الفصل السادس عشر: وتر أكيليس.

Start from the beginning
                                    

______________ ︻╦デ╤━╼

وقفت ألعب مع الصغار بعدما حممت تميم وصار أفضل الآن، لا أعلم هل كان يجب عليَّ أن أجعله يشاهد ذلك أم لا؟
لكن كان يجب أن يرى أبيه وهو يأخذ له حقه، عندما كنت صغير لم أكن أخاف من تلك المشاهد لكن فارس كان يفعل، فقد كان جدي سيّاف يجعلنا نحضر كل شيء دموي حتى نصبح أقوياء، هل تعلمون في أي سن قتلت أول مرة في حياتي؟

حسنًا، لن أخبركم الآن، لكن توقعوا أنتم السن.

وضعت رابطة سوداء حول عيون ريان لأن هذا دوره في اللعبة ثم أمرت الجميع بالأختفاء وتحركت لأختبئ أثناء سماعي صوت كلمات ريان المتعثرة وهو يعد حتى الرقم عشرة.

هممت أن أظهر حالي ليبدأ الركض خلفي بعدما نزع العصابة من فوق عينه وبدأ يبعثر نظراته حول المكان لكنني توقفت عندما شاهدت شمس الذي يرتدي معطف أبيض خاص بالأطباء يتحرك بخفة تجاه موضع عبدالرحمن الذي يجلس فوق أريكة خشبية مخفية عن الأنظار خلف مبنى المامبا، فلحقت به.

اللعنة، مازال هناك ساعتين على المواجهة!
ألن ينتهي هذا اليوم؟!

أوه، مهلًا، مهلًا، أنا لم أخبركم إن شمس هرب من السجن.

هذا شيء يجب توقعه فنحن مملكة مترابطة لن تترك القادة شمس بالسجن وهذا سبب تأجيل المواجهة، في الواقع لم يتم تهريب شمس عن طريق اشتباك أو بلبلة، بل فقط قاموا بتبديله بواحد آخر يشبهه بشكل كبير بمساعدة الضباط من المامبا ليعدم شمس في نظر الجميع لكن يظل يتنفس داخل جدران مملكتنا.

فنحن شعب لنا قوانين وحاكم، والملك فقط هو من يصدر الأحكام علينا.

_ المفروض إن كده أرجع؟ بتديني أغلى حاجة عندك صح؟ المفروض أقدر مجهودك؟

قالها عبدالرحمن بنبرة ساخرة طغى عليها الحزن وهو ينظر إلى يد شمس الممدودة له بزجاجة شفافة بها سائل، تشبه التي يستخدمها أطباء التحاليل لحفظ عينات الدماء لكن شمس يستخدمها في الإحتفاظ بدموع ضحياه بعد أن يحرق روحهم كذكرى سعيدة لديه منهم.

- اهدى علشان نعرف نتكلم.

قالها شمس بنبرة هادئة وهو يضع يده فوق كتف عبدالرحمن ليؤثر عليه لكن الأخير نهض من مجلسه وابتعد خطوة عنه للخلف بعدما جفل جسده من لمسة شمس التي احرقت جلده، ثم قال بصوت متهدج بنبرة تحمل ما يجيش في صدره من قهر:

- إنت عايز مني ايه؟ افتكرت حاجة معملتهاش فيا قولت ترجعني علشان تعملها؟ متخفش مفيش فيا حتة سليمة لا نفسيًا ولا جسديًا .. علشان خاطري سبني في حالي يا "سِت" وانساني بقى أو اقتلني وريحني.

أضافها بنبرة راجية وهو ينكث رأسه للأسفل تزامنًا مع توقف خوفو جانبي ويرتسم على وجهه أمارآت الغضب ثم ضم قبضة يده بشدة مع بروز عروق رقبته ومرفقه في محاولة منه لتقيد الوحش داخله حتى لا يخرج خنجره ويقذفه في قلب شمس.

أنوبيس Where stories live. Discover now