الفصل 30

146 10 4
                                    

" الضابط "


فتح عمر أحد الملفات الموجود فيها أسماء العمال و الموظفين الذين كانوا يعملون منذ سنين في مصانع و شركات الخديوي، و بعض المعلومات عنهم ، و الذين ماتوا في الحريق أيضًا!، ليقع نظره على اسم أحد العمال و يقرأه بصوت مسموع و هو عاقد حاجبيه:

فتح الله السيد فتحي البنداري!

نظر عمر للفراغ أمامه و احتسى رشفة من قهوته ثم ابتسم ابتسامة جانبية و كأنه يفكر في شيء!

نظرت له مريم بإستغراب قائلة:

مين ده يا عمر؟

نظر لها عمر بشرود قائلاً:

هاا..

زفرت مريم قائلة:

مين ده؟

أشار عمر لمدير أعماله بالمغادرة فغادر على الفور، و كانت مريم تناظره بتعجب و عدم فهم..

لينظر لها قائلاً بإبتسامة:

مريم.. هو انتي مش ملاحظة حاجه؟

مريم بإستغراب و ضيق:

عمر متلفش وتدور.. في ايه و مين ده؟

ابتسم عمر ابتسامة جانبية قائلاً:

مانا لو قولتلك هتتخانقي معايا و هتكرهيني!

عقدت حاجبيها قائلة بضيق:

ليه؟ عملت ايه يا عمر علشان اتضايق منك؟

عمر بإبتسامة باردة:

لا انا معملتش... انا لسه هعمل..

مريم بعصبية:

عمر انت بتقول ألغاز ليه؟

رجع بظهره للخلف ليستند على ظهر الكرسي ثم ابتسم قائلاً ببرود:

يا مريوم صدقيني هتتعصبي و هتزعلي و انا خايف على مشاعرك..

كانت مريم ستجن و ستموت من الفضول.. ليتابع عمر بجديه:

لو قولتلك هتتفهمي الموقف و هتساعديني؟؟

مريم بثقة:

اه..

ابتسم عمر.. ثم تنهد و نظر لها مطولاً بتفكير، ليبدأ بعدها في سرد كل شيء.. و مريم مصدومه!

______________________________________
كان يجلس على الأريكة المتهالكة في صالة شقته الصغيرة ذات الأثاث القديم الكلاسيكي.. يفكر و يفكر.. و يلوم نفسه و يعاتبها، هل كان ثملاً أم ماذا؟

كم هو غبي و متهور فعلاً كما أخبرته أخته..!

لقد حطم قلبها.. هو يعلم كم هي رقيقة كالفراشة، يعلم كم هي بريئة و لا ذنب لها في أي شيء حدث.. لا ذنب لها فيما فعله أهلها!

«أحـفــاد الــ خـديـوي» Where stories live. Discover now