PART 05: نيران

350 24 2
                                    

البشر يميلون إلى الاستخفاف بما لا يمكنهم فهمه !
.................................................................................................................

اكبر كذبة قد القاها الكُتاب او اصحاب التأثير ان الوقت علاج ، او ان النسيان علاج ، هل ينسى الإنسان ؟ ما تعرض له ... ما آذاه .. ما اسعده ...ما الذي احرجه في يوم من الايام .. الإنسان لا ينسى ابداً ، اي موقف كان قد تعرض له الإنسان بحياته واثر به سلبياً او ايجابياً لا ينساه ابداً ، انت لن تنسى موت احد عزير عليك ولن تنسى عندما اغضبت والدتك او احزنتها ، تُحفر تلك المواقف في الذاكرة تحت مسمى الذكريات ، سلبيةً او ايجابيةّ ، وانت مُعرض لتذكر تلك المواقف في احدى الايام ، عندما تمشي في طريق العودة من المدرسة او العمل وتكون لوحدك ، ستتذكر ، عندما تضع رأسك على وسادتك وتغمض اعينك وانت غير نائم ستتذكر . عندما تنام وتظن انك انعزلت عن العالم وان عقلك يسترخي وينام مثلما يفعل جسدك ولكن عقلك في الحقيقة لا ينام وتلك حقيقة علمية ، ستظهر تلك المواقف في احلامك بالطبع إن كانت إيجابية ، ىستظهر بكوابيسك عندما تكون سلبية ، هل يمكن الهروب من ذلك ؟ لا لن تستطيع الهروب من الواقع ، ولكن بإمكانك اتخاذ قرارين بهذا الشأن اما ان تتظاهر بالسعادة والنسيان وتكون بتلك الحالة الجبان،او انك وتواجه وتتحدى تلك المواقف وتكون الشجاع ، وهذا هو الاصح ، ولكن الحديث اسهل من الفعل .

يتصبب منها العرق على الرغم من ان النافذة مفتوحة وتتسرب منها نسمات هواء باردة ، ضجة كبيرة على الرغم من هدوء المكان ، كل ما كانت تسمعه هو صرخات الماضي ، صوت جدها يتردد مراراً وتكراراً وهو يقول بأنها تُركت ، هل هي دون قيمة بنظر هؤلاء الأشخاص ، كان من المفترض انها تنام في غرفة لطيفة باللون الزهري ، ولكنها في غرفة .. عذراٌ إن صح القول زنزانة ... لا أثاث سرير من الحديد ، جدران بلون الإسمنت لا نوافذ ومصباح يتدلى من السقف ضوءه خافت .. يغطيه بيت لعنكبوت قد كان هنا ولم يستطع الاكمال ورحل ، كم عمر تلك الفتاة التي تجلس على شيء اشبه بسرير تضم قدميها الى صدرها وتخفي رأسها ، تحتضن جسدها بتلك الايادي المملوءة بالكدمات .

" لقد تركتك "

" انت من الآن دمية لي"

والاسوء من ذلك صورة ذلك الطفل المرمي بارضية الغرفة ، وهنا استيقظت برعب وهي تشهق ، تضع يدها على عنقها تشعر وكأن هناك احداً يخنقها بشدة ، قد ازدادت ضربات قلبها واصبح تنفسها سريع ، ترتجف بشدة ليس من البرد انما من الخوف وتلك الكوابيس التي استولت على عقلها ، وضعت قديمها على الارض وتقدمت بخطوات مترنحة نحو دولاب الملابس ، اخرجت منه ملاءة خفيفة وارتدتها بحكم انها كانت تنام بملابسها الداخلية ، ارتدت سريعا بايادي ترتجف ،وخرجت من غرفتها متوجهةً الى غرفة فيجو ، تعرف انه بهذا الوقت يكون ينظم جدول اعمال الغد ، لذلك طرقت الباب بشكل خافت وفتحت الباب ودخلت ، وكان غلوري قد قشع ذلك المشهد .

أنامل دموية Where stories live. Discover now