|11| مزيجٌ لاذع ومُر.

ابدأ من البداية
                                    

بصراحة، إنها رائعة، وتثير غيرة دي الملتصة بتوم وتكاد تجلس في حضنه.

سأضحك على هذه المواقف في أية لحظة.

__________________

"كايسي، أوصلي هذا الملف بطريقك إلى سكرتيرة السيد بالون وأخبريه أنه مني." قلت لكايسي التي وقفت وهي بالفعل كانت ستتجه إلى الطابق الثاني لأحد الأقسام.

" حسناً بلايث، هل من ملاحظات؟ " سألت تنظر للملف ذي الغلاف البلاستيكي الأزرق.

" الملاحظات في الصفحة الأولى، أخبري السكرتيرة بذلك وستفهم." قلت لتومئ لي وهي تخرج من المكتب المشترك خاصتنا.

عدت لأكتب مجدداً وأدقق الملفات التي يغدقها السيد بالون على رأسي، هذا متعب، ولكن عملي، مع أنني في الكثير من الأحيان أفكر في الاستقالة منه ولكن لا يمكنمي، أنا أحب هذا العمل على الرغم من الرئيس الغبي خاصتي، لكن ما باليد حيلة.

رفعت كوب القهوة إلى شفتاي أريد أن أرتشف منه لأكتشف أنه فارغ بالفعل. " هذا مزعج." قلت وأنا أقف في مكاني أحمل الكوب البلاستيكي الفارغ وأرميه في سلة القمامة ثم أخرج من المكتب أتجه إلى الكافيه.

" كوب قهوة كبير من القهوة، شون." قلت لشون الشاب الذي يعمل على آلة القهوة.

" على الفور، بلايث." قال وأنا نظرت حولي في قاعة الاستراحة الفارغة، بالطبع اليوم لا يزال في بدايته، لكن رأسي يؤلمني من قلة النوم، لذلك أعمل على تخفيف الألم بأكواب القهوة، الدواء السحري خاصتي.

" تفضل." قال شون يمد الكوب الممتلئ بالقهوة السوداء الساخنة لأشكره وأمد له المال وأنا أخرج من الاستراحة أتجه بخطوات بطيئة إلى مكتبي بينما أرتشف من كوبي عدة رشفات.

" هذا لذيذ للغاية." همست تحت أنفاسي أتلذذ بشعور المرار الممتزج باللذة الذي لامس لساني، ومرة بعد مرة ومهما شربت القهوة ستظل ردة فعلي هي نفسها.

أتذكر عندما شربتها لأول مرة، كنت برفقة أصدقائي في الثانية عشرة، مراهقين يريدون تجربة كل شيء، ذهبنا إلى أحد الكافيهات نطلب القهوة المرة ونريد تجربتها.

" لن أعود لأشربها مرة أخرى في حياتي." قال أحد أصدقائي.

" إنها بشعة." قال الآخر.

" سأتقيأ."

" لم تعجبني، أنا أفضل الحليب."

" ليست لذيذة أبداً."

" إنها رائعة حقاً، مزيج لاذع ومُر، لقد أحببتها."

كانت الآراء مختلفة لكن كنت صاحب الرأي الأخير، تلذذت بكل رشفة ارتشفتها في كوبي الصغير وعندها نظر لي أصدقائي وكأنني أحمل رأساً ثانياً.

لم أهتم ومن يومها أصبحت مشروبي الخاص واللذيذ، أحببتها على الرغم من أن والدتي عندما علمت بأن ابنها ذو الاثني عشر سنة يشرب القهوة كادت تصاب بأزمة قلبية.

حتى أنها حرمتني لمدة شهر من الخروج مع أصدقائي، وأخذت مصروفي لأكثر من ثلاثة أسابيع حتى أقلع عنها لأنها كانت مؤذية لي كمراهق أو طفل بالأصح، وحتى أتوقف عن شرائها خارج المنزل لأن والدتي تمنعني عنها في البيت، لكنني كنت أنتظرها لتنام وأتسلل إلى المطبخ خاصتنا أصنع القهوة خاصتي مع الكثير من الأخطاء في البداية وأشربها، أغسل أدوات الجريمة خاصتي وأعود لغرفتي قبل أن تمسكني والدتي بالجرم المشهود.

ضحكت بخفة أخرج من ذكرياتي أجلس خلف مكتبي وأتنهد أمسك بأحد الملفات وأبدأ بالعمل عليها، لوهلة شعرت بأنني عدت ذلك المراهق الذي أقصى أحلامه أن تسمح له والدته أن يشرب القهوة بدون توبيخ أو حرمان.

لكنني هنا الآن أعاني من آلاف الأشياء ووالدتي الحبيبة لا تدري بما يحصل مع أبنها، إنها تعلم بما يسكن بداخلي ولا تستطيع أن تفعل شيئاً حياله، لكن يكفي أن تربت على كتفي وتلعب بشعري وأنا استلقي في حضنها لأشعر بالأمان والرحة لعام مقبل، أشعر بشوق لها لقد مضت مدة لا بأس بها منذ آخر زيارة، ربما يجب أن أزورها.

يجب أن أقنع السيد بالون بأن يمنحني إجازة، لأن زيارتها تتطلب السفر إلى مدينة أخرى، وهذا غير ممكن خصوصاً مع الشهر الماضي الذي غبته، أو ربما فقط سأنتظر ما يقارب الأسبوعين وأعمل بجد قبل أن أطلب إجازة قصيرة لزيارة والدتي، والدتي التي هي كل عائلتي.

أو أنتظر حتى عطلة عيد الميلاد ورأس السنة التي تبقى لها شهرين، ربما يكون ذلك أفضل ولا اضطر عندها لتحمل تذمرات السيد بالون وشماتته عندما يعطيني إجازة أخرى طويلة خلال ستة أشهر فقط.

أكره الأنتظار ولكن يبدو أنه الحل الأفضل حالياً.

_______________________

كاتريكوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن