الفصل الخامس: قصر الأشباح.

Start from the beginning
                                    

- يا إلهي .. أنقذني .. صغيرتك أنت، اللعنة.

- صغيرة مين يابن نفرتاري القرعة .. حلق عليه يا خوفو.

قالها هارون إلى خوفو ليمسك بليونار الذي كان يركض ورائه حول الطاولة الخاصة بالهدايا، تقدم خوفو من الناحية الأخرى من الطاولة وحاصروه.

- يا إلهي أنت عار على المامبا.. أقتُلني عماه ليتني أتخلص منه.

قالها ليونار وهو يرفع ذراعيه في استسلام بعدما نظر تجاه نيلان الذي كان يأكل من لفافات ورق العنب بتلذذ وهو يشاهد ما يحدث بهدوء.

- بابا استني أشوف الحصان بعد كده أقتله.

قالتها شهد بسرعة قبل أن يمسك أبيها ليونار بنبرة متذمرة، نظر لها ليونار بتشنج.

- تبًا هل اطفأتم الشموع من دوني.

قالها رجل دلف للتو بلغة إنجليزية ذات لهجة بملامح لاتينية وهو ينظر لهم بضيق ويرتكز على رشاش ضخم عن طريق مسكه لفوهته بينما هو يقبع بالأرض.

- لا أذكر أنني دعوتك "هاديس" (أحد قادة المملكة)

قالها هارون بطريقة وقحة بعدما قلّب نظراته بينه وبين ما يقبع بين أصابعه، أفتر ثغر ذلك المدعو "هاديس" عن ابتسامة بلهاء قبل أن يقول:

- لقد ظننتك دعوت هاديس وأنا لا أعلم، لكن لا بأس، لقد دعوت حالي، تبًا لك نحن أخوة يا رجل.

تبًا، ما هذا الرجل؟
مهلًا، ألم يقل له هاديس؟!

اقترب هاديس -تقريبًا- من شهد وهو يبتسم لها بسمة واسعة حتى توقف أمامها ومد يده التي تحمل الرشاش الأسود الممزوج بالوردي فيأخذ شكل نقشة الجيش لكن باللون الوردي بدلًا من الزيتوني، وقال:

- مرحبًا بالصهباء الصغيرة الخاصة بـ رع، عيد مولد سعيد ... اوه يا ربي الرحيم، أشعر أنني أقف أمام شبح أمكِ، لكنكِ تملكين عيون نساء المُهيري.

أضافها بنبرة مازحة بعدما نظر إلى وجهها بتمعن، ابتسمت شهد بسمة هادئة وقالت بتساؤل بعدما رفعت حاجبيها للأعلى:

- هل لدى نساء عائلتي عيون خاصة؟

_ أوه، أجل عينيكِ تقطر دهاء وثقة لا يليق على مظهرك الخارجي .. أتعلمين؟ هناك مزحة بيننا نحن القادة نطلقها عليكن؛ نساء المُهيري تشبه الدمى في أفلام الرعب، لطيفة، جميلة، رقيقة ويمكنها شطرك إلى نصفين.

قالها بنبرة ضاحكة فضحكت شهد على مزحته وهي تتناول منه الرشاش بتلقائية وكأنه لعبة أطفال بلاستيكية.

_ تبًا يا رجل، لماذا جلبت لها هذا اللون الوردي اللعين، لا يليق على خصلات شعرها الصهباء فهي تحب اللون الأزرق الذي يتماشى معه.

قالها أبيها هارون بعدما تقدم منهم بنبرة متهكمة بلغة أسبانية فهمتها بسبب تقدمي في اللغة؛ ما هذا الجنون؟
من يحضر رشاش هدية لفتاة في عيد مولدها؟
ما هذا المنزل الذي يشبه مشفى المجانين؟

أنوبيس Where stories live. Discover now