البارت الحادي عشر _مايكل

Start from the beginning
                                    

اشرقت شمس يوم جديد على مدينة الظلام هذه حاملة معه وبين طياته أحداث حافلة لأبطالنا .. اشعت خيطان الشمس الذهبية على الغرفة التي يتواجد بها مايكل فيفتح عيناه منزعجا من ضوئها الذي تسلل لزرقاوتيه عبر النافذة ليتأوه بألم من رأسه ثم يلتفت للجهة الأخرى فينسعق من رؤية فتاة عارية بجانبه لا يغطيها سوى شرشف السرير!!
ارتفع بجسده عن السرير وجلس على طرفه ثم أمسك رأسه بيداه وضغط عليه بعنف شديد وهو يغمض عينيه بقوة ويقول:"ماذا حدث يا الله!! أين أنا؟! تباا لا أتذكر شيئا!!!!"
-
لف رأسه والقى نظرة على الفتاة التي كانت نائمة بعمق ولا تعي شيئا فسارع لارتداء ملابسه المرمية على الأرض وقام بأخذ كل أغراضه وخرج من الغرفة على عجلة.. فحينما خطت أقدامه أول خطوة خارج الحانة اكتسح رأسه ألم غير طبيعي ليمسك بالحائط مغمضا عينيه بقوة محاولا تجاهل هذا الألم الذي سيطر على خلاياه!! توجه نحو سيارته بعد دقائق وركب مكانه لينطلق بأقصى سرعته نحو قصره.. ما هي إلا ساعة ونصف حتى وصل ، فترجل من سيارته مسرعا ودخل إلى القصر واتجه نحو غرفته فورا دون أن ينتبه لفتياته الجالسات حول المائدة واللواتي رأين حالته هذه مما اقلقهن
-
نظرن لبعضهن قليلا لتردف زوي:"ما الذي يحدث مع مايكل؟ حالته غريبة منذ بضعة أيام وفي الأمس زادت سوءا!! ما الذي أصابه؟"
-
اجابتها بيراي بنفس القلق:"صدقيني لا أعرف يا زوي! أخاف أن يكون شيئا سيئا.. لربما أحدهم فعل له شيئا"
-
زوي:"كلاا لا أظن هذا ، مايكل ليس رجلا يتأثر من شيء إطلاقا.. هناك شيء أكبر ، هل تعرفين يا كلوي؟"
-
أطلقت سهام استفهامها بسؤالها لكلوي التي امتنعت الإجابة والتزمت الصمت فما كان منها إلا أن تنهض عن المائدة فورا بهدف الذهاب الى مايكل والتكلم معه... تناول مايكل 3 حبات من حبوب تخفيف ألم الرأس دفعة واحدة واحتسى الماء خلفهم ثم نزع معطفه بعنف ورماه أرضا بينما الألم الذي برأسه قد بدأ يخف تدريجيا إثر الدواء بينما كان يعتصره بين قبضتيه محاولا تذكر أي شيء مما عاشه أمس ولكن عبث!! لا شيء ولا ابسط معلومة يتذكرها من بعد خروجه وذهابه للحانة وكأن أحدهم امسك ممحاة ومسح هذا الجزء من ذاكرته!!! بينما كان حائراً ويفكر بهذا ، دخلت عليه كلوي ورأته جالسا على السرير يقبّض رأسه بيديه فاقتربت منه وجلست بجانبه ثم وضعت يدها الناعمة الصغيرة على كتفه وسألته بهدوء:"مايك هل أنت بخير ؟"
-
رفع رأسه ثم اومئ به بمعنى نعم دون أن ينطق بشيء لتقول هي بجدية:"كلا أنت لست بخير ابدا يا مايكل!! منذ عدة أيام تتصرف بغرابة ، وكأنك لست مايكل نفسه الذي نعرفه!!"
-
مايكل بغضب وهو ينسحب من جانبها ليقف أمام نافذته ويعطيها ظهره:"أنا بخير يا كلوي ، لا أتصرف بغرابة أو ما شابه.. إني كما أنا!!"
-
وقفت الأخرى واقتربت وهي تقول أثناء هذا:"لا تتصرف بغرابة؟! إذا ماذا توضح فعلتك بحبسك لسارا في غرفتها ومنعك لنا من التكلم معها أو حتى اعطائها الطعام؟"
-
التفت لها ليقول بغضب واضح من عيناه:"هذا ما يجب أن يحدث ففعلته ، غير هذا هل سأبرر لكِ ما أفعله وما لا أفعله؟؟!! أب هذا المنزل هو أنا لذا أنا من يتخذ القرار ، هل فهمت؟"
-
أجابته بهدوء عكس نبرته الغاضبة:"نعم أنت أب هذا المنزل وأنت من تتخذ القرارات ولا أحد يتدخل أو يعترض على قرار تقوله ، هذا صحيح ولكن.. ولكن أنت لست مايكل نفسه الذي نعرفه يا مايك ، تغضب بسرعة.. تعصف في المنزل بغضب ثم تخرج غاضباً وتعود غاضباً!! تتحرك بغضبك لا بمنطقيتك ، م..."
-
قاطعها مايكل مواصلا بنفس نبرته:"كلوي يكفي!! أنا بخير وإني كما أنا تماماً ، إنكِ تبالغين الآن..! كل ما في الأمر أن سارا أخطأت وعليها أن تعرف خطأها وهذا ما يجب أن يحدث ، اغلقي الموضوع ولا تفتحيه مجددا"
-
قال هذا ثم تخطاها وخرج من الغرفة هارباً منها فهو يعرف أنها لن تتوقف حتى تعرف الأمر الذي هو بحد ذاته لا يدري عنه!! زفرت بقلة حيلة ثم أخذت نفسا عميقا ولحقت به لينزلا إلى الأسفل ويجلس على رأس المائدة وكأن شيئا لم يكن ليقول لزوي الجالسة هناك:"اين أخواتك؟"
-
أجابته زوي:"شيي.. بيراي في غرفتها فكما تعرف ما زالت متعبة ، وسارا..."
-
قاطعها مايكل بجدية:"حسنا فهمت.. كلوي ضعي طعام سارا على صينية"
-
أخذت كلوي نفسا عميقا وفعلت ما قاله ليحمله هو ثم يطلب منهما أن تبدآ في الأكل واتجه نحو غرفة سارا ليفتح الباب ويدخل ثم يقفله خلفه مجددا ليراها على حالها كما تركها في الأمس.. اقترب منها ووضع الصينية بجانبها وقال لها:"خذي تناولي الفطور.."
-
رفعت رأسها عن الوسادة لتنظر له بغضب بعيناها الحمراء بسبب كثرة بكائها وتقول:"لا أريد شيئا.. منه تحبسني كأني أسيرة ومنه تحضر لي طعاماً؟!!!"
-
مايكل وقد ازداد غضبه بسبب تصرفها:"سارا أنتِ لستِ في موقف يسمح لكِ بأن تتخذي موقفاً عليّ!! أظن أنكِ لا تدركين بأي موقف أمسكت بك! أعطيتك الحرية الكاملة والثقة التامة ، وثقت بكِ بقدر ثقتي بأخواتك وكنت واثقاً أن ثقتي بكِ لن تنكسر! ولكن.. أنت؟! ماذا فعلت؟ ألا تعين بأي أمر وقعتي؟!"
-
شعرت بتأنيب الضمير لما قاله فهو محق تماما لتجيبه قائلة بنبرة راجفة يملئها الخوف:"مايكل.. أنا حقا.. انظر والله الأمر ليس كما يبدو لك ، انا ك..."
-
قاطعها مايكل بنبرة مرتفعة وغضب عارم:"أنتِ ماذا يا سارا!؟؟؟ أنتِ ماذااا؟؟؟؟ هل أنتِ مدركة لما فعلته؟! خمر وقُمار ورفقاء سوء ومخدرات.. مخدرات!!؟ مخدرات يا سارا؟! ناهيك عن هذا كله ، افرضي لو أني أتيت متأخرا قليلا ما كان سيفعل بك ذاك الـ **** الذي كان يحاول إقناعك بالتعاطي أو أولئك الشباب الذين حاوطوك ووقفوا بوجهي!! كان سيصيبك ما أصاب بيراي وربما اسوء بكثير"
-
كانت كلماته هذه كفيلة بجعلها تطلق العنان لدموعها وتنفجر باكية بينما كانت خائفة منه ليخرج من غرفتها ويصفق الباب خلفه ثم يقوم بإقفاله ويتجه إلى مكتبه.. نهضت عن سريرها بتثاقل ثم تقدمت بخطوات ثقيلة نحو المرآة فنظرت لنفسها وحالتها المزرية بينما كلام مايكل يطّن بأذنها كالجرس "خمر وقُمار ورفقاء سوء ومخدرات... ما كان سيفعل بك ذاك الـ **** الذي كان يحاول إقناعك بالتعاطي!!.... كان سيصيبك ما أصاب بيراي وربما اسوء بكثير..." اسوء بكثير!! هل يوجد اسوء؟! ترائى لمخيلتها مشهدها وهي مرمية في الأرض غارقة بدماء شرفها..!! أغمضت عيناها بقوة مع شهقة خفيفة وهي تنفي هذا الأمر من بالها ليقشعر بدنها وتشعر بذاك الشعور المخيف المؤلم الذي اكتسح جميع خلاياها فسارعت لتدخل إلى حمامها كي تنفض عنها كل التهيؤات المخيفة!!!!

______________________________________________________________

في مكان بعيد جدا عن هذه الأجواء الحافلة بالاحداث ، وتحديداً في أحد المنازل الصغيرة النائية في ضواحي مدينة غوثارم.. ورود مختلفة وجميلة مزروعة في حديقته أمام عتبة بابه ، مدخنته ينبعث منها الدخان ورائحة الفطائر تفوح بعبقٍ يُشهي كل من يمر من أمامه.. لم يكن له حياة من قبل ولكن صاحبه الجديد يهتم به جيدا!! يقطن به رجل كبير في السن بعض الشيء ومعروف عنه أنه تركي الأصل وقد انتقل حديثاً للمكسيك ، جالس على مائدته الصغيرة يحتسي شايه التركي ويأكل من الفطائر التي يعدها لنفسه كل صباح وبيده صحيفة يقرأ سطورها بانسجام مع كل حرف..!! رفع رأسه والقى بنظره نحو الساعة المعلقة على الحائط أمامه لتقع عيناه على صورة بجانبها ، يتواجد بها عائلة كبيرة فيها العديد من الأفراد والواضح أن السعادة كانت تعمهم..
-
ابتسم بحزن شديد لتتحول نظراته بعد لحظات لغضب واضح مما جعله يشد على قبضته ويتمتم داخل نفسه بكلمات كانت كفيلة لتشعل النار داخله أكثر...
-
القفلة 🔥...

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 21, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Honest Among Thieves Where stories live. Discover now