خلي الرجالة ياخدوا بالهم من البضاعة ويرصوها كويس.

- أمرك يا حاج.

نظر يعقوب من حوله يبحث عن شيء ما، فسأله:

- أُمال فين جاسر؟

لم يعلم عرفة ماذا سيخبره، ويخشى أن يقول له أن جاسر لم يأتِ منذ يومين وهو من يباشر العمل بنفسه وذلك تجنباً لشر جاسر.

- والله يا حاج...

قاطعه دخول جاسر الذي وصل للتو:

- حمد لله على السلامة يا أبو جاسر.

قالها وهو ينظر إلى شقيقه ليخبره إنه يقصد ما تعمد قول ذلك، أشاح يوسف وجهه ونظر إلى والده قائلًا:

- أنا هروح أشوف مريم عملت إيه في حسابات آخر يومين.

فأخبره عرفة:

- معلش يا يوسف، مريم مشيت بدري عشان كانت تعبانة شوية، ماكنتش عايزة تمشي فقولت لها تروح و ترتاح.

رد يوسف والقلق ينضح من عينيه:

- أنا هكلمها أطمن عليها.

عقب جاسر بسخرية:

- يا حنين.

حدق إليه يوسف بغضب قائلًا:

- خلي تعليقاتك السخيفة دي لنفسك.

- خلاص انت وهو، هتتخانقوا قدامي وفي محل أكل عيشنا؟

رد يوسف معتذراً:

- آسف يا بابا.

بينما جاسر اكتفى بالتحديق نحو شقيقه بعدائية لم تتغير منذ أن كانا في مرحلة الطفولة.

أشار إليهما والدهما نحو المقاعد أمام المكتب:

- اتفضلوا أقعدوا عشان عايزكم فى موضوع مهم.

كاد عرفة أن يذهب قائلًا:

- عن إذنكم يا جماعة.

أوقفه يعقوب وأشار إليه نحو مقعد شاغر وأمره:

- اقعد يا عرفة عشان عايزك أنت كمان في نفس الموضوع.

جلس الثلاثة وأنصتوا إلى يعقوب:

- دلوقتي يوسف خلص الجامعة والشغل الحمد لله موجود هنا وهيتعين بإذن الله معيد في الكلية، وجاسر كان نفسي يكمل تعليمه بس هو اكتفى بالدبلوم اللي خده بالعافية.

أطلق جاسر زفرة ثم نهض قائلًا:

- بما إن فيها تلقيح كلام يبقى بلاها قعدة.

صاح والده بأمر:

- اقعد مكانك، لما أخلص كلامي ابقى قوم.

جلس جاسر على مضض، فأردف يعقوب قائلًا:

- أنا عايز أفرح بيكم وأشوف أحفادي قبل ما أقابل رب كريم.

شغفها عشقاًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن