|29| أريد تفسيراً.

63 7 0
                                    


رفعت رأسي وصدمت للتي تقف هناك بعيون متسعة وفم مفتوح، بينما تراقبني أفعل كل ذلك.

اللعنة فقط على كل شيء، لماذا هي من بين كل البشر؟

" اللعنة!" شتمت مجدداً من بين أنفاسي وأنا أراها بالكاد تسحب أنفاسها لتتنفس قبل أن تلتفت وتغادر مسرعة من المكان بخطوات سريعة.

وكأنها لا تصدق ما تراه، في الحقيقة أنا مستغرب أنها لم تسقط أرضاً من الصدمة.

أشعر أن هناك من ثبت قدماي في مكانها فلم أتحرك أو أتبعها حتى، و وقفت أشاهدها تغادر.

تنهدت بقوة وكات بداخلي يهذي بشيء ولكنني لم أعلم ما هو، لقد شعرت أنني انفصلت عن الواقع للحظات وعندما اختفت عن عيني وراء التلة العالية أفقت.

هل عندما نبض قلبي لأحداهن كان للقدر رأي آخر؟!

كنت أقف على أحد طرفي النهر، قلبي ينبض بقوة والوحش الذي بداخلي قد اختفى كما هي عادته، لا يمكنني لومه بصراخة فهو الآخر لا ذنب له.

كل الذنب على جدي الوغد الذي قرر أن يلهو مع ساحرة بدون أن يفكر بتوابع أفعاله تلك.

جلست على الجسر وأقدامي تتدلى للأسفل، لا أعلم ما الذي يجب أن أفعله، هل يجب أن أتبعها وأفسر لها كل ما حدث؟ أم يجب أن أظل هنا في مكاني؟

يبدو أنني سأعود وحيداً كما كنت، لا شيء يمكنه انتشالي من ذلك الظلام، لا شيء يمكنه أن يقتلعني من جذوري السيئة، أنا سيء للغاية، ولا يمكنني أن أفعل شيء لأجل ذلك.

لكن، تلك الفتاة أقسم أنني أحببتها، أقسم بأنها الوحيدة التي تركتها تصل إلى هذا المكان في حياتي، الوحيدة التي حطمت حدودي وكسرت كل الأسوار التي تحيط بي، لكنني لا أعلم لماذا أقف عاجزاً ها هنا! لماذا تركتها تذهب وداخلي يصرخ ب ' أوقفها وفسر لها الأمر، أوقفها وأخبرها أن لا ذنب لكَ في كل ما يحصل، أخبرها الحقيقة!'

أريد أن أخبرها بكل شيء ولكنني أجلس في مكاني بلا قدرة على تحريك قدماي حتى، هذا صعب، صعب للغاية، و أنا فقط عاجز عن التفكير بما يجب أن أفعله.

نظرت لمياه النهر، لو لم يكن الجو بارداً لقفزت هناك، في الحقيقة حتى القفز في هذه اللحظة سيكون رائعاً.

لكن يجب عليّ العودة.

أخرجت علبة الدخان الخاصة بي و أخرجت سيجارة أشعلها وأضعخا بين شفتي، أسحب سمومها لداخلي وأشعر بالهموم تنسحب عن كتفي بينما الأفكار لا تغادر رأسي.

سأعود وأخبرها بكل شيء وإذا لم ترد أن تتحدث معي لا مشكلة، فلتذهب، مثلها مثل الكثيرون الذين تركوني معلقاً في المنتصف.

اللعنة فقط عليّ.

مضت فترة طويلة، وأظن الساعة تعدت التاسعة، عندما وقفت وحملت الحقيبة أتجه لمنزل سيا، كانت الشوارع لا تزال شبه فارغة، والقليل من الناس فقط هم من يتجولون.

كاتريكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن