الجزء 14

10.8K 206 23
                                    

-
مرّت الساعات على قلبّ غروب بتوتر لأول مرة تحسّه ثقيل بهالشكل ، وتستغرب روقان وراحة أُمها ، يلي مابقت بقعة بالبيت مابخرتها ، تنهدت لثواني تتمتم بتساؤل : ماما أنا مو فاهمة حنا بنروح لهم ولا هم بيجونا ؟ ليش مجتهدة كذا !
أبتسمت غدير لثواني تقرّب المبخرة لها : ماتدرين ، تبخري يا أحلى عروس بالعالم تبخري
أبتسمت غروب لثواني تناظرها : ماما أتركي هذي الألقاب لسى ماصرت عروس
أبتسمت غدير من قرّبت غروب شعرها للمخبرة تبخرة ، وهزت راسها بمُساراة لها : صح صح يصير اللي ودّك فيه بس خلصي بسرعة لا نتأخر
تمتمت بأخر كلامها وتوجهت لخارج الغُرفة ، بذات اللحظة يلي نطقت فيها غروب بصوت عالي لجل تسمعها : ماما لوسمحتـي نظام اللي تمدحينـي قدّام أهل زوجي ما أحبه لاتسوينها تكفيـن!
ضحكت غدير تلبس عبايتها : كأنك عارفة الخُطة !
خرجت غروب من غُرفتها تتمتم بغضب : ماما !
ضحكت غدير لأن نبرتها تعبر ، هي فعليًا بكل فرصة تدمحها : أمزح ! مابمدحك خلاص
تنهدت غروب تتكي على طرف الباب ولفت بنظرها لها تبتسم : قولي وعد ؟
أبتسمت غدير تتوجه لها ، تحاوط ملامحها : أنا أقدر أوعدك لكن لساني يصبر ؟ مايصبر والله ياماما
-
-
~ القصـر الخالـي
نزلت وَتر من الأعلى تلبس أقراطها ، هي ماكملت خطواتها للأسفل لأن كل حركتها تصلبت من أستشعرت جمال المكان بعد تجهيزات ليلى ، ماقدرت لأن كل شيء "مرتب" مثل الأصول ومثل ماتحبّ ليلى ، وهي تجنّنها والله تفاصيل ليلى البسيطة يلي تضيفها بكل شي يخصّها ، تفاصيّل تبيّن هي مين صاحبها ، أبتسمت وَتر من خرجت ليلى بالمبخرة ونزلت لها تسابق الخطوة لها : ماما ! وش هالجمال !
أبتسمت ليلى تلف بنظرها لها ، وماقدرت تتكلم يبان ذهولها على ملامحها من لمحت وَتر وطلّة وَتر : بسم الله على قلبي ! بسم الله على قلبي !
ضحكت وَتر لثواني تعدل شعرها بغرور : حلوة بزيـادة صح ؟
ضحكت ليلى تهز راسها بالإيجاب : وش حلوة عندك ؟ ماتوصف شيء ! أبرمي لك شيء برمه فرجيني جمالك
ضحكت وَتر غصب لأن اللهجة أختلفت ، ونفذت طلبها يضحك ثغرها بجنون تتمايل مع دورانها ، ويسمع صوت ضحكتها عبدالعزيز اللي نزل من الأعلى : دايمة يارب
أبتسمت وَتر تركض له ، تحضنه قبل لايوصل عندهم : أحبك أحبك ! بابا أحس أني راضية عن الدنيا اليوم
أبتسم عبدالعزيز يربت على كتفها : عساك دوم راضية عن الدنيا وعساها دوم ترضيك
أبتسمت ليلى : آمين يـارب ، تتبخر أبو مِتعب ؟
نزل نظرة لها بأستغراب ، وتنحنح من حس أن نظرته طوّلت وهو ماجاوب ، هز راسه بالإيجاب ينزّل لها ، بخرّته وأبتسمت وَتر تتأملهم من الأعلى ، تتأمل فرق الطول بينهم ، وضحكت غصب لأن ليلى قصيرة قدّامه ، ماكانت قادرة ترفع عينها له ، نظرها كلّه على البخور وتحس بحرارة خدّها ومُنى عينها ماتكون واضحة له ، هي ماتعرف كيف نطقت بسؤالها أساسًا ، ولو كانت بوعيها ما سألت ..
-
-
~ قبل بوقت ، وسط أحد الأماكن السياحية
كان متكي بظهرة على صخرة كبيّرة وسط المكان ، يتأفف للمرة المليون لأنها ماتلتزم بمواعيدها وتأخرت أكثر من الوقت المفروض ، تمتم بتنهيدة يهديّ نفسه : معليه ياسُهيل أصبر الحين تطب عليك من فوق الصخرة اللي وراك أنتظرها يمكن أحتاجوها بالطريق تنقذ طفل بيطيح من فوق السطح ولا تطلع بسه من فوق الشجرة ألتمس لها العذر
ضحك لثواني يمسح ملامحه : يارب وين وصلتيني أنتِ!
أعتدل بوقوفه من رنّ جواله يعدل نبرته من كان الإتصال منها : إستهتار وقلّة ذوق ! صارلي ساعة كاملة أنتظرك وماجيتي !
عقدت حواجبها لوهلة تتمتم بغضب أكبر من غضبه وبنبرة أعلى من نبرته : أقول أحمد ربك بس !
رفع حاجبة بأستغراب يتأكد من الرقم ورجّعه لمسامعه يضحك بذهول : الحين هذا أسلوب ؟
هزت راسها بالإيجاب تتكتف : هذا أسلوبي وماعندي غيرة ودّك بالألبوم تحملني وأصبر ! عمى ماتشوف الزحمة بطريقك !
ضحك بذهول لأن نبرتها غاضبة والواضح بأنه هو يلي قابلها بأول غضبها وغصب عنه بيتحمل : وينك طيب أنطقي ؟
أخذت نفسّ يسمع صوته ، ونطقت بعدها بتساؤل : أنت اللي واقف قدّام الصخرة كأنك عود خشب ؟
توسعت حدقة عيونه بذهول ينزل نظرة لجسمة ، وعض شفته بغضب يتلفت حوالينه يدورها : عود خشب ! أوقفي قدامي وأوريك عود الخشب على أصولة
ضحكت هي لثواني تضم الباوتش لصدرها : وش فيك تحسست أمزح أمزح عامود كهرب ولاتزعل
رجع يعض شفته بغضب ، يشدّ كفّه : تعالـي !
ضحكت سرور تهز راسها بعدم إستيعاب : يعني مافهمتك لا عود الخشب معجبك ولا عامود الكهرب !
هو نحيف وطويـل لهالسبب تشبهه بعود الخشب وعامود الكهرب : طيب الحيـن ليه ماتوريني طولك !
وقفت قدّامه من كان هو لاف بنظرة للجهة المعاكسة وتمتمت بهدوء تنهي الإتصال : شوف طولي
لف بنظرة لها وشرقت هي تحاول تكتم ضحكتها لأن ملامح غضبه واضحة من تعقيدة حواجبه : تضحكين !
هزت راسها بالايجاب : معليش يعني بس أول شيء تذكرته لما شفتك عود الخشب حق الشوي ولا تزعل
ضحك بذهول يمسح ملامحه : وش تحسين فيه ياقليلة الذوق ؟
رفعت حاجبها بذهول تأشر على نفسها : أنا ! قليلة ذوق ؟
هز راسه بالإيجاب : وقليلة أدب وش عندك ؟
ضحكت سرور بسخرية تشتت نظرها : بربيك ترى يالحساس
رفع حاجبه بذهول يضحك بصوت أعلى وبسخرية أكبر : تربين مين وطولك شبرين ونص ؟
هزت راسها بالنفي تضرب فخذها : لاا أنت واضح مو ناوي تعدي هالليلة على خير ! برمي صور أخوك وخطيبته ترى !
رفع حاجب يستحقرها بنظراته : هاتيه بس ولا يكثر هرجك قليلة ذوق وكثيرة كلام أبلش
زفرت لثواني تنزل نظرها للباوتش : شوف لأن أخوك محترم بعطيك الألبوم وبعدي هالليلة على خير لأن ماودي يضيع وقتي الثمين وأنا أتجادل مع عود خشب
كان عاض على شفته يمنع غضبه وهو يموت ودّه يمدّ يده ، طلعت الألبوم تعطيه إياة : حتى حقه بتصدق فيه
تمتمت بكلامها وصدت تتركه بمكانه بعد ماشبّت نارة : كنت بطلعك من راسي ، يصير خير ياباتمان ..حشى ماهي بنت هذي وين الرِقة حتى صوتها كأنها صقر
تنهد لثواني : تكرم ياصاحبي
مدّ نظرة مع بُعدها ، وأبتسم لثواني لأنها وصلّته لأخرة بكلمتين بس : مب هينه بات ومن
هز راسه بالنفي يمسح ملامحه : لالا سُهيل هذي باتمان ماتصير ومِن وهذا صوتها ماتصير والله
-
-
~ وسط المركز ، بعد العشاء
مرّ الوقت وهو ماحسّه ، مر وهو بين الملفات والأوراق ينسى الوقت وينسى وجودها عندهم ، كان واقف وسط غُرفة التحقيق نظرة على الطاولة اللي تتوسط الغرفة ، الطاولة يلي كان فوقها ضوء خافت ينقض ظلام الغرفة ، ضوء يبيّن أنها غُرفة تحقيق : ساكنه لحالها ، عزباء ، مُغتربة عن أهلها ، عندها أخو واحد
رفع حاجبه لوهلة يثبت كفوفه فوق الطاولة ، يقرأ ضجيج الأحرف بهمس من مكانه : من ساعدك ؟ وليـه تتكتمين عليه !
هم رجّعوا الطفلة لأمها بعد ماحددوا موقع الأم العقيم يلي أخذت الطفلة ، وإنتهى أمرها بإعترافها وتثبيّت التُهم الموجهة ضدها عليها وأخذت جزاتها وفق القانون ، وبقي على عاتق مِتعب سُهى والشخص يلي ساعدها وتتكتم عليه أخذ نفسّ لثواني : أخوها ، فواز بن ضاحي موجود هنا ولا رجع لأهلة ؟
كان سؤاله موجّه لزيـد يلي كان واقف بزاوية الغُرفة بمكان مظلم ماينحس بوجودة : لا، بأخر شهرين رجع عند أهله بالقصيم
هز متعب راسه بالنفي يلف بجسده لزيـد يتكي على الطاولة ، وتكتف : مارجع ، تأكد
هز زيد راسة بالنفي يعارضه : طال عمرك حجز تذكرة طيران قبل شهرين
ناظرة متعب لثواني : شفته يركب الطيارة ؟
رفع يدّه يتحسس عنقه من الخلف وتمتم بتردد : لا
جاوبه متعب مباشرة : تأكد من كاميرات المطار وردّ لي خبر
وقفّ عقل مِتعب لثواني ، وقف من طرت على قلبه يتذكر وجودها ببيته ويستوعب أنه نساها من الأساس ، لكنها ماتغيب عن قلبه ولو داهم عقله أشياء غيرها ، هي وكلّها تبقى بعروق قلبه ماينساها ، أعتدل بوقوفة بعجلّ مثل المقروص ، أعتدل يناظر ساعة يدّه لثواني ، وعض شفته بغضب يشتم من كانت الساعة "تسعة ونص " تأخر وزيادة ، عجّل بخطواته للخارج ماينطق بالحرف لزيـد يلي كان يتساءل عن سبب وقوفه بهالشكل ، ويتبعه بنظرة ويستغرب سُرعته لدرجة ركل الكرسي قبل لايعيق طريقه لقلبه ركله وركض للخارج تلتفت الأرقاب كلّها لسُرعته ، زفر زيد بذهول يرتبّ حروفه : وش عشت أنا الحين !
-
-
~ وسط القصـر الخالـي
كانوا على وشّك النهاية ، على وشّك تفرقهم وهي يزعل خاطرها وماتفهمه ، توقعت جيته وماجاء يخيب توقعها ويزعل خاطرها لأنه ماجاء ، كان الكل ينشرح صدرة خصوصًا "زينب ، وغدير ، وليلى " الجلسة صارت لهم ، وتضج بسوالفهم هم ينبسطون سوا أكثر من البنات ، يلي كانوا يشاركونهم حديثهم فقط ، نزلت نظرها ليدّها تتأملها لثواني : غروب ماكان ودّك يجي ليش زعلانة الحين؟
كان هذا صوت داخلها مايسمعه غيرها وماعندها جواب له أصلًا .. سُرقت من ضجيج داخلها ، غصب عنها على صوت وَتر اللي نطقت بتساؤل : أجيب لك جاكيت ؟
هزت غروب راسها بالنفي بإستغراب ، وتمتمت وَتر من لمحت أستغرابها تجاوب قبل لا هي تسأل : أطرافك باردة ! ترجفين !
هزت غروب راسها بالنفي ، وأخذت كوب الشاهي من على الطاولة تحاوطه بكفوفها : يمكن من المكيف الحين تدفى يدّي
ميّلت وَتر شفّتها لثواني ، هي ماتستغرب هدوءها هذا لكنّها تستغرب تقلّبها ، إضطرابها يلي يوضح على ملامحها وماودّها تسأل ، من أول دخولها للقصر وهي هذا حالها ماهي موجودة معاهم إلا جسد فقط ...
-
-
~ بالأسفـل
وقّفت سيارته بمواقف السيارات ، ياخذ نفسّ ودّه يهدى نبض قلبه قبل لا ينزل لهم ، هو لمح سيارة غدير بين السيارات لهالسبب سكن شوي من نبضه ، وبقى الباقي ينبض لشوفها ويحترق ودّه يعجّل ، نزل من سيارته يعدل شماغة قدّام أنعاكسة على شباك سيارته ، يعدلها ويعدل ساعة يدّه ، لأول مرة يدخل القصر وشماغة ماهو على كتفة ، لأول مرة يهتم بشماغة قبل دخوله للبيت ، جرّ خطواته للمدخل يتنحنح قبل دخولة ، وأبتسم لثواني من سمع صوت وَتر يلي فزّت من سمعت صوته ، يفز معاها قلب غروب تبتسم وما أستوعبت أبتسامتها من الأساس ، كانت تحاول تسمع صوته بدون وعيها ، لكنّها مثل الملهوفة وماتفهم نفسها ، مرّت ثواني ورجعت فيها وَتر يبتسم ثغرها وخلفها كانت العاملة يلي بيدّها عباية " صِبا وبيادر " : مِتعب بيسلم
كان نظر بيادر على غروب من بداية سماعهم لصوت متعب ، تستغرب أبتسامتها يلي لوّنت ثغرها فجأة ، هي من زود تركيزها ماحست بالعاملة يلي وقفت قدّامها تعطيها عبايتها ماحست إلا من تمتمت صِبا تسرقها : بيادر !
لفت بيادر بنظرها لصِبا يلي شتتت كل تركيزها تنطق بإستغراب : وش ؟
تنهدت صِبا توقف : متعب بيدخل !
هزت راسها بالإيجاب ووقفت تلبس عبايتها ، وأبتسمت وَتر تنادي متعب بعدما أنتهوا ، الكل وقف من دخل هو يسلّم إلا هي بقت بمكانها نظرها على المدى قدّامها تحسّ الأصوات وماتسمعها ، ينبض قلبها لأن ماودّها عينها تلتفت له ماودّها تقابل عينه ، ورجع لها سمعها من حسّت بيدّ أُمها توقفها ومن همست بإذنها : وينك عن العالم ؟ أوقفي
عدلت غروب شعرها لثواني ، تشد ذراعها من نطق هو قاصدها : كيف حالك ؟
هي ماتعرف هو سأل عن حال الكل قبلها ولا هي أوّل من سأل عنها ، لكنّها تمتمت من حسّت أن الصمّت طوّل : طيّبة... الحمدلله
أبتسمت صِبا لثواني من نبرتها ومن أنها مالفت بنظرها له حتى وهي تجاوبه ، هي تحس بالغرابة يلي تصيّر قدّامها وماهي قادرة تنطق بالحرف ، وقف عقل غروب بلحظة تلف بنظرها له ، يرتعد قلبها من نطق هو : تسمحون لي أسرق خطيبتي ؟
هو سارقها فعلًا لكنها ماحسّت ، ولا هو حسّ ، ودّه فيها ومايمنع نفسه ، هو بصعوبة قادر يبعد عينه عنها ، ملهوّف وتزيد لهفته من يسرق النظر لها ، ماهي عادية والله ، فُستانها الفوشي كان بسيط لحد ماصار عليها ، أختفت البساطة منه وصار مليان تفاصيل ماتنتهي ، كان ينساب على جسمها وياخذ راحته فوقه ، يُظهر أكتافها وشعرها يغطي أكتافها ، يزيّن عنقها العقد يلي هو جابه لها وماخفى عن عينه هالشيء ، كعبها الشفاف يلي كان يعكس بياض أقدامها والفراشة اللي تتوسط الكعب تنقض بساطته مع أنعكاس الضوء عليها ، حاوطت غدير أكتاف غروب تنطق بأبتسامة : الرأي الأول لي وأنا موافقة والرأي الثاني لبنتي ، يسرقك ؟
هي تعرف أن بنتها بترفض ، أو ممكن ماتجاوبه ولهالسبب جاوبت بالموافقة أول تحيّر بنتها عشان تُجبر على الموافقة ، بصعوبة قدرت تجمع حروفها ، بصعوّبة قدرت تنطق : أيوه
هي تعرف أن " أيوه " من لسانها تعني التردد لكنه جواب لسؤاله ويُمشى على جوابها ، أخذت جوالها وشنطتها تتوجه للخارج قبله مابتتحمل حرارة ملامحها قدّامهم ماودّها يشوفون إحمرارها ، أبتسمت ليلى لثواني : لاتتأخر على بنتي ، ورجعها لأمها بدري !
هز راسه بالنفي يتمتم بهدوء : مامعي ساعة
ضحكت ليلى بذهول ، تضحك من بعدها غدير يلي تمتمت بـ أبتسامة : أنا أنبهكم بالوقت ماعليك !
هز راسه بالنفي يبتسم : ماودّي والله ، عن أذنكم
ضحكت زينب بذهول : مايجامل لو الموضوع غروب ! أعذريه ياغدير
أبتسمت غدير لثواني : هو قال ماودّه وأنا مابردّه
-
-
~ خارج القصر
كانت واقفة قدّام سيارته تشدّ شنطتها من ربكتها ، ترتبك وتزيد ربكتها لأنهم بيروحون سوا بدون وجود أُمها وهذا رُعب قلبها ، عضت شفتها لثواني من خرج هو وعلى ثغرة طيف أبتسامة تشوفها وتستفزها أبتسامته لأنه أخذ اللي هو يبغى ، وقف قدّامها يناظر رموش عينها : مساءك طيّـب
نبض قلبها من تذكرت خطّة ورسالته نبض قلبها ترفع عينها له يشوف داخل عينها بدل رموشها : الحين صار مسائي أنا طيّـب
هي تستغربه بكل مرة تقابله فيها ، تستغرب الهدوء يلي يبعثه لها ، تستغرب شراراة عينه من يناظر لها ، وقف الحكي بلسانها يصير كل كلامها بعيونها ، عيونها يلي كانت تقابل عينه ترتب أسئلة ماتنتهي وجوابها ماهو بعيونه ماتشوف جوابه تشوف شرارة حُبة ، تشوف لمعة عينه ويضيع الوقت بينهم يضيع والعيون تلتقي : نعاملك معاملة الأميرات ونفتح لك الباب ؟
تمتم بكلامه وأخذ يدّها يتوجه بها لبابها ، يفتحه لها وركبت هي بطواعية تستغربها ، سكر الباب وزفرت هي كل نفسها يلي كتمته بداخلها ، زفرت تعدل ملامحها : وش فيني !!
ركب السيارة جنبها ، يشغلها وأبتسم يلف بنظرة لها ، ولفت هي بنفس اللحظة تلتقي عيونهم للمرة الثانية ، لكنّها تحسّ هالمرة برجفة أكبر داخل قلبها ، قُربة يربكها وتوها تستوعب ، صدت بنظرها وضحك هو يحرك من القصر...
-
-
~ بيت راشد
كان متمدد على سريرة يتأمل السقف يتذكر كلام غروب له بيوم ملكتها ،ويعرف سبب ردّها عليه بهالشكل يعرف أنها ماغفرت أول خطاه ومايلومها : الله يسامحك يابدر ، الله يسامحك على تشتيتك لهالعايلة
كان هو أول شخص تشكي له من بدر ، كان هو أول شخص تطلب مساعدته وهو يلي ردّها وبأسوأ شكل ، ردّها بتكذيبة لها ، ماصدّق دموع عينها ماصدق حلفانها ووقف مع بدر ضدّها : والله أني ندمان ياغروب والله
وسط ليلة تشابه هالليلة ، وسط زحمة النجوم فوق السماء كان هو تحتها ، هو يتأملها لحد ماقاطعت تأملاته غروب يلي تمتمت بثقل الكون : عمي بكلمك
أعتدل هو بجلوسة ، يأشر لها على المكان جنبه : أجلسي
كانت صغيرة ، كانت ببدايات مُراهقتها ، وأُرهقت بأيام مراهقتها أُرهقت من بدر وماقدرت تصبّر أكثر ، وخالد أول شخص يطري عليها بعد أبوها ، هي ماتقدر تشكي لأبوها وهي تعرف وش مُمكن يسوي ، هي ودّها ينتهي كل شيء بالسكات : عمـي ، بدر مايخاف ربه
عقد حواجبه بأستغراب يلف بنظرة لها ، وبلعت هي ريقها لثواني تمسح دموعها من نزلت تجرح خدّها : قرّب مني ، مرتين والثالثة اليوم ، ما أقدر أرده لحالي ياعمي ما أقدرة !
زفرت لثواني تحاول توقف شهقتها ولفت بنظرها له تبعد شعرها عن ملامحها : كلّمة يمكن يسمع منك وتنتهي المشكلة قبل تكبر مابغى بابا يعرف الله يخليك !!
هز راسه بالنفي يبتسم لها : غروب كم مرة بقولك لاتكثرين مسلسلات ؟ لاتظلمين ولد عمك وأرجعي لبيتكم أبوك الحين يدورك
كانت تناظرة بذهول ، تتعجبّه وضربت صدرها تنطق : شايفني بحالة تسمح لي أكذب ؟
هو عصب وزادت عصبيته من نبرتها يلي كانت أشبة بالصراخ ، وقف ينطق بغضب يرص أسنانة : ولد عمك مايخطي ! لاتتبلينه ياغروب وأندمك أنا بداله ! أحترمي نفسك وقومي عني قبل أمد يدي !
جفت دموع عينها من ذهولها ، جفت ومانطق لسانها بالحرف تشوفه لمن تركها ودخل غُرفته يسكر الباب بكل قوته يفز جسمها من صوته ...
رجع خالد لواقعه يمسح ملامحه : كانت بتكون تحت ظل أبوها لو مارديتها ، بتكون بأمانه ياخالد
-
-
~ سيارة مِتعب
كانت تتأمل الشوارع من شباك سيارته ، تعجبها المباني وأنوارها يلي تخفف عتمة الليل ، وكان هو يسرق النظر لهدوءها ومايعجبه هدوءها لهالسبب شغل المُسجل
كانت هي منسجمة لحد ما أشتغل المسجل يقاطع كل هيمانها صوت المُغني ، ولفت بنظرها له تتمتم بذهول : هذا وش !!
لف متعب بنظرة لها يبتسم لأنها تخلت عن هدوءها ، وتمتم بعدها بتساؤل : الشيلة ؟
هزت راسها بالإيجاب ترجع ظهرها للخلف ورفعت يدّها تتحسس جبينها ماودّها تصدع : غيرها لوسمحت
هز راسه بالنفي يعلي الصوت أكثر : ليه أغيرها حلوة ! أسمعي أسمعي وش يقول
تمتم بكلامه وبدأ يردد وراء المُغني : ياصاحـبي ماتهون وصاحبك مايهان  أنا تراني على هقوتك واللي تبي..
الحب بلوى هم من هموم الزمان
توسعت حدقة عيونها بذهول تلف بنظرها له ، هو جاد ويغني وراه ، ماقدرت تتحمل أكثر وقفلت المسجل ، تتتمتم بجدّية : لوسمحت مابغى أصدع !
ضحك هو بذهول يلف بنظرة لها يتمتم بعناد : ولوسمحتي أنا مايقنّد راسي إلا هو !
رفعت حاجبها بذهول تلف بنظرها له ، وكانت بتنطق لكنها تراجعت ورجعت نظرها للشباك ، يستغربها هو : ليش سكتي ؟
هزت راسها بالنفي تعدل عبايتها : كنت بجادلك
هز راسه بـ أيه : ووش ردّك عن الجدال ؟
لفت بنظرها له تنطق بجدّية : ذوقك
ضحك هو بذهول ضحك هو بذهول لأنها ماتمزح : وش بتشغلين يعني هيفاء وهبي ؟
توسعت حدقة عيونها بذهول تلف بنظرها له : تعرفها ؟
أبتسم لثواني يهز راسة بالإيجاب ، وتنهدت هي ترجع نظرها للشباك : خليك على الشيلات لوسمحت
ماجاوبها ورجع يشغل المسجل من جديد وضحكت هي لثواني تعدل جلوسها : الحين أنت جاد ؟
هز راسه بالإيجاب يبتسم ، ورجعت هي ظهرها للخلف تناظرة بذهول لأنه مُصر وللآن يغني معاه ..كانت أصابعه تلعب على الدركسون عينه مرة على الطريق ومرة عليها ومع كل مرة يلتفت لها يتلون ثغرة أبتسامات ، أرتعد قلبها للحظة من لف لها وسط إندماج صوته مع صوت المغني من لف يغني كلمات الشيلة قاصدها : من زينها الطاغي يغارون كل الزيان  العنق عنق المها والعين عين الظبي .. موتن حمر وأن تثنت كنها الخيزران.
أبتسمت بخجل لوهله تصد بنظرها عنّه ، طغيان مشاعرها عليها صار ينعكس على عينها ، صارت عينها تبتسم مثله وماتصدق يلي هي تعيشه معاه ماتصدق شعورها جنبه وذات شعورها الثقيل رجع يتجدد بداخلها لكنه بتجبّر أكبر هالمرة وماقدرت تحكّمه ولا قدرت تحكّم برودة يدّها ...
-
-
~ القصـر الخالـي ، أحد الجلسات الخارجية
كانوا البنات لوحدهم هالمرّه بدون الكبار .. عدّلت صِبا جلوسها تلف بنظرها لوَتر : الحين صدق صدق سؤال محيرني ، مِتعب متى لقى وقت للحب والحركات الحلوة هذي ؟ معليش بس من كثر ما أني أحسة مشغول فقدت الأمل أنه يحب وتصير رومانسيات بحياته بعيدًا عن الأكشن اللي يشوفه كل يوم !
أبتسمت وَتر لثواني تاخذ عصيرها من على الطاولة : لاتسأليني سؤال ماعندي جوابة !
ضيّقت صِبا عيونها لوهله تتمتم بسخرية : علينا ؟
أبتسمت وَتر تركز بنظرها عليها : يعني متوقعه مِتعب بيقولي عن حُبه وحركاته الحلوة ؟
أبتسمت بيادر تتكي بيدّها على طرف الكنبة : اللي يصدم أبتسامة غروب لما جاء ! كأنه جاء ينقذها منّا طول الوقت مالها ملامح ولما جاء أبتسمت أبتسامة الملهوف ، لا ولما قال أنه يبغاها تغلّت عليه ! ماهي منطقيه هالبنت ماحبيت تناقضها ! من أول نظرة حسيت حتى هي ماتعرف نفسها ماتعرف هي وش تبغى !
عقدت وَتر حواجبها لوهله تتمتم بذهول : تقيمين شخصية غروب أنتِ؟
هزت راسها بالإيجاب : ليش ما أقيمها ؟
ضحكت وَتر بذهول تشتت نظرها لوهله ، ولفت لها بعدها تتبدل ملامحها ، تنطق وبدايات الغضب بدت تبان على نبرة صوتها : مايحق لك ولو كان عندك ملاحظات أحتفظي فيها لوسمحتي ! غروب قبل لاتكون خطيبة أخوي كانت صديقتي قدمي ملاحظاتك على هالأساس طيب؟
رفعت حاجبها بذهول تلف بنظرها لصِبا : تشوفين بنت خالتك ؟
تنهدت صِبا ترفع كتفها بمعنى"مالي دخل" : لاتدخلوني بينكم أنا أنسانة أدور راحة بالي
أبتسمت وَتر لثواني : فاهمه الحياة صح بنتي
رفعت صِبا حاجبها بغضب تلف بنظرها لها : لوسمحتي وش بنتي ؟ الفرق بيننا سنة ترى ! لاتحسسيني أني طفلة
هزت راسها بالنفي تجلس براحة تعدّل شعرها وتمتمت بأبتسامه ودّها تغيظها : بنتي يعني بنتي رضيتي أو لـ..
ماقدرت تكمل كلامها من لمحت حركة صِبا من لمحت ملامحها وكيف كانت عاضة على شفتها ناويتها ، وضحكت  بذهول تتخبى خلف الكنبة : خلينا نتفاهم طيب عطيني فرصة أشرح لك !
هزت صِبا راسها بالنفي تاخذ الفازة من على الطاولة : ماعرف وش يعني تفاهم تعالي إذا ماودك هالفازة تنكسر على راسك !
ضحكت بذهول تهز راسها بالنفي : ماتسوينها !
رفعتها صِبا وصرخت وَتر تنزل تحت الكنبة ، بذات اللحظة اللي تأففت فيها بيادر توقف : جالسة بين أطفال أنا ! مع السلامة
تمتمت بكلامها وتوجهت للقصر ، يتبعونها بنظرهم وضحكت وَتر ترفع نظرها لصِبا : مو منجدها هذي !
زفّرت صِبا لثواني ترجع الفازة على الطاولة ، وتوجهت لوَتر تحاوط أكتافها ، تتمتم بتنهيدة من تذكرت أخوها وقلب أخوها : أتركيك من بيادر وقولي لي وش صار بقلب أخوي عندكم ؟ رجعتي تسرقينه مثل أول ولا للحين الأمانة عند أهلها ؟
سكنت ملامحها لوهله ومايسكن قلبها أبد صار يرتعد أكثر ، صار يألمها أكثر لأن قلبه كان معاها من أول معرفتها بالحُب ، يألمها أكثر لأنها صارت تحتار وماتلقى جوابها بولا مصدر من مصادرها الأولى اللي كانت أولها عيونه وثانيها كلامه وأخرها كانت مُداراته لها من بعيد ، رفعت نظرها لفوق تأخذ نفسّ من ضاق قلبها بهاللحظة تحسّ بالكتمة تكتم صدرها ، وعقدت صِبا حاجبها لوهله من ملامح وَتر : وش صار وَتر ؟
ماجاوبتها وتقدمت للكنبة تجلس بزاويتها تحت نظرات الأستغراب من صِبا ، رفعت رجولها لصدرها تلمهم له ودّها نبضها يهدى ، بذات اللحظة اللي حنّ فيها قلب صِبا تجلس يمينها تقلّب ملامح وَتر يعصبها ، هي من ثواني كانت تبتسم كان صدرها يفيض سعادة ، لكنّه يتبدل مع موضوع قلبها وموضوعه يتبدل لأنه ماعاد لها مثل أول : ماعادت القلوب تشتهي بعضها ياصِبا ماعاد قلبه مثل أول عندي
هزت صِبا راسها بالنفي توقف من على الكنبة ، تجلس على الطاولة اللي تقابل وَتر وشدّت كفوفها تحاول تفهم منها : من قال هالكلام ؟ من لما صحيت على الدنيا وأنا أشوف بوادر حُبكم لبعض ! أشوف الشرارات اللي تتبادلونها بنظراتكم ! وَتر تذكرين لما حرق يدّه عشان يسوي لك كوب أسبريسو ؟
عضت شفتها لثواني ماودّها دموع عينها تنزل وهي أساسًا كانت تفيض : هذا أول ! أول ياصِبا الحين بحياته وحدة غيري
توسعت حدقة عيونها بذهول توقف ، ترجع شعرها خلف أذنها ماتصدق كلامها : أنتِ مستوعبة وش تقولين ؟ مستوعبة بوش تتهمين قلب أخوي ؟ وَتر رماح مايحب غيرك ولا تجي بنت بقلبه مثلك !
ضحكت صِبا بسخرية ترفع ملامح وَتر لها تركز بنظرها وسط عينها : حتى أنا ماحبني مثل حبه لك ! وأعرف الفرق بيّنا أعرف أني أخته وأنك اللي يحبها لكنه يحبك أكثر من حبه لأخته!
هزت وَتر راسها بالنفي تضحك بسخرية ، تضحك وسط دموع عينها ودّها تصدق لكنّ التصديق مستحيل بقد صعوبته مستحيل : مايحبني كلام الأمس محاه اليوم ، حاولت أشغل غيرته حاولت أحرق قلبه وما أهتم ! ما أهتم وماجاوبني نفسه رماح الصخرة مابين لي هو مايهتم ولا مهتم
هي تختبر حُبه لها بكل فرصة ، هي تدور جواب عند الكل وأولهم ليلى ومالقت جوابها لحد الآن : قلت أن فيه خطيب وقلت أني بوافق عليهم ، تعرفين وش سوا ؟
ضحكت بسخرية تنزف عينها أكثر : ماسوى شيء ! على الأقل مايضيعني بأمل كاذب على الأقل يعطيني جوابه صريح مابي أعيش بين ذكرياتي معاه وأنا مابعيش حاضري معاه
أجهشت بكي بهاللحظة تحنن قلب صِبا عليها ، تنزل دموعها معها وأنحنت عندها تحضنها ، تُجهش بكي وسط حضنها ماتعرف تواسي وهي تعرف أن دموع وتر ماتكذب ..
-
-
~ عند مِتعب
وقفت سيارته وسط المكان ، المكان يلي كانت هي  تستغربه ويعجبها بجنون لأنه غريب وتصميمه غريب مثل ذوقها ومثل ماهي تحب ، نزلت من السيارة تعدل طرحتها على شعرها ، تتأمل المكان بتعجب ! ، ونبض قلبها للحظة من حست فيه يخلل يده بيدها ، ماودها تبتسم له ماودها تبيّن له شعورها ، ومشى وهي جنبة يدّها تعانق يدّه ونظرهم للمدى ، دخلت مع المدخل الواسع معاه ، هي مع توسع وعلو المكان تحسّ أنها مثل الفراشة الصغيرة وسط قلعة كبيرة وهذا أقرب وصف لشعورها بهاللحظة مع جمال وشكل المكان ، لفت بنظرها له بذهول من لمحت بِركة تتوسط قلعته ، بركة داخلها إوز وأبتسمت بإعجاب تلف بنظرها له : واو !
أبتسم هو يجلس على طرف البِركة ، وأشر لها تجلس قدّامه ، وجلست هي تبتسم من قرّب الإوز منهم : حلوين بزيــادة!
أبتسم لثواني يهز راسه بالإيجاب : فيه أشياء ثانية أحلى
إنهى كلامه ووقف يمد قلبه لها : تعالـي
ينبض قلبها بجنون لأنها ماتقدر ترد يدّه وهو يمدها لها بكل فرصة ، رفعت يدّها له تمسك يدّه ووقفت معاه تحس بحرارة يدّه تنتقل لها وتنتشر داخلها كلّها ، كانت تحسّه يستثقل الخطوة معاها ، مثل اللي ودّه ياخذ كل الوقت له ، مثل اللي ودّه يتنعم بلحظاته قُربها ، وأبتسمت لثواني لأن هذي خيالاتها هي وماتعرف بواقعيتها ، رجف قلبها من ترك يدّها وأختار خصرها من كانت يمينه تحاوط خصرها وماقدرت تلف بنظرها له بهاللحظة تخاف يبان شيء على عينها ، قربها له تسايرة بنفس خطواته وماتختلف بينهم الخطوة ، كانت تستغرب هدوئها معاه تستغرب سكوتها عن كل خطوة يمشيها لها تستغرب أنها ماترد شيء منه وتقبله بشعور يُثقلها أكثر من قبله ، ماحست بالوقت فعليًا ماحست لأن كل تركيزها على يدّه ومكان يدّه ، ماحست إلا من وقفت خطوته قدّام شبك النياق توقف خطوتها معاه ، وضحكت من رفعت نظرها وكانوا قدامها ، وتمتمت بسخرية : ما أستغربت
ضحك مِتعب لثواني يلف بنظره لها : عشان الشيلات يعني ؟
هو لأول مرة يحس أن ودّه يتأمل ويتأمل ومايشبع تأمل ، لأول مرة يكون منه الإهتمام بملامح الشخص يلي معاه ، ملامحها وهي تبتسم وهي تخجل حتى وهي ساكنه ودّه يتأمل كل تقلبات ملامحها ، تنحنح لثواني يلف بنظرة للنياق يأشر على ناقة كان على عِنقها شال أحمر : هذي ملتقى
كان نظرها على مُلتقى لحد ماهو قال أسمها تلف بنظرها له بإستغراب : تعرف أنك غريب صح ؟
ضحك هو بهاللحظة ضحك لأنه ماكان متوقع هالكلمة تتكرر من جديد ، تسمع صوت ضحكته وتبتسم لها ، تتأمله من سند نفسه على الشبك يمسح ملامحه من كان مُستمر بالضحك وتستغربه : ليش تضحك ؟
تنحنح لثواني يوقف ضحكة يلف بنظره لها : تعرفين أنها ثالث مرة ؟
عقدت حواجبها بإستغراب تهز راسها بالنفي : أيش ثالث مرة ؟
أخذ نفسّ يثبّت نظرة وسط عينها : تقولين لي فيها عن غرابتي
رفعت حاجبها لوهله : الأولى أتذكرها والثانية الحين ! الثالثة متى ؟
أبتسم هو يلف بنظرة لها يقرّب منها خطوة : وقت تتذكرين أنا مين بتعرفين متى
ماكانت تفك إستغراب مِنه ، بقلبها أسئلة ماتنتهي ولا لها أخر وتعرف أنه مايجاوب ولا ودّة يجاوب لكنّها نطقت بجدّيه تتشكل على ملامحها : مين أنت ؟
صد بنظرة للنياق وتنهدت هي بإسى : ليش ماتكون واضح معاي ؟ ليش بكل مرة أقابلك تتراكم علي أسئلة كثيرة بدال لا ألقى جواب للأولى ؟
لف بنظرة لها يتنهد : بتلقين كل أجوبتك لما تصيرين لي ، لما تنورين دنيتي وكوني لما تنفذين أول طلب طلبته منك
هي تعرف أن  أول طلب طلبه منها "الزواج" وصار اللي هو يودّه بدون لا يشاورها حتى ، ورغم أنها تبغض أخذ القرارات عنّها إلا أنها مانطقت بالحرف لا له ولا لأمها وهذا يلي يزعّل خاطرها أكثر : رجعني
هز راسه بالنفي يلف بأكمله لها ياخذ بيمينها : ماشفتي كل المكان
سحبت ذراعها منه تمشي للبوابة : ماودي بأسئلة أكثر تكفيني اللي اليوم
وقفت خطواتها كلّها ماتكملها ، وقفت من حسّت فيه يحاوطها من خلفها ، يوقف نبضها مع خطواتها ومن أنحنى لها يغرق مابين عِنقها وكتفها : تنتهي أسئلتك ياغروب تنتهي لما تنورين دنيتي وكوني
رغم طُغيانه عليها قادرة تبعده ، قادره لأنه يصعّب علاقتهم بأنه يزيد حيرتها فيه ، بعدت يده عن خصرها تلف كلها له تأخذ نفس يقوي نبرتها : كيف أنور دنيتك وأنا غروب ؟ كيف فهمني ! كيف تطلب المستحيل !
تنهد لثواني يرجع شعرها خلف أذنها يقبّل خدّها وهمس قريب لمسامعها : مثل ماغربتي حزن أبوك ياغروب حزنه
وقف إستيعابها بهاللحظة وقف لأن ماحد يعرف بأسمها وسبب أسمها غيرها وأبوها حتى أمها ماكانت تعرف ، تبدلت ملامحها للأستغراب ووقفت الحروف بلسانها ماقدرت تتكلم من كمل خطواته "بدونها" للبوابة ماقدرت لأنه ترك أسئلة جديدة مثل كل مرة ، عضت شفتها لثواني ترفع يدّها لجبينها صدّعت ، وتموت من ألمها ، بيزيد حبل أفكارها وبتنشد العُقدة أكثر من قبلها ، هي كل ماحست بأنها قرّبت تنفك زادت تعقيد وزادت صعوبته ...
-
-
~ القصِر الخالـي ، وسط أحد الجلسات الخارجية
قدرت تهديّ شوي من دموعها ، قدرت تسكنّ فيضان بُركانها بعدما فرغت أكثر من نصفه بحضن صِبا ، هي بقت لوحدها وسط الجلسة لأن صِبا دخلت تجيب لها شيء يدفيها ، شيء يذوب جليد ملامحها بعدما غرّقت وجهها بالدموع ، كانت تحضن رجولها لصدرها وتتكي بظهرها على الكنبة ، يسرقها حتى وهي تبكي بسببه ، حتى وهي تتألم منه ، وقف نبضها بلحظة وحدة بس ، لحظة حست فيها بشيء دافي يلمس خدّها ، شيء كان أدفى من بُركانها الفايض من ثواني ، شيء تعرف صاحبة
بدون لاتلف بنظرها له ، وتأكدت من معرفتها أساسًا من نطق هو : ليش جالسة لحالك ؟
كانت قُبلة منه ، قُبلة ذوبت جليدها كلّه ، قُبلة طالت مُدتها لدرجة تحس فيها للآن : متى تخلص أمي ؟ عشان نمشي
أبتسم لثواني لأنها ساكنه ، ورجع ينحني لها من جديد ، لكن هالمره أنحنى يتأمل ملامحها هي بدال لايقبّل خدّها .. كانت وَتر أو هو يتخيل ؟ مسح ملامحه لثواني يتكي بالجهة المعاكسة للكنبة ، نظره للقصر ونظرها هي على جدار القصر يلي كانوا يقابلون بعض : قل نومي أثر علي ؟ صِبا جاوبيني أتخيلها ولا أنتِ هي ؟
عض شفته لثواني من سمع صوت شهقتها ، من سمع صوت أنينها بعدها ومن لف بنظرة لها ، بذات لحظة أنحنائها تغطي ملامحها بكفوفها تبكي بصوت يجرح قلبه قبل مسامعه : سامحيني
هز رماح راسه بالنفي يغمض عيونه يتنهد بثقل الكون كلّه ، ثقل مايحسّه إلا معها ومن تطري عليه : لا ... لاتسامحيني ما أستاهل سماحك
كان صاد ومارجع يلف بنظرة لها ، كان يسمع صوت أنينها وماقدر يلف لها ، ماقدر ياخذها لحضنه ، ماقدر يعطيها كتفه تبكي عليه وماقدر يسكت وهو يسمع صوت ألمها بهالشكل : لاتنزل دموعك علي ولا تنزل من بعدي ، تستاهلين غيري تستاهلين اللي يعفّك وماينزل دموعك ، مايجرحك بدون قصده مايجرحك وهو مايسوي شيء
كان الكلام الأكثر من نصيب رماح هالمره ، كان هو يلي يتألم من ألمها ومن ألم شعوره وقلبه ، يتألم لأنه طول أيامه يفكر بإعذار ماتنتهي ، كان يحس بجمرة داخل صدرة ، جمرة تنشر لهيبها على كل داخله ويموت من حرارتها ، ويزيد موته من نطقت هي يتحشرج صوتها من كثر مابكت : مابي غيرك لو غيرك كثير ! مابي إلا أنت وما أحتاج إلا أنت
رغم تحشرج صوتها هي نطقت بحاجتها خلف بعضها ، ماوقفت حروفها بلسانها ونطقت بشعور قلبها مايهمها شيء : كنت تدورني قبل أجيك ! كنت تقولي أحتاجك وأجيك بكل مراتك ، كنت تغني حبك لي كنت ترسلني للغيوم وماترجعني !!
رجف صوتها بهالحظة رجف من نطقت : ليش طيحتني من فوق غيومك على وجهي ؟ كان يناسبني المكان كان يعجبني ! كان لي !
أنعدمت عنده الرؤية أنعدمت من تجمعت دموع عينه ، قريبة له ومايقدر يلمسها ، قريبة ومايقدر يطمن قلبها : مهما لملمت حروفي مابلقى جواب لسؤالك ، مابيناسبك أي عذر أقوله ، لكنّي أطلبك تسامحيني
هزت راسها بالنفي تلف له ، كان قريب على ذات الكنبة يلي هي جالسة عليها ، كان نظرة على القصر وماهو عليها ، ثبتت يدّها فوق يدّه يلي كانت على طرف الكنبة ونطقت بأمل فيه أمل ماينقطع : أرضى بكل شيء كل شيء رماح بس يقضي عمري معاك ، أنت كل شيء بالنسبة لي ، أنت نجاتي من غرقي !! كيف تتركني بهالسهولة بدون جواب يهدي ناري ؟ كل يوم ، كل يوم صدري ينزف يبغاك !
سحب ذراعه منها ، سحبها يمسح دموع عينه ، وتمتم وأنظارة لحد الآن ماقربت صوبها : أفقدي أملك فيني ما أصير لك لو كل الدنيا تطلبني
تمتم بكلامه وجبّر خطواته لسيارته ، جبرها يمسّح دموع عينه ، كيف ماميزها ؟ كيف مافهم أنها وَتر ؟ كان غارق وسط شعوره أكثر من غرقه بأسبابه وبأنه ماقدر يميزها ، كان يموت من قهرة لأنه بكل مرة يجرحها أكثر من قبله ، لأنه مع كل فرصة يزيد بجروحها وتتألم ورغم الألم راضية بناره
-
-

أنتِ بين النفس والهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن