الفصل السابع: لا تترُكيني.

Start from the beginning
                                    

عدلت من وضع غطاء الشعر الحرير الذي يحافظ على تموجات خصلاتي أثناء النوم بعدما دفعت حالي للوقوف ثم خرجت من الغرفة وأنا أسمع صوت خشخشة احتكاك قدمي بالأرض بسبب عدم قدرتي على حملها أثناء فرك عيني بجانب كفي لمساعدتها على الأنفتاح.

- وطي الـ... الصوت شـ. شوية.

قلتها من بين تثاؤبي بصوت عالي وأنا أضع يدي اليمنى على فمي وأفرد ذراعي اليسرى للأعلى بتمطي، ثم خفضت رأسي ونظرت له من خلال النصف المفتوح بعيني.

اندفعت للخلف وكأن عاصفة من الرياح ضربتني ووقعت أرضًا للخلف بقوة بصوت مكتوم في منتصف فراغ الباب بعدما توسعت عيني وأرتج قلبي بموضعه عندما شاهدت ليونار يجلس على أريكتي وضع كفه فوق عين فريد الذي يجلس على قدمه وهو ينظر لي بعيون متوسعة وكأنه يشاهد فيلم رعب.

_ يا إلهي! هل حقًا استيقظتي أخيرًا؟ آه كنت على وشك الأتصال بالمشفى لظني إنكِ في غيبوبة، سوف يصاب أخي فارس بالإحباط، لقد صار لديه منافس على لقب أثقل نوم في العالم.

- إنت بتعمل إيه في بيتي؟

هتفت بها بنبرة مستنكرة وأنا مازالت أنظر له بدهشة أثناء إمساكِ بحواف الباب لاستند بكلتا ذراعيَّ المفتوحين وأنهض من فوق الأرض الخشبية بشكل مثير للضحك، عقب حديثة الذي خرج حانقًا وساخرًا، وكأن وجوده طبيعي في منزلي!

هل تزوجته وأنا في حالة سكر من المشروب الغازي بطعم الأناناس الذي تناواته أمس؟

- مش المفروض إننا متفقين إني هعدي عليكِ علشان الشغل؟

قالها بتساؤل وهو يعقد ساعده أمامه، فتقلصت المسافة بين حاجبي بدون فهم وأنا أنظر له بحيرة من حديثه، لم أتحدث معه منذ تلك الحادثة من أسبوع.

متى أتفقت معه على شيء؟
هل أصابني زهايمر؟

نظر ليونار بطرف عينه تجاه فريد وعلى ثغره ابتسامة هادئة ماكرة قبل أن يعيد خصلات شعره للوراء ويخبرني بأنه بعث لي رسالة أمس يخبرني أن أتجهز في الثامنة لأذهب معه للعمل ومن الواضح إن فريد كان يلعب بهاتفي وفتح الرسالة بالخطأ ولم أرآها، لكنه ظنني لم أرغب في الرد عليه لأنني مازلت غاضبة.

جاء منذ ساعتين أسفل البناية وظل يهاتفني لمدة نصف ساعة متواصلة لكنني كنت أضبط وضع حيوان الكوالا - كما يقول- فلم أسمع الهاتف، فصعد  ورن جرس المنزل ففتح له فريد ذو الخمس سنوات وأدخله ليجلس بحجرة المعيشة ثم دلف للغرفة ليوقظني لكنه لم يستطيع ذلك.

-  لا تظلمي الصغير لقد سألني هل إنت لص؟ فقلت له لا، أنا لست لص، ففتح الباب.

أضاف حديثة بنبرة ظهر بها جهاده في أن تخرج طبيعية دون الانفجار بالضحك عندما نظرت إلى فريد الذي يقف منكث الرأس عندما رأي تعبير غير الرضى الممتزج بالصدمة الذي يحتل ملامحي.

أنوبيس Where stories live. Discover now