الآن وبعد أن حان وقت توديع آخر لحظات جثمانها فوق التراب ودفنه في تلك الحفرة الضيقة، كيف سيكون حالها؟ هل ستشعر بالبرد يا ترى؟ هل ستكون خائفة عندما تبرق السماء بقوة؟ 

اقترب القائد عندما همّ والد الطفلة وبعض الرجال الآخرين من إنزال التابوت إلى القبر تحت توسلات والدتها في أن يسمحوا لها برؤيتها لآخر مرة. أخذ وردة بيضاء ثم جرح كف يده، سمح لدمائه أن تلطخ تلك البتلات وتحولها إلى اللون الأحمر! 

رفع غطاء التابوت قليلًا ثم رمى الوردة بداخله! نهض من مكانه ووقف قريبًا منهم تحت سكون مفاجئ من الأوميغا الموجودين. 

تلطيخ الوردة البيضاء بالدم ثم وضعها في تابوت الميت في قطيعهم تعني الانتقام! 

استمرت دموع المرأة بالانهمار دون توقف لكنها كتمت جميع كلماتها داخل قلبها، فقط وثقت بقائدها في أخذ ثأر طفلتها الصغيرة! 

أمر الألفا بعودة الجميع إلى منازلهم، أما بالنسبة للمحاربين فذهبوا إلى الحدود ليتمكن الحراس هناك من القدوم إلى هنا وتوديع توفانا إلى الأبد! 

بقي القائد فقط من القطيع عند القبر، حوله الحيوانات متجمعة ولا تزال على هدوئها المعتاد، تراقب تحركاته وتصرفاته. أخيرًا، سمح لدموعه بالهروب من مقلتيه، جاثيًا بالقرب من ذاك التراب المبتل! 

أخذ حفنة منه بقبضته ثم قربه من أنفه يشمه بأقوى ما لديه! «أعدكِ أني سأشبّع ترابكِ بدمائهم!»

في القطيع المجاور، حيث الشمس ساطعة والدفئ يجتاح الأجواء. تجلس شابة بشعرٍ ثلجي وعيون رمادية فاتحة تكاد تختلط مع بياضها، على شرفة غرفتها تستمع إلى زقزقة بضع عصافير تجمعوا على طاولتها ويأكلون فتات الخبز المنثور أمامهم. 

 أشاحت بنظرها لقطتها المتكورة حول نفسها في إحدى زوايا غرفتها الصغيرة ومن الواضح أنها تريد من مالكتها مواساتها بعد أن رفضت أن تلتهم تلك العصافير المسكينة! 

تنهدت الشابة بقلة حيلة قبل أن تحملها وتبدأ بمداعبة فروها الأبيض وتقبلها على عينيها الزرقاوين. شكرت نفسها سرًا لمعرفتها نقاط ضعف هذه القطة المغرورة وإلا كانت قد رمتها خارج غرفتها منذ وقتٍ طويل! 

«علينا أن نكون جاهزين، فالقادم سيء جدًا!» بهدوء أردفت للعصافير التي كانت تتودد لها! 

اسبوعٌ مر على قطيع بوفارديا وكأنه سنواتٌ عجاف. الناس فيه يقومون بأعمالهم اليومية برتابة ودون مشاعر تُذكر، معالم فارغة ومشاعر سلبية تتخلل الهواء! توقفت الفتيات عن الجلوس على العشب وصنع أطواق الزهور وتقديمها للألفا والبيتا.

لم تعد النسوة يضحكن ويتبادلن الأحاديث أثناء إعداد الطعام معًا، لم يعد الرجال يتسكعون حول الفتيات ويلقون بالنكات عليهن والتغزل فيهن سرًا! 

الكمد | JKWhere stories live. Discover now