|28| هذا الوحش أصبح مولعاً بك.

72 5 0
                                    

استيقظت مع شعوري بعطش شديد، نظرت حولي كانت العتمة تحيط بي، ولكن هناك ضوء خافت يأتي من المطبخ، بحثت بيدي عن هاتفي حتى وجدته.

ضغطت زر التشغيل وكشرت بعيني عندما لمع ضوءه القوي في عيناي فجأة، أعدت فتح عيناي جيداً أنظر للساعة التي توسطت شاشة هاتفي.

الساعة الخامسة وأربعة وخمسين دقيقة صباحاً، لا أتذكر متى غفوت حتى، لكن يبدو أنني نمت جيداً، تململت لأجد سيا تستلقي بجانبي، الأغطية فوقنا وننام غلى الأرض.

كانت تنام بعمق شديد، أبعدت يدها التي كانت تضعها على جسدي، وقدميها اللتان كانتا قريبتان مني حتى لا أتعثر بها أو أقع، أشعل ضوء الكشاف في هاتفي ووقفت ببطء بعدما دثرت سيا جيداً.

ذهبت باتجاه المطبخ بخطوات بطيئة، وقد كدت أتعثر مرتان بسبب أنني لا أزال شبه نائم.

أمسكت كأساً أسكب به القليل من الماء وأرتشف منه ببطء شديد، توقفت عندمت شعرت أنني أرتويت أضع الكأس الذي فرغ على الطاولة، ثم عدت لأحمل هاتفي الذي لا يزال كشافه يعمل واتجهت لغرفة المعيشة حيث تنام سيا، أشعر أنني لا أزال نعساً بالفعل ولكنني متيقظ تماماً.

لن أستطيع النوم مجدداً أنا أعلم.

استلقيت على الأرضية المغطاة بالغطاء الصوفي السميك والدافئ، نظرت نحو سيا التي تقابلني بوجهها اللطيف، ابتسمت بلا شعور مني أمد يدي وأبعد أحد الخصلات التي سقطت على وجهها الجميل.

كيف يمكنها أن تحمل كل هذا الجمال ولا تتعب؟

مررت يدي على خدي استمتع بالنسيج الناعم والدافئ لخدها ضد كف يدي، يا له من شعور.

على الرغم من معرفتي أنني مخطئ للغاية بفعلتي هذه إلا أنني أشعر أن هناك من يحركني ويجبرني على فعل كل هذا، مررت يدي على خدها للأسفل وصولاً إلى ذقنها الصغيرة.

انتقل بصري لا شعورياً إلى عينيها المغلقة، وكم تمنيت أن تفتح عينيها خلال هذه اللحظة، لأرتشف من قهوتها وتعطيني القليل من حماسها واقبالها على الحياة.

هذه الجميلة والرائعة والتي تشعرني بأنني نكرة أمام ما تفعله من تصرفات جيدة لي.

" أخاف أن أعترف، أنني معجب بك، بجمالك، بحركاتك، كيف تنتشلينني من الظلمات إلى النور، وتضفين المعنى على حياتي الفارغة للغاية، كيف تنيرين لي حياتي بأفعالك تلك، تجعلينني أنسى همومي، أنسى أنني وحش.

أخاف أن أعترف بذلك ولكنني لا أستحق شخصاً مثلك، شخصاً بهذه المثالية، بهذا المرح والإقبال على الحياة، بينما أنا مجرد وحش لعين لا يملك مشاعر، يقتل البشر ويتناول لحومهم، لا يريد العيش ولو لثانية، ويتمنى أن ينتشله الموت في أي لحظة.

لم يترك طريقة ولم يجربها محاولً الموت، أتظنين أنكِ تسحتقين وحشاً مثلي؟ شخصاً بهذا الشكل؟ لا أظن! لكنني أعلم أن هذا الوحش أصحب مولعاً بك، ولم يعد الأمر مجرد إعجاب بسيط." كنت أتحدث بهمس أمام وجهها بكلمات لو كانت عيناها المحببة لقلبي مفتوحة لما تجرأت حتى على النظر لها.

كاتريكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن