|14| حضني مفتوح لاحتواء حزنك.

ابدأ من البداية
                                    

لم أشعر أنني يوماً أستحقه، الشخص الوحيد الذي قدم لي الحب كانت أمي، أما ما تبقى فلم يقدم إلا ما يريده، لم يقدم إلا ما قد ينفعه.

كلهم يريدون مني منفعة، كلهم يريدون مقاصدهم ولذلك يقدمون لي الكثير من الأشياء، لأنهم عندما يريدون مني شيئاً في المستقبل، يفكرون أنني لن أرفض.

شعرت بالغصة تكاد تقتلني، والدموع التي هطلت من عيني أشعرتني بكم أنا وحيد على الرغم من وجود مئات الأشخاص من حولي.

انا أكرهني، وأكره أنني ولدت في هذا العالم المقيت.

طرق على باب الشقة جعلني أقف متجهاً إلى المغسلة أغسل وجهي، قبل أن أتوجه لأفتحه.

" مر_حباً." قالت سيا التي ظهرت أمامي قبل أن تنقطع كلمتها عندما نظرت للصالة التي خلفي، كانت ضبابية، فوضوية، ومليئة برائحة الدخان.

" ما الذي حصل هنا؟ هل هناك شيء يحترق؟" سألت قبل أن تدلف للدهل وهي تتحه للمطبخ ولكنها وجدت أن حتى أكياس البقالة في مكانها ولم تتحرك.

تحول نظرها إلى المكان الذي كنت أحلس عليه لتجد المنفضة، ثم نظرت لي، وانا نظرت لتفسي لأتذكر أنني لم أكن أرتدي سوى بنطال البيجاما الرمادي اللون.

" لم أعلم أنك تدخن." قالت لأرفع نظري لها قبل أن أتجه للأريكة.

" لست كذلك، لكنني أحتاج شيئاً ليبعدني عن أفكاري." قلت وانا أنزل رأسي للأسفل قليلاً ونظري نحو أصابعي التي ألعب بها.

" ما الذي حدث لك؟ لقد كنت بخير قبل قليل عندما تركتك!" قالت تقترب وتجلس بجانبي على نفس الأريكة، جسدها نحوي وظهرها لذراع الأريكة.

" أنا بخير، لكن أفكاري تقتلني." قلت ونظرت نحوها، وعلقت بنظري عليها، وهي بدت وكأنها تحلل نظرتي لها، لماذا أشعر بأنني أبشع مخلوب على وجه الأرض؟ ربما لأنني كذلك.

أبعدت نظري عنها لأعيد نظري للأرضية، أريدها أن تخرج، أريد أن ابقى بمفردي، أنا وحيد ولا أريد لأحد ان يكسر هذه الوحدة، اياً يكن.

" أنت كاذب." همست ورفعت نظري لها لأجدها تنظر نحوي، نحو معصمي قبل أن ترفع عينيها لي.

لقد عرفت سري.

" ماذا؟ لست أول بشري يقطع معصميه." قلت بسخرية مع ضحكة أفلتت من بين شفتاي أشعر بأنني نكرة لا قيمة لها أبداً، أبداً.

" لست الأول، لكنك الأهم بالنسبة لي بلايث، وأكره رؤيتك هكذا." همست ويدها التي ظهرت على مجال نظري وضعتها فوق يداي التي كنت اشبكهما مع بعضهما البعض بالفعل، أردت أن أبعدها، ولكنني شعرت أن لمستها بها نوع ما من المسكن، ذاك الذي يشفي الجراح.

أنا أكره هذه المشاعر الحمقاء، أكره هذا.

" أنا لا شيء ولا أريد منك أن تجعليني شيئاً مهماً في حياتك سيا، لأنني لا أستحق، أفهمي ذلك يا سيا." قلت ولم ارفع رأسي ولطنها شدت يدها التي على يدي قبل أن تمتد يدها الأخرى وتدير وجهي نحوها بعنف شديد.

" لا تستسلم لأفكارك الغبية والسيئة، أنت لست لا شيء أنت مهم، أنت إنسان وكل إنسان يستحق أن يشعر بأنه شخص مهم، أنت الأفضل، طوال الأسابيع الماضية والشهر الذي أمضيناه في القرية كنت أكثر شخص فكرت فيه.

في كل لحظة تساءلت عن السبب الذي يجعل شخصاً مثلك ينشر السعادة بين الآخرين حزيناً، أكره رؤيتك هكذا، وأكره أنك ترى نفسك نكرة." قالت وفي كل كلمة كان صوتها يرتفع حتى صرخت في النهاية ترفع يدها عني، شعرت أنها تريد صفعي.

" ولكنني كذلك، أنا نكرة سيا، لو تعلمين عن الشيء الذي في داخلي لن تقتربي مني مسيرة سنة، ستهاجرين إلى القطب الجنوبي لأجل الابتعاد عني، أنا سيء سيا، ولكنك لا تعرفين عني، ولا يجب ان تعرفي." قلت وأنا أقف ابتعد عنها وعندما وقفت تريد الحديث قاطعتها.

" رجاءً سيا، أريد البقاء بمفردي، هذا حقي الشخصي على الأقل." قلت لتنظر نحوي مذهولة وكأنها تريد أن تتكلم بمليون كلمة، ولكنها أخرست فمها، تومئ بذلك.

"  حسناً، كما تريد، ولكن أرجو أن تأتي للغداء، ديانا وأنا بانتظارك بعد ساعة، هذا ما أتيت لأخبرك به." قالت ولم أتكلم وهي التفتت تريد الخروج من المنزل.

ولكن عادت تلتفت لي وتأتي نحوي، وهي ترتمي بشدة باتجاهي وتعانقني حتى كدت أفقد توازني وأنا رفعت يداي للأعلى من الصدمة التي شعرت بها في تلك اللحظة.

هذه المرة الثانية لهذا اليوم، أنا تعبت.

" في كل مرة، تشعر فيها بأنك نكرة تذكر أن هناك فتاة يمكنك احتضانها، تذكر أنني موجودة دائماً، و حضني مفتوح لاحتواء حزنك بداخله أنت وكل آلامك التي بداخلك، أعلم أنك متعب ولا تريد أن تتكلم لي، ولكنني واثقة أن سيأتي اليوم الذي ستأتي لي فيه وتحتضنني بنفسك، وأجل أنا واثقة على الرغم من عدم عناقك لي في أي مرة سابقة، تذكر هذا، وأعلم أنه وعد مني لك." قالت بهمس شعرت به يدخل إلى أعماق قلبي قبل أن تبتعد عني وتتجه للخارج دون ان تلتفت مرة أخرى.

ومرة أخرى شعرت بقلبي ينبض بقوة شديدة.

_

مرحباً ، كيف الحال؟

بارت حزين مليء بالكثير من الأفكار السيئة.

أرجو أن البارت أعجبكم، هذا البارت بالذات يبكيني في كل مرة أفكر فيه، وفي كل كلمة كتبتها كان هناك الكثير من الدموع.

صحيح أنه قصير لكن المشاعر التي فيه عن الرواية بأكملها صدقوني.

رأيكم بأفكار بلايث الانتحارية ؟

تصرفات سيا وكلماتها؟ في قلبي.

رأيكن بالرواية للآن؟

كل الحب، هدوء.🤎🪐

كاتريكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن