|20| ويسكي على الثلج، غروب الشمس وعناقيد العنب.

60 7 0
                                    

إنه السبت أخيراً، يوم العطلة المميز.

سأنام طوال الوقت، حتى إذا جاء الليل يخرج كات ويروح عن نفسه، وطبعاً يأكل وجبته الشهرية التي تبقيه على قيد الحياة.

مع أنني أكره هذا الأمر إلا أنه هذا الشيء الوحيد الذي يبقيني ويبقيه على قيد الحياة، مثل مصاصي الدماء الذين يموتون إذا لم يشربوا الدماء كل مدة.

أو مثل المستذئبين الذين يفقدون أرواحهم إذا ابتعدوا عن الغابة أو لم يستطيعوا أخراج ذئابهم لفترة طويلة، أو حتى كالسايرين و حوريات البحر التي تموت إذا أبعدتها عن البحر لمدة وجيزة.

كل شيء خلق له ما يجعله ضعيفاً.

حتى البشر الذين يموتون إذا لم يأكلوا لخمسة عشرة يوماً، أو لم يشربوا الماء لمدة أربعة ايام، أو فقط إذا قلت نسبة الهواء المحمل بالأكسجين حولهم.

وأنا، كما الجميع من حولي، أملك نقطة ضعف كبيرة، إذا لم أتناول جزءاً بشرياً كل شهر أموت، أتآكل من الداخل للخارج ببطء، والوحش الذي بداخلي يفقد السيطرة وقد يخرج ليأكل أكثر من وجبته المطلوبة.

أنا لست قوياً بفضله، بل أنا الأضعف ولكن هذا لا يمنع أنني أقوي نفسي حتى لا أموت أنا وهذا الجزء الذي بداخلي.

كنت قد استيقظت صباحاً بفعل العادة اليومية، ولكنني عدت للنوم مرة أخرى.

وها أنا ذا استيقظت للمرة الثانية والساعة الآن تجاوزت الثانية ظهراً، أضع أمامي فنجان قهوة سوداء، وبين شفتاي تمكث سيجارة تنفث سمومها لداخل قلبي و رئتاي.

إدمان جديد من نوع آخر، شرب القهوة مع تدخين السجائر.

الهدوء الذي حولي لطيف، يذكرني بالشهر الذي أمضيته في قرية ديانا، أفكر بالعودة لزيارة ذاك المكان، يحمل الكثير من المتعة والهدوء النفسي و السكينة التي تجاب لي الراحة التي لا أجدها في صخب المدينة هنا.

طرق على الباب جعلني أخرج من أفكاري، وقفت بعد أن تركت كوب القهوة على الطاولة، وبالطبع السيجارة لا تزال في فمي، لذلك أخرجتها أمسكها بيد وأفتح الباب باليد الأخرى.

" مرحباً!" قالت الفتاة المجنونة التي تقتل وحدتي وهدوئي دوماً.

" أهلاً سيا تفضلي." قلت أفسح لها مجالاً للدخول لتدخل وأغلق الباب خلفها.

" كيف حالك؟" قالت تجلس على الأريكة التي في غرفة الجلوس لأجلس في مكاني بجانبها.

" بخير." قلت لتبتسم الأخرى.

" أتذهب معي إلى مكان ما؟" سألت بحماس شديد أشعرني أنها ذاهبة إلى مكان غبي.

" هل تفكرين بأشياء غبية؟" سألتها لتسقط ملامح وجهها وهي تنظر لي بعدم تصديق.

" ما.. ذا؟" قالت بعدم فهم قبل أن تصفع كتفي بقوة.

" أوتش.. هل أنت رجل متحول؟ ما أقوى قبضتك!" قلت لتعود لضرب يدي وأضحك على تصرفاتها.

كاتريكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن