الفصل الثامن: وضع الغيرة

Start from the beginning
                                    

يجب أن أعلم ما حدث، الأفكار تضرب رأسي كأنها قفازات ملاكم يتدرب على كيس ملاكمة ليفرغ به غضبه، لماذا هي حزينة؟

لا أعلم ماذا حدث لها، هي فجأة تغيرت، لا تخرج من غرفتها إلا قليلًا، لا تبعث لي رسائل كالتي كانت تُمطرني بها، يا إلهي!

كانت تبعث لي في حدود المئة رسالة كل يوم وأنا فقط بالعمل، والآن حتى صباح الخير لم تعد تُرسلها!

اللعنة، لقد اعتذرت لها عدة مرات وأنا لا أعلم ماذا فعلت؟!

حسنًا، في الواقع هي كانت غاضبة مني لأنني خرجت معها رفقة أصدقائها، فقد كان هناك كائن رخو يكتب لها العديد من التعليقات على جميع منشوراتها ويتحدث معها عبر رسائل التطبيق الذي يطلق عليه "واتس أب" ليناقش معها روايتها وكأننا مجموعة من الأغبياء لنصدق ذلك.

علمت إنه أخ صديقاتها وهو ذاهب للتسكع مهم لذا ذهبت معهم وغضبت مني لذلك، وأنا لم أفعل شيء.

هل تصدقوا هذا؟

لقد اتهمتني ظلمًا أنني كسرت يده وأنا أصافحه، أنا!
ظللت أنظر له نظرات مخيفة، أنا!
كان الجميع يضحك على مزحاته عدا أنا، اللعنة هو ثقيل الظل ماذا أفعل؟
كنت ابتسم له ابتسامة قاتل متسلسل، أنا!
لقد ربّت على كتفه وأنا أنظر له نظرة ثاقبة بتهديد، أنا!

هل تصدقوا ذلك؟
اللعنة، كم هي ظالمة!
لا أعلم لماذا أتعرض لهذا الظلم؟
لقد كنت لطيف للغاية.

ماذا ألا تصدقونني؟
هل أقسم لكم بأخلاقي؟

هي لم تكتفي بقذف الأتهمات الباطلة في وجهي عندما خرجنا من المقهى وأتجهنا لمرآب السيارة بل صرخت في وجهي بقول:

- أنا بكرهكوا كلكوا، أنتوا بتخوفوا الناس مني، متخرجش معايا تاني ومتتكلمش معايا تاني، رَوّح بأوبر بقى.

قالتها وهي تسحب مفتاح السيارة ثم صعدت في مقعد السائق وأغلقت الباب بعنف مثل معظم النساء، وتركتني في الشارع، و الشمطاء لم تكتفي بذلك، عندما عدت وجدت جميع زجاج السيارة مُهشم.

ماذا فعلت لها حبيبتي؟

وفي اليوم التالي بعثت لي رسالة وأنا بالعمل تطلب مني شراء "سوشي" لها وأنا عائد وعندما صرت بالمطعم وطلبت النوع الذي تطلبه في العادة بعثت لها.

" عايزة حاجة تاني غير السوشي، أو أنواع تاني غير اللي بتاكليها؟"

" غيرت رأيي، عايزة بيتزا من مطعم هبعتلك اللوكيشن بتاعه"

عقبت رسالتها بموقع المطعم الذي يقبع بالمريخ، فابتعت لها الـ "سوشي" لأنني أعلم إنها سوف تجعلني أعود من جديد لأنها قامت بتفعيل وضع الشمطاء المنتقمة عما فعلته وبعد ذلك ذهبت للكوكب التالي لإحضار البيتزا.

- إيه ده دي بردت كده الجبنة مش هتمط.

قالتها شهد بنبرة متذمرة عندما عدت من السفر بعدما صعدت لغرفتها بابتسامة واسعة مصطنعة للتعبير عن سعادتي في لعب دور الخادم المخلص لها حتى لا يقوم عمي هارون بتعليقي رأسًا على عقب.

أنوبيس Where stories live. Discover now