الفصلُ الثانيِ عَشر|بوُحيِ ليِ انا تغيّرت

Start from the beginning
                                    

"لـِنعوُد يـَا جارنيِت،اُبغيِك.."

بصـرَاحة حدّثُهَا
كـَان يتنفس بثُقل،
مُنذ وَقت لم يُحادثهَا
و يُعبر لها عَن ما بخاطرُه
كيـفَ سيُرضيهَا اولاً و اخيراً!
انهَا صعبَة جِداً لا تليِن
حتىَ ولو بعيـناهَا،
شرِسَة جداً تجاهُه
ولا تُعطيه المجَال
بل تصُده بيداَها و كأنهَا لا تعرِفُه

"بكُل مرَة انويِ ان اُسامِحُكَ تكسـِرُنيِ مِن جديِد.."

بعدَ دقائِق
مِن صمُتهَا
قـالت لهُ بجـفَاء
تلمُحه يبتلِع ريقُه الجَاف،
ثُمَ يرفع رأسُه بحركَة مُرتبُكة لفوُق
مُظهر عُنقه الطويَِل لهَا و رقبتُه السمراويَة،
هيِ لم تُزيح عيناها عنهُ بتاتاً
ودّت لوُ تُريه اسوُء مابِها
وان تُذيقه مُرّها!
غليلَها لا يُشفى

"انـَا مُشتّت،بُعدكِ عنّي يُشتتنيِ و يجعلنيِ افعَل مالا يُفعل.."

حدثُهَا يُعيد النَظر لهَا
كمَا كانت تنظُر دوُن ان تُبعد عيناهَا ابداً،
عذّبتُه بعيناها عذاباً سيء
ادّىَ لجعلُه يُغمض عيناه كثيراً
حتىَ يتجنبُهَا ببصرُهَا هـذا

"تُريد ان تجعلُنـيِ اعوُد لكَ عن طريِق اريـانَا؟..."

تسائلَت ساخِرة
تشعُر بِه نادِم
لكِنهُ بقىَ بتعابير بارِدَة
مخنوُق مِن هذه الاجوَاء
و النِقاش بدورة الميَاة مُقرِف

"أ تعرِف مـا مُشكِلتُنَا؟..."

بينمَا تتنهَد سألتُه
تعوُد خُطوة الىَ الخَلف
تضُم يداهَا الىَ صدرُهَا
تحت صمتُه
الذي دلَّ
علىَ انهُ ينتظِر حديثُهَا

"إننيِ عـزيِزَة نَفس بزيـَادة وانتَ عزيِز.."

وافقُهَا بحديُثهَا،
انهُ يرىَ نفسُه شيء كبيِر
لا يُكسر ولا يُذل ولا يتنازَل
و الحُب يحتَاج الىَ التنازُل
يحـتَاج الىَ التغاضيِ ولوُ لقليِل!
لكِنهُ دوماً كـان الطَرف النرجسيِ
الذيِ لا ينسىَ شيء
لكِن فُراقها ادّبُه كثيرا
و جعلهَا تزيد عزّة عليِه

"لكِنكِ لا تدريِن ماحلّ هـذِه المُشكلَة..."

رأهَا ترفع حاجِباهَا
ثُمَ بثانٰيِة تبدّلت ملامِحُها الىَ دهشَة
حينمَا رفعَ خصرُهَا بقبضتيِه
يُجلسها علىَ رُخامة المغَسلة
مؤديِ لتركُهَا مصدوُمُة
لكِنهُ لم يترُك مجالاً لها ابداً
بـَل سندَ جبينُه علىَ جبينُهَا الناعِم
مُغمض عيناهُ كمَا فعلت تلقائياً

"الحلّ ان نُحِب و نَعِزّ بعضُنـَا.."

تنفَس نفسُهَا
يشدّ علىَ خصرُهَا
يُحاول ايصَال شعوُره الغائِم،
انهَا لا تفهم كَم يُحبها!

"كمَ تبّقـىَ لتعوُديِ؟...اكـَاد ان اُقبّل قدميـِكِ لترضيِ ."

سخوُنـة جبينُه
اشعرتهَا بفراشَات الشوُق
و شيطانُ حُبهم اشتـعَل!
لِذَا هـيِ رفعَت يداهَا تُحيط عُنـقه
مُسببه رعَشة و قشعريرَة وصلَت لهَا
فجِلدُه اقـشعَر مِن لمستُهَا،
بـاغتتـهُ تارِكتُه يضحَك بدواخِلُه،
اخَذت هيِ تشدّ عليِه
تشعُر بعيوُنهَا تدمَع تلقائياً
مِن قُربه ومِن جحيِم بُعده
انهَا لا تُقاوِمـه!
مـاعادت تقدِر علىَ فُراقِه
نـار قلبُهَا ينطفِئ معهُ

تحتَ اسقُف الجِراح Where stories live. Discover now