ليليث

104 52 62
                                    

تقدمتُ لباب الغرفة حتى أغادر لكنها سحبت جسدها بإنسيابية ووقفت قبالتي وهي تضم يديها لصدرها

"تحسن وغادر"

أنزلت رأسي قليلاً وأنا أحدق بوجهها كانت تصل لنصف صدري تقريباً
ابعدتُ خصلات شعري الذي بات يزعجني بطريقة فظيعه وانا أعود للخلف مبتعداً عنها

"أنا سأتحسن عما قريب أبتعدي من أمامي"

كانت جامدة كالتمثال بمكانها عقدتُ حاجبيّ وأنا أنظر لضوء ينبعث من خلف رأسها وأصابع طويلة تمتد على خصرها وفخذيها أبتلعتُ لعابي وانا أتراجع ببطئ للخلف

"ما أنتِ.. هل أنتِ انسانه؟! "

تحركت شفتيها بأبتسامة مقززة وفمها ينشق من الأذن للأذن وهي مازالت تعقد يديها دون حراك غارت عينيها واختفت
ليبدو مكانهما كإنهما بئر مظلم

تقدمت نحوي كما لو إنها كائن بحري مقزز
أطراف يديها ورجليها أصبحت طويلة ببشاعه، ولسانها يتدلى من فمها يلامس الأرض، قفزتُ على السرير ناسياً كُل الم صغير بجسدي

"ابقي بعيدة عني يا هذه"

تراجعت للخلف تزامناً مع صعودها على السرير وهي تجر يديها خلفها مما سبب سقوطي بقوة على الأرض من الجهة الأخرى
اتكئت على معصميّ لأرفع نفسي لكنني انزلتُ جسدي على الأرض
وأستلقيت عندما أقتربت منحنية فوقي مستقرة
على جسدي
تحرك لسانها على أنحاء جسدي وبالتحديد على مكان الطعنة بخاصرتي سحبت الضماد عني بأصابعها الطويلة ورمته بعيداً

صرختُ بقوة وانا أشعر بلسانها يدخل داخل أعماقي رفعتُ يداي وانا أدفع بوجهها عني بقوة
إلا أن ضوء أبيض قوي خرج من عينيها أعمى بصيرتي

لحظات من الهدوء والسكينه، لم أشعر سوى بثقلها على جسدي يختفي شيئاً فشيئاً

رمشت عدة مرات وأنا أنظر لأمامي، كانت تقف بجانب الباب تعقد يديها وأنا أقف قبالتها وكان كما لو إنهُ لم يحدثُ شيء منذُ قليل

حدثني الصوت داخل رأسي مُجدداً..

"لقد شُفيت زودياك عليك إن تُطهر الأرض من المزيد الآن وحالاً"

أنزلتُ رأسي ورفعت القميص لأتفحص مكان الطعنة وبالفعل لم يكن هناك أي أثر لا للضماد ولا للجرح رفعتُ رأسي وأذ بها كانت تحدق بخاصرتي في صدمة، رفعت رأسها ونظرت لي هامسة بدهشة

"ما هذا كيف، أين اختفت الإصابة؟! "

أنزلت قميصي وانا أجرها لتبتعد من أمام الباب
إلا إنها تشبثت بذراعي بقوة وهي تبحلق بي بعيون متسعه

زودياك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن