جواهر ماسكه ايد ليل وماشيه بيها ووقفت قدام قاسم وبتقدمله ليل :

دى ليل ياقاسم اللى كنت بحكيلك عنها ...
قاسم فسره :لا والله مش دى اللى حكتيلى عنها انتى كنتى بتحكى عن وحده تانيه الله يحرقك :اهلا وسهلا ياليل نورتى القاهره كلها ..

ليل باحراج ووشها للارض :منوره باهلها وناسها ..

جواهر :دا قاسم خطيبى ياليل ..
ليل رفعت وشها لجواهر بفرحه وجواهر ابتسمتلها ،

ليل بصت لقاسم :انتا عاد اللى ربنا جعل الجوهره من نصيبك ...دنتا ربنا عيحبك قوى قوى على اكده..

قاسم بابتسامه :فى دى بقا عندك مليون حق ..فعلا انا ربنا بيحبنى ..وبص لجواهر وابتسم :يلا خدى صحبتك واطلعى عشان ترتاحولكم شويه وانا هكلمك فالتليفون عشان فيه كلام كتير اوى عندى ...

ولف عشان يمشى لكنه رجع وسألها :الا صحيح انتى مكنتيش بتردى على تليفونك ليه ؟

جواهر بتوتر :عشان وقع منى ...
شفت حادثه قدامى واتخضيت اغمى عليا ولما فوقت ملقتش التليفون معايا ..

قاسم اتنهد بمراره :الظاهر احنا فيوم الحوادث العالمى ...على العموم هكلمك عالارضى لغاية مااشتريلك واحد غيره ...يلا انا ماشى خدى بالك من نفسك ..

جواهر :وانتا كمان خلى بالك من نفسك ...وخد اكل وانتا رايح عشان تاكل انتا واللى هناك عشان خاطرى لازم تاكل ياقاسم سامع ...

قاسم هز دماغه بموافقه:متقلقيش هاخد اكل وهاكل عشان انا فعلا ميت من الجوع وميت من التعب وميت من القلق والخوف ومن كل حاجه ...

مشى قاسم للمستشفى واخد اكل معاه ادى لاحمد ومحمود واخد اكل ودخل لجميله وغصب عليها تاكل لكن هو مقدرش ياكل ...اصله هياكل ازاى وحبيبه لسه ميعرفش مصيره ايه ..

لكن تحت ضغط جميله اكل لقمتين اتنين وقام خرج وقف قدام اوضة غريب وبص لاحمد ومحمود اللى كانو نايمين على الكرسى وهما قاعدين وساندين على بعض واتنهد وهو بيفكر لو غريب حصله حاجه هو هيقدر يعيش ازاى ...

محاولات كتير من الطاقم الطبى انهم يخرجو قاسم واخواته من المستشفى وقالولهم انه ممنوع اى حد يبات وخصوصا ان المرضى فالعنايه لكن محدش قدر على قاسم اللى بيهدد اى حد يتكلم معاه بالسجن فكان الكل بيخاف ويتراجع ويسيبهم ويمشى ...

قاسم قضى الليل كله مع جواهر على التليفون ..متكلموش غير يادوب كلمتين وفضلو بعدها ساكتين ساعات وكان كفايه على كل واحد منهم يسمع نفس التانى ويحس انه معاه ...اصل هيقولو ايه ومين هيواسى مين والاتنين مصيبتهم وحده .

اما ليل فعينها مأخدهاش النوم فأول ليله ليها بعيد عن بلدها ،وعن ارضها وبيتها، وابنها، وابوها ،وامها ،وحاسه بغربه وضياع وخوف من اللى جاى

رواية فرعون الجزء الثاني والثالث بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن