البارت السابع _حِطام_

Start from the beginning
                                    

____________________________________________________________________________

°مرت ساعات الصباح وحل الظهر سادلاً بقوة شمسه على أنحاء غوثارم ، هذه المدينة الملقبة بمدينة الظلام وكأنه كثُر فيها القتلة والمجرمون!! كانت بطلتنا تجلس على اريكة الصالة وترتدي حذائها الرياضي بعدما غيرت ثيابها وارتدت قميصا أسودا ضيقا وبنطال جينز وربطت جاكيتها الابيض حول خصرها مع رفعها لشعرها على شكل ذيل حصان مشدود مما ابرز ملامحها الفاتنة والتي كانت خالية من أي لمسات من مستحضرات التجميل فكان جمالها الطبيعي قد طغى عليها ولكنها تركت خصلتان تتدلان على وجهها فزادوها جمالا..!!
-
نهضت عن الأريكة ونفضت ثيابها ثم اخذت حقيبتها السوداء وكانت ستخرج ولكنها تذكرت مايكل فغيرت مسارها نحوه مكتبه وطرقت الباب لتسمعه يقول:"ادخل"
-
أخذت نفسا عميقا وفتحت الباب ثم دخلت وأغلقت خلفها ليرفع رأسه عن حاسوبه ويراه لترتسم ابتسامة على وجهه ويقول:"كلوي!!؟ تعالي يا صغيرتي تقدمي ، هل حدث شيء؟"
-
اجابته كلوي بابتسامة:"كلا لم يحدث شيء ، أنا..."
-
توقفت عن الكلام حينما تذكرت ما حدث ليعقد حاجبيه ويقول:"نعم إني اسمعك ، أنتِ ماذا؟"
-
كلوي بتلعثم:"شييي.. بيرا.. أقصد أنا.. يعني شيء... أتيت أنا لكي أخذ اذنك"
-
نهض مايكل عن كرسيه وأقترب منها وكوّر وجهها قائلا:"أهدئي يا صغيرتي ، خذي نفساً وتمالكي أعصابك واخبريني!! بماذا ستأخذين إذني؟"
-
حكت كلوي جبينها بسرعة ثم اخذت نفسا عميقا وقالت:"أتيت لأخذ اذنك كي اخرج واذهب للمكتبة لاشتري بعض الكتب لبيراي لربما يتحسن مزاجها.. أعرف أن الكتب لن تفيد ولكن لربما تساعدها بشيء ، في الواقع كنت سأذهب دون اخبارك ولكني خفت أن تقلق عليّ عبثاً !! اساسا أعرف أنك لن تقبل بعدما حدث مع بيراي ولكن قلت لاجرب حظي"
-
ارتسمت ابتسامة عريضة على محاياه الشائبة تعبر عن رضاه عنها ليجيبها بهدوء موافقا عكس الرفض الذي توقعته:"حسنا اذهبي يا عزيزتي ، جيد ما فكرتي به لأجل أختك.. ربما حقا قد تحسن الروايات من مزاجها وتعدل نفسيتها ولو حتى قليلا !! ولكن لا تذهبي وحدك وخذي أحد الحراس الموثوقين معك احتياطا لأجل امانك ، تمام ميي؟!"
-
كلوي بابتسامة:"تمام سأفعل هذا"
-
قال وهو يخرج مالاً من جيب بنطاله:"وخذي هذا المال ايضا قد تحتاجينه"
-
كلوي:"إني أملك مالاً من المصروف الذي اعطيتنا إياه من آخر مهمة ، ابقِ هذا منك"
-
مايكل وهو يضع المال بيدها:"كلا كلا خذيه قد تحتاجينه له ولا تعارضي!!"
-
أخذت المال ووضعته بحقيبتها باستسلام فهي تعرف كم سيصر إن رفضت أكثر فاتجه هو نحو مكتبه واخرج سلاحا ثم عاد لها وقال:"وخذي هذا ايضا "
-
كلوي بدهشة عارمة:"يوووووهه!!! مايكل أنا ذاهبة إلى المكتبة وليس لساحة الحرب!! حسنا قلت سأذهب مع الحارس كي يكون أماناً أكثر وكي يرتاح بالك ولكن ليس لدرجة أن أخذ سلاحاً ايضا وانا ذاهبة للمكتبة!!! اعده لمكانه رجاءً يا مايك "
-
مايكل:"ليكن ، خذيه ايضا لربما تحتاجينه في الطريق!! هيا خذيه ليرتاح بالي أكثر"
-
كلوي بحزم وهي تبعد يده التي تمد السلاح لها:"قلت كلا، لن أخذه!! اذا كنت سأخذ سلاحاً معي ما فائدة رجلك ليحميني؟! إما حارس أو سلاح ، الاثنان معا لا يمكن! "
-
صمت مايكل قليلا ليفكر بما قالته فوجد أنها محقة وقرر أن يرسل معها الرجل الذي كان يحميه له في أول بداياته في عالم اللصوص والذي عينه بياتو وقتها ليحميه فأصبح أكثر رجل يثق به هو وبياتو ، أعاد السلاح لمكانه بعدما زفر باستسلام وقال:"حسنا، هيا تعالي لاوصلك للخارج وارى الحارس الذي سأرسله معك"
-
اومئت برأسها بابتسامة بريئة بعدما قدرت على التغلب على عناده وإصراره ثم مشت معه إلى خارج القصر لينادي هو أكثر الحراس الذين يثق بهم ويُعتبر حارسه لأنه معه منذ البداية فيأتي رجلا ذو جسد رياضي ويبدو أنه في الثلاثينيات وببنية قوية قائلاً:"لقد ناديتني يا سيدي"
-
أجابه مايكل:"نعم ناديتك يا مروان ، أريدك أن ترافق كلوي إلى أي مكان ستذهب له أو لأقل بشكل عام أُعينك حارسها.. يعني احمها واحرسها كما كنت تفعل معي سابقا!! إنها في امانتك"
-
مروان بابتسامة:"لا تقلق يا سيدي سأضعها بين عيناي ، إن أصابها أي مكروه وهي بجانبي فادفني حيا"
-
مايكل بنبرة تحذيرية حادة:"لا داعي لذلك لأنه حينها أنت ستقضي على نفسك بنفسك!!"
-
اندهشت كلوي مما قاله ولكن في نفس الوقت فهمت أنه حقا يضعها لدى أكثر رجل يثق به فقالت:"إن لم يكن هناك أي احتياطات أمن أخرى هل يمكننا الذهاب الآن؟!"
-
اومئ لها برأسه فاتجهت إلى السيارة وركبت ليقول مايكل لمروان بنبرة جدية:"مروان كما قلت لك ، إنها في امانتك تمام ميي؟؟ إن تعرضت شعرة منها للاذى لن انظر لكونك رجلي منذ سنوات وتعرف ما قد افعله بك حينها"
-
انحنى مروان قليلا مظهرا احترامه له وقال:" أعرف يا سيدي ، لا تقلق طالما أنا بجانبها لن يصيبها شيء وسأحميها حتى من نفسي!!"
-
مايكل مواصلا بنفس النبرة:"جوزاال!! هيا اذهب"
-
ابتسم مروان له وكرر فعلته ثم ذهب إلى السيارة وركب بها منطلقا نحو الوجهة التي تريديها كلوي بينما مايكل بقي ينظر من خلفهما حتى اختفت السيارة من امام ناظريه

Honest Among Thieves Where stories live. Discover now