الفصل الثاني

Start from the beginning
                                    

" على أية حال، السيدات بالداخل.. يمكنكن الذهاب قبلي، سوف أحضر بعض الأشياء ثم أعود. " تيسيانا أشارت لنا بالدخول بينما تسير للداخل، تِلك الإبتسامة الواسعة التي رمتها نحونا قبل التفاتها كانت مريبة، هذه المرأة لا تنكف تبتسم على الدوام، لماذا؟ لستُ أدري هي فقط تبدو مريبة !

لحظة..

هل قالت سيدات؟

تبا..

" أهو إجتماعٌ من نوعٍ ما، لما أنا مدعوة؟ " نبست في ضيقٍ نحو أريان أستوعب ما يحدث، هذا اجتماع أو حفلة شاي مضحكةٍ كما في العصور الوسطى؟ ما هذه التفاهة؟ ولما أنا بها !

سأبكي..

" أجل، على أية حال.. السيدة تيس أصرت على وجودكِ أيضًا، ثم.. ما الذي قصدتيه بكونها تستطيع سماع تواصلنا العقلي؟ " همست بإستنكارٍ في الجملة الأخيرة، حركت يداي بشكلٍ لامبالي، ثم أخذت خطواتي للداخل، " سأخبركِ لاحقًا، هذا ليس وقته.. لكن هناك شيء يُجدر بكِ معرفته..  "

إلتفت نحوها في منتصف طريقي بالداخل، حيث كانت تتبعني بأعين حائرة، تعابير صارمة إعتلت وجهي.

" السيدة تيسيانا تِلك، ليست شخصًا لطيفًا ! . " هززت كتفاي في النهاية، هي بالفعل ليست لطيفة ولا يمكنني قول شيءٍ آخر الآن، حركت عيناي في الأرجاء بحثًا عن المقصودة.

فكرة ما لمعت بعقلي جعلتني أتجمد بمكاني للحظات، هل يُعقل أنها كانت سببًا في إختفاء آلوس؟

" أريان، إسبقيني حيث السيدات، أريد إخبار العجوز شيئًا ما. " أخبرت أريان دون النظر نحوها، عيناي تجولان في الأرجاء، المكان مألوفٌ نوعًا ما..

" حقًّا أنجلينا؟ تعلمين؟ أنتِ حقيرةٌ من الأساس.. " إنعقد حاجباي بقوةٍ على حديث أريان البارد فجأة، إلتفت نحوها في ذهول، ما ذنبي أنا ؟!

كانت تنظر نحوي بأعين غاضبة، درجة الأزرق بها فاتحة على غير العادة، الدليل الأكبر على شدة غضبها وضِيقها مني، لما هذا فجأةً ؟!

" أفعالكِ تزداد غرابةً منذ إختفت آلوس، تخفين الكثير عنِّي ولا أدري السبب، أتعلمين؟ فلتذهب أسراركِ للجحيم، لا أريد معرفة أي شيء ! " سقطت تعابيري أراها تلقي نظرةً يتطاير منها الشرر نحوي، بينما تتنفس بسرعة قبل أن تذهب حيث الباب الذي كان في نهاية رواقٍ جانبي، خمنت أنه يؤدي للحديقة حيث تِلك الجلسة العقيمة.

تنهيدةٌ طويلةٌ أخرجتها بينما أدلك جبيني، لماذا غضبت فجأةً؟ لم يكن يستدعي الأمر كل هذا التعصب !

" مازلتِ تتعاملين مع الأمور بشكلٍ خاطىء ! " نبرةٌ هادئةٌ صدرت من خلفي جعلتني أجفل بينما أنظر نحوها سريعًا، تبدو وكأنها تسير على الهواء ولا تمتلك رائحة.. كأنها شبحٌ يحب التجول بالأرجاء وإخافة الناس.

ڤولبير | VolberWhere stories live. Discover now