|21| سيد نموذجي.

ابدأ من البداية
                                    

نفضت ملابسها قليلاً وأسرعت لفتح النوافذ في المطبخ ليخرج الغبار، وهي تعود لإمساك الكيس المثقوب وتضعه في كيس آخر محاولةً ألا تسكب المزيد أرضاً.

" تعال وساعدني." صرخت عندما رأتني أتأمل ما تفعل، وبالفعل أكملت هي وضع الطحين في الوعاء، وأنا ساعدتها بإضافة الماء النصف ساخن مع الخميرة كما في الوصفة، وهي بدأت تعجنه بيديها، وبعد مدة من العجن شكلته على شكل كرة و وضعتها داخل الوعاء.

" سأغطيها بكيس بلاستيكي وبعدها بغطاء سميك نوعاً ما، لأنها إذا تعرضت للدفء تنضج." قالت تغطيها بالمنشفة التي أخبرتني أن أحضرها لها.

" والآن ماذا؟" قلت لتضحك.

" ننظف الفوضى هنا وأنفسنا وبعدها نعود." قالت و بدأت هي بغسل الصحون وما استخدمناه منذ لحظات، وأنا قمت بكنس الأرضية من الطحين أولاً ثم قمت بسكب المياه وغسلها وتنظيفها.

وعندما انتهينا ذهبت سيا إلى منزل ديانا لتبديل ملابسها وتنظيف نفسها وأنا فعلت المثل، و بعد نصف ساعة عادت مرتدية سروالاً عريضاً قطنياً وسترة بسحاب، بيجاما إن صح القول، وكلاهما بلون أزرق، حبها للأزرق غير معقول، وقد تركت شعرها المبلول مفروداً على ظهرها حتى يجف.

" لا تزال العجينة تحتاج القليل من الوقت، لنجلس قليلاً." قالت تتجه لغرفة الجلوس بعد أن قامت بالنظر لدقائق إلى العجينة التي في الوعاء.

" حسناً." قلت اتبعها ولكنها توقفت مكانها.

" ماذا ؟" سألتها وهي التفتت تعود لتقابلني بوجهها، يبدو أنها تريد شيئاً ما.

" سأصنع القليل من القهوة، هل تريد؟" سألت لابتسم وأنت أراها تمسك بالغلاية وتسكب فيها الماء ثم تشغلها، لم تنتظر إجابتي حتى.

" و من أنا لأرفض ؟" قلت لتضحك وهي تمسك الأكواب وتضيف القهوة، ودقائق ثم انتهت تحمل الصينية التي تحوي كوبين من القهوة.

" اتبعني." قالت تشير لي برأسها وأنا استقتمت بعد أن كنت متكئاً على الجدار أراقب حركاتها.

" تفضل." قالت عندنا جلسنا بجانب بعضنا البعض.

" أعشق القهوة." قلنا في ذات اللحظة ونظرت لها أجدها تنظر لي، عينيها التي بدت بلون القهوة التي أمسك فنجاناً منها صنعته هي بيدها، وشعرها الذي بدا لونه مشابهاً للون عينيها بسبب ضعف الإضاءة.

مررت نظري على وجهها ذو اللون الحنطي، عينيها البنية، والحاجبان الخفيفان اللتان يعلوانهما مثل هلالين صغيرين، أنفها الدقيق والصغير، وخدودها الوردية بفعل تحركاتها الخفيفة هنا وهناك وبفعل الجو البارد من حولنا، وحمامها منذ دقائق.

أنزلت نظري لشفتاها، وبقي نظري هناك للحظة، كانت متوسطة الحجم، وخالية من أحمر الشفاه التي اعتادت وضعه.

كاتريكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن