|31| مزعجة بطريقة تجعل قلبي يحبك.

96 7 2
                                    

سيجارة تلو الأخرى وتلك العادة لم تنتهِ.

كنت جالساً في غرفة الجلوس في منزل سيا، لقد مضت ثلاثة أيام عادية منذ حديثي الأخير معها، أو منذ أن اكتشفت حقيقتي، من ذلك اليوم الذي أخبرتها فيها كل شيء وانفتح لها قلبي كما لم أفعل مع أحد آخر.

أنا متفاجئ أنها عندما طلبت تفسيراً لم أتردد ولو لحظة واحدة لأخبرها بكل ما لدي، لم أتردد وأنا أسرد لها كل ما في داخلي.

كيف أنني سردت لها كل شيء وكأنني لا أبالي مهما حدث.

لكن، ما يذهلني حقاً أنها تعاملت معي وكأن شيئاً لم يحدث، كأنها لا تعيش في المنزل ذاته مع وحش يمكنه أن يأكلها ويخفي جريمته ولا يمكن لأي مخلوق كائناً من كان أن يعلم بالأمر حتى.

" توقف." خرجت من أفكاري على صوت سيا التي سحبت السيجارة من بين شفتاي، لأنظر لها والانزعاج بادٍ على ملامحي.

" لماذا أخذتها؟" سألتها بانزعاج واضح أسحب العلبة من على الطاولة وأفتحها حتى آخذ واحدة أخرى لتدخينها مجدداً، ولكن للمفاجأة، العلبة فارغة!

متى انتهت؟ لقد اشتريتها منذ ساعتين فقط.

" أنتَ تدخن بكثرة." قالت لأنظر للمنفضدة المليئة بأعقاب السجائر وبقاياها، حسناً، إنها ممتلئة للغاية، لكن من يهتم؟ إنها رئتاي وأنا حر بقتلهما.

" أعلم ذلك." بالكاد همست وكانت سيا قد أطفئت النصف واحدة التي سحبتها مني قبل لحظة.

" تعال لنفعل شيئاً مفيداً بدلاً من حرق رئتيك." قالت تقف وتمسك يدي تجرني خلفها لأشعر بابتسامة تنمو على شفتاي، هذه الفتاة المزعجة التي تقتل أفكاري وتستمر بسحبي خلفها في كل مرة.

خرجنا من المنزل ومشينا بخطوات بطيئة متشابكي الأيدي، لا أعلم ما المسمى الذي يجب إطلاقه على علاقتنا، ولكنني بكل تأكيد أحب هذه الفتاة، و واثق أكثر أنني لن أتمكن من العيش دون هذه اللحظات الت تصنع يومي بها.

كانت تمشي باتجاه الغابة حيث يقع الجسر خاصتنا، كان الجو هادئاً ولطيفاً مع الكثير من البرودة في الأرجاء، إنها آخر أيام ديسمبر ما الذي أتوقعه؟

وصلنا هناك وجلسنا متجاورين على الجسر، قبل أن تخرج سيا هاتفها وتقوم بتشغيل موسيقى هادئة.

" هل تتذكر لقاءنا الأول هنا؟" سألت بابتسامة واكتشفت أنني كنت أراقب كل ما تفعله.

" كيف أنسى تلك النشالة التي سرقت محفظة أحدهم وقلبي ؟" قلت لها لتنظر لي بعينين متسعتين، ماذا؟ لن أستطيع أن أصبر أكثر.

" ألن تتوقف عن قول ذلك اللقب الغبي؟" سألت تحاول أن تغير الموضوع، كأنها لا تملك ما تقوله على تلميحي الذي يفهمه الأصم.

" لن أتوقف حتى أستعيد قلبي." قلت مجدداً وهي أبعدت عينيها عن عيني تنظر لأيدينا التي لم نفلتها عن بعضها، تتشابك كما لو أنها خلقت لتكون بهذه الطريقة.

كاتريكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن