|14| حضني مفتوح لاحتواء حزنك.

66 7 0
                                    

تحذير:
هذا الجزء من الأجزاء المليئة بأفكار انتحارية وسلبية لذا إن كنت قد تشعر بالسوء تجاه هذا الشيء فقط قم بتخطيها رجاءً.

سيجارة تلو الأخرى حتى امتلأت المنفضة الخاصة بالسجائر بما يقارب العشرين واحدة، وانتهت معها العلبة.

اكره أنني عندما أجد ملاذاً من شيء ما لا يمكنني تركه بعدها.

عندما كنت في الثامنة عشر، وبعد معرفتي بفترة قليلة بوجود الوحش الذي بداخلي وجدت ملاذاً سيئاً، سيئاً للغاية وبه الكثير من الألم الجسدي مع الراحة النفسية.

نظرت إلى معصم يدي الذي يحوي الكثير من الخطوط، والتي أحرص على إخفائها دائماً بالقمصان والهوديز الطويلة الأكمام التي تخفي يداي ببراعة.

صحيح أنني في يوم من الأيام شعرت بالراحة عندما فعلتها، لكنني الآن أشعر بالذنب الشديد، والألم لما سببته لجسدي وروحي من خدوش وجروح وصدوع لم ولن تشفى.

أكرع أنني لم اكن اجد أحداً ليرشدني إلى الطريق الصحيح.

وأكره أنني بيوم من الأيام كنت مدمناً على تقطيع معصميّ بالشفرات، والسكاكين.

وعندما تسيل الدماء أشعر بالراحة فقط.

في وقت كان فيه الشباب وأصدقائي يركضون خلف الفتيات، كنت أنا أركض خلف نفسي حتى أنقذعا مني ومن أفكاري.

لا أذكر كم مرة وقفت فيها على سطح منزلنا لأقغز وأموت، ولا أذكر كم مرة كدت أقفز من النهر، ولا أذكر كم مرة كدت أرمي فيها نفسي أمام أحد الشاحنات الكبيرة حتى تدهسني وأرتاح بعدها للأبد.

لكن دائماً، دائماً كان هناك شيء لعين يمنعني من فعل ذلك، يجعلني أتوقف، أتراجع، في كل مرة أكاد أن أفعلها، أن أنهي حياتي.

ولكن لا شيء يوماً منعني من التفكير في الأمر، وحتى هذه اللحظة، وبالرغم من تقبلي لوجود ذلك الجزء في داخلي، ذاك الذي يمزق البشر ويأكل أجزاءً منهم، لم أتوقف ولو لثانية حتى.

وهذا ما يجعلني أشعر أنني في مكاني، لم أتقدم ولا خطوة.

أما أكثر ما يؤلمني في هذه اللحظة هو أن كلمات العرافة لا تزال في رأسي، كلماتها جعلتني أتذكر الماضي المؤلم خاصتي، وجعلت رغبة لعينة ترتفع في داخلي.

كانت الانتحار بالطبع.

كل كلمة كانت قد قالتها، كل حرف كان يلمح إلى أنني شخص بشع، وحش وهذا جعل من كتلة تتشكل في داخل حلقي،  الكره هو كل ما شعرت به تجاه ذاتي.

شعرت بالدموع تبلل خديّ ولم أمنعها، أما ضعيف، ضعيف للغاية، وأنا اعرف ذلك وأتقبله.

لكن ما يؤلمني هو كلماتها عن أنني أستحق الحب.

كاتريكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن