تنبؤ !!

85 6 3
                                    

الهدوء سيد يجثم فوق هذا القصر المنيف ، في ظرف أخر لغرقت في هوي سكونه ، إنما علي ظهر هذة البقعة ، مطوّقه بسلالة الوحوش .. ما كان السكون سوي معاضد اضفي رعبًا تكافح لإقتلاعة من فؤادها ..

وكل الفضل لشخصيتها الباسله المثابرة

والتي دفعتها لتخلي سراحها بعد أن ابقت نفسها حبيسة الغرفة الجديدة وتنطلق في رحله بدت متهورة لإكتشاف غور القصر و خباياه ..

هبطت بإسترسالٍ قاصدة الطابق السفلي ، لم تصادف عابرًا إلا و انحني آليًا وكأنه مبرمجًا علي إجلالها وإحترام شأنها ، لم تتأقلم ولكن ثمة درب يستدعي المجازفة ، وللغرابة .. الإطمئنان !

عند بداية الدرج اصطدمت به ، كان يرتقي الدرج كالريشة ...

توقف ، حدق فيها بعينين جاحظتين لدقيقة كاملة ، ثم هتف بلا وعي مدهوشًا دون ان يزيح عينيه انشًا عنها : 

- الأميرة زُمرد !

لم تبدوُ قد استوعبت ما لفظ به ، رمش هو بعدها مستجمعًا شتات عقله المشوّش و قال منتبهًا لوضعه الأن :

- أسف .. اكيد انتي داليدا ؟ انتي الوريثه . مظبوط ؟

اومأت مره واحده ، اتسعت زاويتيّ فمه قائلاً بإبتهاجٍ :

- كنت واثق .. انا مش مصدق اني شايفك ! انتي طلعتي جميلة اوي !

لم يصدر عنها تعليقًا واحدًا ، بقيت تطالعه بهذا القدر من الغرابة والحذر ، البهجة والتحفظ .. إذ كان ذو حيوية دافقة و ذهن متوقد ..

فتراجع هو فورًا شاملاً ايّاها بنظرة فوضوية مبهورة :

- بعتذر . انا اسف يا مولاتي . لكن اعذريني انا مش مصدق اني شوفتك اخيرا . لما قالولي ان جلالتك رجعتي مصدقتش . لكن طلعتي اجمل من كل توقعاتي  .. انتي شبهها بالظبط.

- شبه مين ؟

جاوبها "إسحق" بحماسٍ :

- شبه الأميره زُمرد طبعاً . الدوقة زُمرد .. أمك !

أجفلت "داليدا" بإضطرابٍ ، كان لذكرها وقع غريب علي مسامعها ، وبيد انها لن تتجاوزة بسهولة !

إبتسم "إسحق" بإشراقٍ وهو يقول بإحترامٍ :

- انا بعتذر مرة تانيه معرفتكيش بنفسي و انا كلامي كتير بطبيعتي .. لكن وجودك في حد ذاته شوش علي عقلي . مش مصدق اني واقف قدام جلالتك .

وارتد خطوه واحده للخلف وانحني مواريًا إحدي ذراعيه خلف ظهره في حركة ترحيبيه عريقة تليق بطبقة النبلاء وإجلال الملوك :

- إسحق . اسحق تاليد.. في خدمتك واوامرك . وبالمناسبة انا كنت بتكلم مع أدم بإستمرار عشان أطمن عليكي .

إنبلجت علي شفتيها إبتسامة وديعه وقد راقها "إسحق" كثيرًا ، مدت كفها في بادره منها لمصافحتة :

حفيده دراكولا "الوريثة"Onde as histórias ganham vida. Descobre agora