الفصل الرابع والعشرون

Start from the beginning
                                    

★★★★★★

اعتدلت "أعتماد" في جلستها علي الفراش بعد ان رأت قدوم نجلها الأوسط يتقدم نحوها، جلس "سالم" علي مُقدمة الفراش مُمسكاً بكف يدِها مُربتًا عليه مُتسائلاً:-
-كيفك ياما طمنيني علي حالك
ربتت علي يده بأطمئنان مُجيبة بأختصار:-
-زينه ياولدي كتر خيرك
رمقها بنظره مُعاتبه قائلاً:-
-اكديه يا أم عبدالله عتشتميني ايه كتر خيري دي
مثل عليها الزعل المُصطنع لأخراجها من حاله الحُزن التي خيمت عليها مُنذ أربعة ايامٍ، ابتسمت رغماً عنها مُطمئنه إياه:-
-أمك زينه ياسالم مايتخافش عليها قوم ياولدي روح مشوارك.. اليوم خطبه بت عمك ايه اللي مقعدك لدلوق وبارك لمرت عمك بالنيابه عني
اكتفي مُبتسماً إليها بهدوء ثم انصرف مُغادراً، فور خروجة دلفت "نهلة" بخطواتها الثقيلة مُقتربة من فراش والدتها تحت أنظارها المُعلقة عليها بتعجُب لحال تلك "النهلة" في ايامها الآخيرة، تمددت "نهلة" علي الفراش وبدون مقدمات وضعت رأسها علي قدم والدتها ثم أغمضت عينيها مُستعدة إلى النوم، اشطاطت "أعتماد" من فعلتها دفعتها بعيداً عنها بقلب تجردت منه الرحمة هاتفة بحديث حاد:-
-ايه الجلع الماسخ ده يابت عيله اياك علي عمايلك دي
رمقتها "نهلة" بنظرة مُطولة ثم أجابتها بهدوء مُريب لم تتوقعة "أعتماد" أبداً:-
-لما انام علي رجل أمي عشان أحسس نفسي شوي بحنانها اللي محستهوش أبداً ابقي بتجدلع، قلبك كيف الحجر ياماي مهيلينش أبداً
انهت حديثها مُغادرة تحت أنظارها المذهولة، قضبت جبينها علي حال كُل سُكان المنزل الغُرباء، تركت لدموعها العنان بالنزول مُحدثة نفسا بلؤم:-
-الله يجازيك ياحسن كل اللي اني فيه دلوقت انت السبب فيه كرهت ولادي فيه

★★★★★★

بهجة.. الأجواء تشُع بهجةً وسعادة، بعد اعوامٍ مضت وأخيراً دخلت السعادة المنزل مُحتضنة الجميع، لم يكُن مُجرد عُرس بل انها سعادة عاشقة فرحة بقُرب من سرق قلبها المُحب.
خرجت نجمة من غُرفتها ماشية نحو البهو تحت نظرات الجميع خاجلة بشده، غير عابئة لتلك العيون التي تُطالعها بعشق تخطيّ كُل الحدود.. لم يشعُر بحالة إلا علي صوتها بعد ان وقفت أمامه.. رفعت عينيها التي تلمع بلمعة من نوعٍ خاص مُبتسمة إليه بجاذبية جلعتة يذوب.. وبدون مُقدمات شرع في مد كف يدِه إليها طالبًا منها بنظراتة الذهاب إليه، لم تُعطي عقلها الفُرصة للتفكير بل انها لبت نداء القلب وسارت أمامه دون اشتباك يدهاِ غامزه إليه بشقاوة، فسعد قلبه كثيراً مُرحبًا بما تفعلة.

علي الناحية الأُخري قطبت "خلود" الجالسة جانب زوجها في السيارة أمام منزل"توحيدة" حاجبيها بضيق شديد وانزعاج، بعد ان ارغمها زوجها بالحضور معه حفل صديقة "جميل" وافقت علي مضض بعد ان اصر علي اقناعه بعدم مُرافقتة، استسلمت لأمرها كي لا تنكشف أسرارها وبداخلها تلعنه علي ما ستتلقاه اليوم.. عانت الكثير لأخماد مشاعرها والحرص علي عدم التقاء اي شخص ما كان بماضيها.. واليوم ستلتقي بهم دفعه واحده.
تأفف "محسن" بأنزعاج شديد من تصرفاتها التي تُزعجة وتُثير استقزازه وبجداره، طرق علي المقوده بأنفعال هادراً:-
-ناويه تندلي معاي ولا هدنك مطرحك
طالعته بأعيُن مُترجية ان يُعيدها إلى المنزل، قابل ترجيها بجفاء وحده اثناء تركة للسيارة:-
-دنك مطرحك اني ماشي
لم يترك لها الفرصة لقول اي شيء، انسحب بهدوء نحو الداخل مُحافظاً علي ماتبقي من هدءة، نظرت حلولها بحيرة، دقه خوف وقلق هزت عرش قلبها لم تتعرف علي مصدرها، ظلت ناكسة رأسها إلى ما يُقارب الدقيقتين بعقل اُرهق من كثرة التفكير، حسمت أمرها اخيراً بقرار الحضور من أجله، ترجلت من السيارة غالقة بابها بأحكام.. مشت بخطواتها إلى الأمام بقدمين يتراجعين إلى الخلف.
اتسعت عينيها بذهول عند رؤيتها له يصف سيارتة جانب سيارة زوجها.. تصنمت قدميها بالارض حين شعرت بثُقل في خطوتها لمعت عينيها بأشتياق جاهدت كثيراً أخفاءه لكنها باتت بالفشل، هدءت خطوات "سالم" بعد رؤيتة لها عن بُعد، لن يُصدق رؤيتها، فقد ادهشة وجودها، علي علم ومعرفه بكُرهها الشديد نحو "عشق وعائلاتها" فما سبب حضورها.
تنحنح مُنظفًا حنجرته ثم أكمل طريقة بهدوء ذاهبًا إلي الداخل دون التفوه بشيء، سقطت دمعه تُعبر عن الكثير والكثير بعد ان تخطاها وكأنها شفاف لا وجوده له، للمره التي لا تعلم كم عددها سلب روحها بلمح البصر وغادر.
كان هُناك اعيُن تُتابع ما يحدث بقلبٍ ينفطر من رؤية ما حدث علي جهتين مُختلفتين كلاً منهما يُتابع ما يحدث في صمت «عشق علي جهة، ومحسن علي جهه أُخري»
خطت "عشق" إلى الداخل بعد نداء والدتها، أما "محسن" فمشي نحوها بعد أن لملم شتات نفسه حتي لا يُظهر لها شيء
تحدث بجمود ونبرة لمع فيها الحزن:-
-خلينا نمشي
استغربت حديثة، ولهجتة.. اجابته بثُقل:-
-انت لحقت وبعدين اني كت جيالك
-باركت وعملت الواجب ملوش لزوم تدخلي مكان منتيش رايداه
تنفست الصعداء بهدوء فور سماعها لحديثة، كي لا يُصعبها عليها أكثر من ذلك.. اوامت له مُبتسمه رغماً عنها حتي لا تُظهر له شيء وسارت أمامه في صمت

عشق تخطيّ عنان السماء (بريق العشق) Where stories live. Discover now