الفصل الأول

Start from the beginning
                                    

كُنَّا ثلاثتنا - أنا و التوأم - بالرغم من الإختلاف الواضح في شخصيّاتنا، إلا أننا امتلكنا هذه النقطة المشتركة، واقعين في حب الكلمات والورق البالي والقديم.

أصابتهم العدوى منِّي، وصِرنا ننزوي في أحد أركان المكتبة العريقة خاصتك، ونجمع الرسائل القديمة من كل كتابٍ متشقق الغلاف، نبحث عن أكثر الكتب قُبحًا وجمعنا كل ما يدل عن محادثةٍ ورقية، نحلل كلماتها وشعور الكاتب وقتها، نتخيل أنفسنا الروح التى تركت أثرًا مع كل حرفٍ يُكتب، نستخلص الشعور الناتج من كل جملة.

كانت لحظاتً جميلة في أيام قبيحة.

أدركتَ الآن سبب بقائي الدائم في تِلكَ المكتبة؟ انها مكانٌ جميلٌ للغاية، ولم أكن أريد إفساد وقتي بالخروج منها، الأشخاص بالخارج كانوا وحوشًا ضارية، مختبئةً خلف الأقنعة المتبسمة في حبور، كانوا مقرفين.

يبدو أنِّي ثرثرت بشكلٍ مبالغ به، دعكَ من كُل ذلك.. لديّ العديد من التساؤلات، وأعلم أنِّي لن أحصد إجاباتها إلَّا بنفسي.

لمَ دائمًا هناك مشاكل بين الليكان و المستذئبين؟ ما سبب المشكلة الناتجة منذ قرنين؟ لمَ وضعوا ستار الغموض على السبب؟

والأهم.. كيف تعايشت أمي مع كل ذلك في بيئة مستذئبين؟ هل كانت تتلقي ذات الكره الذى أتلقَّاه؟ و كيف تقبلوا من الأساس كون رفيقة الألفا من الليكانز؟ كيف كان ذلك؟
لا أعلم شيئًا، كنتُ دائمًا كارهةً للتاريخ الذي يملؤن به عقولنا في الصِغر، كان هراءً بحت.

اذا يا أبي العزيز.. هل تعلم عن كل ذلك؟ المثير للسخرية أنِّي لن أعلم الإجابة، فتزامنًا مع وضعي هذه الرسالة ورحيلي، لن تعلموا عن موقعي حرفًا واحدًا، سأكون حرفيًا الميتة في عقول الجميع.

التوأم؛ سيؤلمهما رحيلي، كما أشعر الآن، ربما سيكنَّان الكره العميق نحوي، لا بأس، سواءً أدركَا الحقيقة أم لا، لا بأس.

ا-ه بالمناسبة، لا أحد يعلم عن بقائي حيَّةً غيركم أنتم الثلاثة، وإن حدث وعلمتُ أن شخصًا آخر قد علمْ؛ ستكون العواقب وخيمة، وأنا لا أمزح بشأن ذلكْ.

والآن، لا شيء آخر لدي.

انه الوداع من طفلتكَ البرتقالية يا أبي، إلى أجلٍ غير معلوم.

اوه أجل، سرقت بعض النقود من مكتبكَ للطوارئ.

_أنجلينا.

رمشت، لا أدري لما مازلتُ أحتفظ بالنسخة التي تركتها، والشيء الأكبر من كل ذلك، لمَ هدأ عقلي وقلبي تمامًا الآن؟ وكأن الأمر أن الكلمات أطفأت الشعلة المتَّقدة فيهما، هذا غريبٌ نوعًا ما.

مرَّت ست أعوامٍ ثقيلةٍ منذ تِلك اللحظة، حيث وضعت الرسالة في الدرج، ونظرتُ من حولي نظرةً أخيرة، قبل أن أرحل دون الإلتفات مرَّةً أخرى.

ڤولبير | VolberWhere stories live. Discover now