الثالث والثلاثون

Beginne am Anfang
                                    

تذكرت كلمات مليكة التي أخبرتها مرارا وتكرارا ألا تأتي بسيرة والدتها تماما تنهدت متوترة تردف :
- لا أبدا ما كنتش موجودة ، هو فؤاد بس اللي كان موجود ، هو اكيد بيقول كدة عشان ما يتحبسش
نقل مجدي انظاره بين شريف وزينب قبل أن يغمغم بحذر :
- فؤاد قال ، أن كان في علاقة بينك وبين شريف ، علاقة غير شرعية عشان كدة هو بلغ والدتك ووالدتك كانت جاية عشان تنتقم لشرفها على حسب تعبيره
شهقت زينب بعنف في حين وقف شريف مرة واحدة يصيح في مجدي غاضبا :
- إنت اتجننت يا مجدي ، علاقة إيه هاتلي الحيوان دا من الحجز أنا هعرفه مقامه
وقف مجدي سريعا يحاول أن يهدأ صديقه :
- اهدا يا شريف مين قالك أن أنا مصدقه ، هو أنا مش عارفك يا إبني ، أنا بقولك اللي هو بيقوله ، هو مصر أن والدة زينب كانت معاه ولما سألته ايه اللي هيجيبها اصلا معاك قال اللي قاله ، على العموم أنا هقفل المحضر وابعته للنيابة وهما يصطفلوا معاه ، خلاص بقا اهدا واقعد
تأفف شريف غاضبا قبل أن يعاود الجلوس مرة أخرى ، نظر مجدي إلى زينب يطلب منها :
- اتفضلي حضرتك ، امضي على أقوالك وتقدري تمشي
التقطت زينب حقيبتها تهرب لا ترحل فقط ، تقاوم دموعها بصعوبة ، ألن يتوقف ذلك الوغد عن تشويه سمعتها وتدمير ما بقي من حياتها البائسة ، التي دمرها منذ طفولتها ... إن كان تزوجت شقيقه كان ليدمر حياتها أضعافا مضعفة ، ماذا فعلت لتعش تلك المأساة من طفولتها ؟!
أما عند شريف حاول مجدي أن يهدئه يحادثه محتدا :
- يا ابني اهدا بقى أنا غلطان إني قولتلك يعني ، أنا بقولك عشان تبقى عامل حسابك الحيوان دا أكيد هيقول الكلام دا في النيابة ومش بعيد يحاول يحولها لقضية شرف وأنه كان بيدافع عن شرفه والحوارات الفاكسة دي ، مش هتدخل على النيابة بس هيعملك قلق ، يلا بينا نروح نتغدا ونشوف هنعمل ايه
___________
في الشركة عند جواد ، ستراه يتحرك هنا وهناك يبتسم في وجوه الموظفين ، ابتسامة حزينة رغم ذلك ، الحزن وصم قسمات وجهه وأبى الرحيل ، يسلم على هذا ويبتسم في وجه ذاك ، ويثني على أعمالهم جميعا ويوجه لهم النصائح بشكل لطيف ، يمكن أن يقال أن جواد الآن بات قائدا حقا ، تحرك يعود لمكتبه أغلق الباب عليه يفتح هاتفه ينظر لصورة نور ينظر إليها طويلا أدمعت عيناه وخرجت منه شهقة ذبيحة قبل أن يحادثها بحرقة :
- أنا بقيت واحد تاني ، مش أنتي دايما كنتي بتكتبيلي نفسي تتغير يا جواد ، أنا اتغيرت يا نور والله ، بس أنتي مش موجودة عشان تشوفي دا ، الموظفين كلهم بقوا بيحبوني ، رميت جواد القديم بكل قرفه وبقيت واحد تاني ، نفسي أخدك في حضني ، نفسي أقولك أنا آسف ما اعرفتش احميكِ ، أنا آسف أوي يا نور ، آسف أوي
دق باب مكتبه ليغلق الهاتف ويمسح دموعه سريعا بكفي يده حمحم يجلي صوته يسمح للطارق بالدخول :
- اتفضل
فُتح الباب وظهر عمرو يبتسم ، ليبتسم جواد له هو الآخر ، قام من مكانه يعانقه ليربت عمرو على ظهره بخفة يحادثه :
- عامل ايه يا حبيبي ؟
ليس بخير ، قلبه يتمزق ، روحه تصرخ ، كل ذرة به تحتضر ، إلا أنه فقط ابتسم يردف بهدوء :
- بخير الحمد لله ، ايه لحقت وحشتك يا حج أنت لسه شايفني الصبح
ضحك عمرو بخفة ، يربت على كتفه تحركا للداخل يردف :
- لاء بصراحة أنا جايلك في خدمة تانية ، اقعد الأول
جلس جواد مقابل لأبيه ليحمحم عمرو يردف :
- بص يا جواد ، عم طه الله يرحمه الساعي بتاع الشركة توفى من أسبوعين وللأسف عنده بنت صغيرة تقريبا 17 سنة ، الراجل كان حاسس أن أجله قرب وقبلها كان موصيني على بنته ، روحت للبنت وزورتها ... وحاولت من غير ما احجرها اديها مبلغ ، لأن اللي أنا أعرفه أن مالهاش حد غير أبوها ، رفضت تماما البنت كرامتها عزيزة عليها جداا يا جواد ، حاولت اساعدها بأي شكل لدرجة إني قولتلها أنا زي بابا تعالي ننزل نشتري حاجات للبيت ، رفضت خالص ... فين وفين ما قبلتش مني غير اني اشوفلها شغل ، فقولت ما فيش جواد ابني حبيبي اللي هيساعدني في حاجة زي دي

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWo Geschichten leben. Entdecke jetzt