|15| عيناك غائرتان.

64 7 0
                                    


الكآبة، هي كل ما أشعر به في هذه اللحظة.

ولا أعلم ما الذي جعلني آتي اليوم إلى الصحيفة، ليتني طلبت إجازة، أشعر بأنني أريد أن أنام ولا أفيق بعدها.

البارحة بعد أن غادرت سيا قمت بتبديل ملابسي وذهبت لشراء عدة علب من السجائر، وعدت بعدها وأثناء صعودي تذكرت دعوتها لي على العشاء وبعد تفكير قررت الدخول، طرقت الباب وفتحت ديانا التي كانت تتحدث على هاتفها مع توم كما العادة خاصتها.

كانت الأمسية هادئة، وتفاجئت ديانا عندما وقفت بجانب النافذة أشعل سيجارة وأدخنها حتى لا أضيق عليهم بسبب الرائحة الكريهة خاصتها.

صنعت سيا الباستا وكانت لذيذة، ولكن بسبب نفسيتي المتعبة لم آكل كثيراً، وعندما عدت للمنزل بعد أقل من ساعة أخرجت كل ما حوته معدتي من طعام، ولم أستطع أن آكل بعدها شيئاً.

اليوم مساءً موعد خروج كات، ويجب أن أذهب للغابة حيث أخرجه هناك قليلاً، ثم يمكننا العودة للمنزل حيث هناك بقايا من الطعام البشري التي حفظت جيداً بين الكثير من الثلج حتى لا يفسد سيكون وجبته لهذا الشهر.

أردت حقاً أن أتعاقد مع أي أحد حتى أشتري الأعضاء البشرية ويأكلها كات، لكن ذلك قد يثير الشكوك حول هذا الشخص الذي يستمر بطلب أعضاء بشرية كل شهر.

عدت أدخن سيجارة تلو الأخرى ولم أستطع النوم أبداً، واليوم قد خرجت من الصباح لأصادف سيا في طريقي التي ستتجه إلى المدرسة التي قد توظفت فيها.

أقللتها إلى المدرسة في طريقي، وكانت تبدو هادئة وعادية وكأنها لم تقم بتوبيخي البارحة بسبب أفكاري السوداوية.

لكن بربكم، من يريد عيش حياة كهذه الحياة التي أعيشها؟

لا أحد بكل تأكيد.

خرجت من شرودي على كايسي التي وضعت أمامي فنجان القهوة الذي طلبته منها عندما خرجت للغداء قبل ربع ساعة.

" شكراً." قلت أمسكه وأقربه مني ارتشف رشفة.

" العفو." قالت وهي تجلس في مكانها، أشعر بنظراتها نحوي ونحو سيجارتي الجديد عليها، ما الذي يحدث للجميع ؟ هل أنا الوحيد الذي يدخن في الحياة؟ ما الشيء الغريب في شكلي؟

" بلايث؟" نادت كايسي لأرفع رأسي باتجاهها بعد أن وضعت السيجارة على المنفضة.

" نعم؟" سألت وهي اكملت نظرتها باتجاهي.

," لماذا تبدو هكذا؟ مثل الزومبي؟ عيناك غائرتان ويحيط بهما السواد، هل قام أحد بقبرك وخرجت من القبر بصعوبة وأتيت لهنا؟ ما الذي حدث معك؟" سألت وهي تدقق النظر لي.

هل أبدو ميتاً لهذه الدرجة؟

" لا شيء بي، متعب فقط، ربما سأمرض." قلت وهي أومئت بصعوبة وغير تصديق تبعد نظرها عني وأنا أكملت ارتشفت من كوب القهوة وسحبت نفساً من السيجارة.

كاتريكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن