعيه قريبا لا تقلقوا
كلمات أثارت الشك في الجميع ليقوم نوراس بسؤاله مع نظراته المخيفة التي تنبعث منها شرارة الكلام : أنت تكذب ، ماذا هناك ؟ هيا أجب
الطبيب بخوف و بإستسلام : إبنك ليس بخير ، أنا أسف لأني كذبت و لكن نبضات قلبه ليست بخير و تنفسه أيضا
نوراس : ماذا يحتاج ليعود لوعيه ؟
الطبيب : لا أعرف حاولت أن أجد سببا لفقدانه الوعي ، ماعليكم إلا أن تتحلو بالصبر ريثما يستعيد وعيه
حاول نوراس كبح غضبه ليلعن في نفسه قائلا : حسنا يمكنك الذهاب الآن
إنصرف الطبيب ثم دخل الجميع لغرفة ديب يراقبونه في حزن واضح و إيلينا التي تبكي و هي معانقة لنوراس قائلة : أبي هل سيكون أخي بخير ؟ ، أخبرني
نوراس بحزن و هو يحاول ردع دموعه : نعم لا تقلقي أخوك قوي جدا بالطبع ، إنه مرهق فقط
أمر نوراس الجميع بالخروج قائلا : لندعه يرتاح قليلا ...
                              ✼✼✼
نسمع صوت إغلاق باب الغرفة لنعود لديب في حلمه ✼
في مكان مظلم لا يوجد شيء سوى الفراغ و هو يصرخ منادي : هل يوجد أحد ؟ أين أنا ؟ ، مرحبا ، اللعنة عليكم ، سحقا لكم ، ماهذا المكان ؟!
تكلم صوت مجهول : كنت تريد أن تنام و أنا ساعدتك فقط
تعالت صوت ضحكاتها ليجيب : ماذا ؟ هل هذه أنتِ ؟ أظهري نفسك
تقدمت نحوه قائلة : ها أنا ذي ، كيف حالك ؟ هل إشتقت لي ؟
نظر إليها بغلي و قال : كيف ! كيف فعلتِ ذلك ؟ كيف جعلتي أختي تقوم بفعل شنيع كذاك ؟
أجابته المرأة : إنتظر إنتظر أنا ساعدتك فقط ، يالك من ناكر للجميل ، كما أنها أنا التي أعطتك قطعة الكيك تلك و ليست أختك ياغبي
ديب : كيف ؟
المرأة : لأنني تنكرت في هيئتها
ديب : حسنا لا يهم الآن ، أنتِ هنا أخبريني ماذا تعرفين عن مكتبة السحرة ؟ و أين هو المفتاح بالضبظ ؟
المرأة بنبرة صوت خافتة : يوم إكتشاف الحقيقة باتَ قريبا فلا تقلق لا داعي لأن أخبرك و أغير مجرى المستقبل ، الآن وداعًا في لقاء أخر ...
إتجَهت نحو ضوء أبيض ساطع وسط ذلك الفراغ بينما ديب يركض من خلفها و هو يصرخ مناديا لها : إنتظري مهلا ، أنا لم أنهي كلامي بعد إنتظري ...
                           ✼✼✼
إستيقظ من سباته العميق ، رأى نفسه في غرفته ، أطل من نافذة غرفته على نجوم السماء الدالة على حلول الليل سلفا بينما يسأل نفسه : ياترى هل كنت ميتا ؟ كم من ساعة نمت ؟
ثقل جسده عند نهوضه ، أسند بنفسه على الحائط ليصل بصعوبة إلى باب غرفته ، فتح الباب مع أصوات خرخرة من معدته التي لا تزال تؤلمه ، مر من أمام غرفة كارول ، وقف في مكانه عند سماعه حديث والده مع كارول و هو يقول : يجب أن نكون أكثر حرصا من ذي قبل أنا متأكد تماما أنها هي من فعلت بإبني فعلتها ، لتتمكن من الوصول إليه
كارول : أجل معك حق ، كما أنني أصبحت خائفا على إبنتي ، إن عرفت الحقيقة فستكرهني
نوراس : لا تخف لا يمكنهم فعل شيء بينما المفتاح معي
كارول : هل أحضرته معك ؟
نوراس : لا ، إنه في القصر ، في مكان آمن
كارول : ماذا عن الكتاب ؟
نوراس : إنه في مكتبة السحرة مع باقي الكتب الأخرى ، لا تقلق
كارول : هل أنت مجنون ؟ ماذا إن إستولى عليه أحد ما عندها ستكون حرب لا محالة
نوراس : لا تقلق ، لم يأتي مالكي تلك المكتبة منذ زمن و حتى إن أتوا فقبل وصولهم أخبئ الكتاب في غرفتي هو و المفتاح ريثما يغادرون و لا ننسى أنهم يملكون مفتاحا خاصا بهم و في نفس الوقت مكتبة السحرة و ذلك الكتاب الإثنين معا يفتحون بالمفتاح نفسه الذي هو معي في غرفتي ، خصصت مفتاحا واحدا لكل واحد منهم إحتياطا فقط في حال ضاع مني الآخر
كارول بإستهزاء واضح : دعنا من هذا ، و لكن غرفتك ؟ هل هذا هو مكانك الأمن ؟
نوراس : نعم و لا تشكك بقدراتي حتى لو بحث ديب هناك فلن يجد شيئا رغم أنه في غرفتي و لكنه لن يراه أبدا
في هذه اللحظة تكلم ديب مع نفسه بينما أكمل طريقه ' سنرى بشأن ذلك أيها الأب ' .
مشى بثتاقل جسده مبتعدا عن المكان بخطوات شبه بطيئة مع إنشلاله على مستوى حركته في كلتا ساقيه ...
وصل بصعوبة لغرفة جيسيكا ، دق الباب و هو في تلك الحال بأعين ناعسة لتقول هي : أدخل
مع أول خطوة داخل الغرفة سقط أرضا أمام عينيها لتصرخ بإسمه و هي تنادي تسأله : هل أنت بخير ؟ ، إنهض هيا سأساعدك
ديب بتعب : إنتظري ، أغلقي الباب أريد أن أكلمك إنه ...
قاطعته هي : لا ، يجب أن تذهب لترتاح أعدك أننا سنتكلم في الغد
رمقها بنظرة حادة ليقول بحزم : قلت لك أغلقي الباب ، هل أنتِ صماء ؟ إسمعي كلامي فحسب
جيسيكا بعناد : لا ، هيا إنهض
ديب بهدوء صوته : أريد أن أكلمك بماذا حلمت و لقد وجدت مكان مفتاح المكتبة
جيسيكا : ماذا ؟ ، إنتظر لحظة لا تكمل كلامك سأعود
ذهبت من بعد ماقامت بإغلاق الباب على ديب الذي ظل غارقا في تفكيره عن مكان تواجد المفتاح ، و أي كتاب قصد والده .
و في الأخير ختم كل هذا ليسأل نفسه ' من أنا ؟ ' ، حتى جاءت هي الأخرى ، دخلت و أغلقت خلفها الباب بإحكام مع صينية حلويات و وجبات خفيفة ، قدمتها لديب الذي كان واضحا عليه الإرهاق .
جلس على طرف السرير ليقول : ماذا كنتِ تفعلين ؟ لماذا تأخرتي ؟
جيسيكا : كُل أولا
ألقى ديب نظرةً على تلك الحلويات ثم قال داخله ' سُحقا من الصعب مقاومتها ' قائلا : حسنا ، شكرا على الطعام
جيسيكا : على الرحب و السعة
ديب : ألن تأكلي ؟
جيسيكا : لا لقد أكلت على العشاء
ديب : العشاء ؟ لماذا ؟ ، كم ساعة نمت ؟
جيسيكا : لقد نمت طوال اليوم و أيضا إنه مابعد منتصف الليل الآن
ديب : اهٍ ، اللعنة على تلك القطعة الغبية
جيسيكا : ماذا ؟ ، أية قطعة ؟!
ديب بإستعجال : حسنا سأخبرك بإختصار ، سبب فقداني وعيي هو قطعة كيك التي قدمتها لي إيلينا و لكنها ليست إيلينا بل تلك المرأة التي كانت متنكرة بهيئة إيلينا و التي حلمت بها أيضا ، اللعنة عليها كنت أظنها فقط في أحلامي ، حسنا و عندما خرجت من الغرفة سمعت بالحديث الذي جرى بين والدي و والدك ، و لكن المهم من هذا كله لقد توصلت لنتيجة و هي أن مكتبة السحرة هي أملنا الوحيد لإكتشاف الأمر كله
- و لكن المفتاح أين هو ؟
- حسب ماسمعته إنه في غرفة والدي
- إذا هذا سهل فقط ستبحث و ستجده
- ربما لا ، لأنه قال حتى لو بحتث لن أجده
- ماذا يعني ذلك ؟
ديب بتنهد : يعني أنه سيكون في مكان ما في الغرفة و لكنه غير واضح لأنه قال لن أراه و هذا ما إستنتجته
- فهمت ، و ماذا تنوي أن تفعل الآن ؟
- بينما أعود سأكتشف بنفسي
- ألم تجرب دخولها من قبل ؟
ديب : بلى ، عندما نقلوا كتبهم لمملكتنا كنت أدخل بسهولة كلما أردت ، حتى أنني أجرب سحر تلك الكتب و لكن عندما بدأت تلك الأحلام تراودني لجأت لوالدي كان أول شيء حدثه عن ماقالته لي تلك المرأة عن مكتبة السحرة و أن علي إيجاد المفتاح ، منذ ذلك الحين لم يعد مسموح لي الدخول لها حتى أختي تم منعها
- علينا إيجاد المفتاح أولا
- أجل
عم الصمت للحظات ثم قالت هي : إذا ستعود
ديب : أجل سأعود
- ألن تأتي مرة ثانية ؟
- لماذا تسألين ؟
- فقط أسأل ، فأنا أمرح بوجودك أنت و أختك سأعود وحيدة بعدكما
إستغرب ديب من ماقالته ليسأل : هل تريدين شيء ؟
رفعت حاجبها و هي تنظر له قائلة : ماهذا السؤال ؟
ثم أكملت بخبث : و آاه نعم أريد شيء
- ماذا تريدين ؟
- أريدك أنتَ أيها الوسيم
نهض ديب من مكانه قائلا : أنا الأحمق الذي جاء عندك
أمسكت جسيكا يده ليحاول إبعادها و لكنها جرته عندها ، كان لا يزال جسده ضعيف الحركة ، لذلك تمكنت من التغلب عليه لتقع هي فوق السرير و هو من فوقها ...
لم يستمر الوضع طويلا حتى نطحته جيسيكا قائلة : إنهض عني ، ياترى كم تزن ؟
حك ديب على جبينه ليقول : هل أنتِ متأكدة أنكِ فتاة ؟
جيسيكا و هي تأكل قطعة الحلوى : أجل لماذا ؟
- لا يهم سأرحل الآن
مشى في طريقه ليصل لباب الغرفة و لكنه عاد ليجلس مكانه عندما تذكر شيئا ...
سألته هي : ما بك لماذا عدت ؟
ديب : ألم تسألي نفسك قبلا من أنتِ ؟ أو من أين أنتِ ؟ ألم تخطر لك مثل هذه الأسئلة في البال ؟
- أجل و لكني لم أجد أجوبة عندها فقدت الأمل في أنني سأعرف يوما
- هل مازلتِ تحلمين بتلك المرأة
- ليس كثيرا ، مؤخرا لم أعد أحلم بها ، ماذا عنك ؟
- لقد حلمت بها عندما كنت فاقدا للوعي
- ماذا قالت لك ؟
- لا شيء مهم ، حسنا وداعا الأن
- إلى أين ؟
- سأنصرف لغرفتي قبل أن يجدوني معك هنا في غرفتك فأنا لا أريد أية مشاكل
جيسيكا بإستهزاء : هل أنتَ خائف
- من ماذا ؟
- أنا فتاة و أنت رجل ، أظن أن الأمر واضح لذا لا داعي للسؤال
نظر إليها بإشمئزاز ليقول : هذا مقزز ...
خرج ديب من الغرفة إذ بالأخرى رمت نفسها على سريرها و هي تعيد تكرار ذاك المشهد في ذهنها ...
دخل ديب غرفته إذ به يجد إيلينا هناك جالسة على جانب سريره مع دبها المحشو الذي أهدته لها جيسيكا ، رأته لتركض له و تعانقه قائلة : أخي
أحس برعشة خفيفة لتكمل هي : أخي أين كنت ؟ لقد إنتظرتك طويلا
سأل نفسه بشك ' تُرى هل هذه إيلينا ' ثم أجابها : لقد كنت خارجا ، ماذا تفعلين أنتِ هنا ؟
إيلينا : لم أنم
- لماذا ؟
- كنت قلقة عليك أخي
- لا تخافي يا صغيرة ، أنا بخير الآن عودي للنوم ، هذا أمر
إيلينا بعناد : لا لن أعود أبدا ، أريد البقاء معك
ربت على رأسها قائلا : يا لكِ من عنيدة ، حسنا لنذهب للنوم سأحكي لكي قصةً ماقبل النوم إلى أن تنامي
- حسنا حاضر
- أراكي متحمسة يا شقية
بينما هم على السرير مستلقين وهي محتضنة لدبها المحشو بعينيها الناعستان تحاول الإستماع لحكاية أخيها ماقبل النوم ...
قائلا هو الآخر : النهااية .
ليكمل : صحيح يا إيلينا هل أنتِ من أعطتني تلك القطعة من الكيكة ...
وجدها غطت في نوم عميق مع شخيرها فإبتسم بلطف ليحملها بين ذراعيه قائلا : حسنا يا صغيرة يبدو أنك لست أنتِ ، نوما هنيئا لك ، هيا لأرجعك لغرفتك .

مستذئب بقلب بشري Where stories live. Discover now