|16| لقد فسدت الليلة.

57 7 0
                                    

مع القليل من الجهد، وعدم التفكير في كل ما يحصل في داخلي، نجحت في أن ابتعد قليلاً عن الاكتئاب الذي كان ينهش دواخلي ويقطع أوصالي.

كات خرج البارحة، وأكل وجبته الدسمة حتى يستطيع أن يكمل عيشه على قيد الحياة، وبعدها تجول قليلاً، ولم يخلُ الأمر من حصولي على القليل من الجروح.

لم أظن أن السيد بالون سيعطني العطلة البارحة من فراغ.

ولكنه لسبب ما كان خلوقاً ولم يتحدث بشيء بل أخبرني أنه ينتظر أن أتحسن لأني سيوكلني بأحد المهام.

و اعتقدتْ كايسي أنه تغير قليلاً بعد أن حقق مقالي عن رجل الأعمال ذاك ملايين من القراءات على مواقع التواصل، والكثير من البيع لجريدتنا.

جريدتنا تملك موقعاً خاصاً فيها على الانترنت، موقعاً كبيراً، وقد بدأت كل جريدتنا منه، ثم تطورت قبل أن يفتتح السيد بالون الجريدة التي نعمل فيها اليوم.

لكن أكبر إيراداتها تصل إلينا من خلال الموقع الضخم الذي انضم إليه الملايين.

بينما الجريدة التي ننشرها كل يوم، لا تكاد تحقق ما يحققه مقال واحد لأي صحفي منا على مواقع التواصل.

أحب كيف أن التغيير يبدأ دائماً على مواقع التواصل.

و كيف أن قوة جريدتنا لا تمكن من الحجم الكبير خاصتها، فهي تعد جريدة عادية، بل ما يميزيها هو الدقة في نقل الأخبار والمواضيع وصياغتها بالطرق التي ترضي المشاهد.

وتحقق له أكبر قدر من المتعة.

فعندما ينشر مقال عادي لن يجذب الانتباه الذي سيجذبه صحفي أو صحفية وهم ينشرون الخبر بطريقتهم المميزة عن طريق مقطع فيديو سيحقق للشركة الكثير من الأرباح التي ترضي السيد بالون.

أشعر بأنني متعب للغاية، وبحاجة لشيء يذهب عني هذا التعب.

وقفت من على الأريكة في منزلي، أطفئ التلفاز الذي كان يعرض أحك القنوات والذي لم أكن أتابع أصلاً بسبب شرودي.

توجهت إلى الغرقة حتى أبدل ملابسي وبعدها أذهب للنوم، وعندما كدت أرمي نفسي على السرير مستعداً لأغفو طرق الباب، ثم الجرس.

نظرت للساعة كانت الحادية عشر، أليس الوقت متأخر قليلاً؟

بكل الأحوال توجهت للمرآة أنظر لنفسي في حال كانت ملامحي تبدو مكتئبة، حسناً أرتدي ملابس جيدة و وجهي لا بأس به.

توجهت للباب أفتحه وظهرت أمامي ديانا وبجانبها سيا.

" نعم؟" قلت وهما نظرتا لي بنظرة غريبة.

" التلفاز توقف، ونعتقد أن الأمر بسبب الشريط، هل يمكنك أن تصلحه لنا؟ نريد مشاهدة أحد الأفلام." قالت ديانا.

ماذا؟ كيف سأرى في الظلام؟

" الساعة الحادية عشرة والنصف إن لم تكن تعلمن، ثم أليس لدى أي منكما دوام؟ الغد ليس عطلة، وأي فيلم مدته لا تقل عن ساعتين." قلت ونظرت ديانا لي بشزر وسيا لم تتغير ملامحها.

كاتريكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن