الفصل الثاني والعشرون

Start from the beginning
                                    

★★★★★★

بصباح اليوم التالي، وبعد ان أشرقت السماء بخيوطها الذهبية تُداعب تلك الجالسة أعلي سطح منزلهم منذ البدرية تستمتع بنسمات الشروق كما أخربت والدتها، لكن الحقيقة هي جالسة علي أمل ان يطمئن قلبها بلقاء من سَلبه لم ترفع عَينيهَا أبداً طيله جَلستِها عن باب مخدعة والذي يتواجد اعليّ سطح منزلهم « فقد بُني غُرفتين مُخصَصتينِ له بعيداً عن الضَوضَاء في أسِفل ومن أجل راَحَته أيضاً ومذَاكرتَه كي ينفرد بنفسِة».
يأست "نجمة" من كثرة طول أنتظارها علي أمل لقاءة لكن دون جدوي حَسِمت أمَرها بالنزول من أجل الذِهاب الي الجَامعة حتي لا تتأخر أكثر من ذَلك، القت نظرة أخيرة علي مخدعة ثم هبطت الي أسفل بنظرات تملوءهاَ خَيبة الأمل.
على الجانب الأخر في منزل الجار، أطلق "جميل" تنهيدة حاره خرجت من جوفة بعد مُغادرتها.. فقد رأها تنظر نحو غرفتة عند خروجه للذهاب إلي عَملة لكَنهُ ترجع ولم يخرج كي لا يُخجلها، ظل يُراقبها خلف شُراعة النافذة في صمت وأشتياق، أبتسامة هادئة زُينت شفتية وأعين مُستمتعه لرؤية مالكة القلب.
بعد دقائق بسيطة من نزوله ومناداته علي والدته خرجت الحاجة "وداد" من المطبخ بلهفة لكثره نداءاته الغير مُعتادة قائلة :-
-خير ياولدي ايه اللي صايبك من وش الصبح مش عادتك تنادم عليه كتير اكدية
تنهد بثقل ثم أجابها بنبره هادئة وأعيُن هائمة من فرط المشاعر:-
-خلصي اللي وراكي وروحي حددي معاد ويا خاله توحيدة عشان نعلنوا الخطبه
اتسعت أبتسامتها فرحاً غير مُصدقة لحديث نجلها هاتفه بسعادة مبالغة:-
-بتتحدت صوح ياجميل
قبل ظهر كفيِها مؤكداً علي حديثة:-
-صوح "يام جميل" هي الحاجات دي فيها ملاوعه
احتضنته بسعاده الكون التي احتلت قلبها فرحاً من أجل عزيز قلبها، ثم وضعت قبله حنونه علي وجنتيه هاتفة:-
-الف بركه ياقلب امك ربنا يتممهالك علي خير يانور عيني هخلص اللي وراي بسرعة البرق وطوالي علي دار الغاليه اللي خلت راجلي ضحكته منوره وشه من الخد للخد
أنهت حديثتها بحديث وصل إليه معناه، تنحنح بأحراج من والدته ثم استأذن مغادراً تحت أعيُن والدته المستمتعه والفرحة بعشق أبنها لتلك النجمة التي اضاءت حياتة بعد عُتمه.

★★★★★★

في وقت الغروب، هبطت "عشق" من شقتهما الخاصة دالفة إلي الدور الخاص بعمها، وقعت عينيها علي تلك التي يأكُلها الغضب جالسة كمن فقد عزيزً عليه واضعة رأسها علي كف يدِها مُصوبه سهامها نحو الباب في أنتظار قُدوم فريستها، يُراقب جلسها تلك " إيناس" التي تُطعم صغيرها في صمت لمُراقبه مايحدث.
القت عليهم عشق تحية السلام ولم تلتقي برد إلا من  "إيناس"  التي حدثتها :-
-تعي ياعشق واسي مرت عمك في مصيبتها
تحولت عيني أعتماد بالأسهم الحادة صوب "إيناس" التي رمقتها بأستمتاع وتلذذ لرؤية غضبها، وكأنها لم تري شيء اكملت في ثرثرتها مُخبرة عشق بما حدث:-
-مش عمك طلع متجوز علي حماتي ومهتصدقيش لو قولتلك هي مين
أتسعت حدقيتي "عشق" بعدم تصديق، ثم وجهت سؤالها لزوجه عمها من أجل الأطمئنان:-
-صوح الحديت ده يامرت عمي
رمقتها "أعتماد" بنظره حادة ولم ترُد بشيء اشاحت بوجهها عائدة النظر نحو الباب، فردت "إيناس" قدميها لأخذ راحتها في الجلوس مُملسة علي بطنها بأبتسامة بعد ان اطمئنت علي جنينها، طالعتها "عشق" مُبتسمة لفعلتها ثم غادرت إلى المطبخ لأحضار الطعام لزوجها الذي سيأتي بعد قليل.

عشق تخطيّ عنان السماء (بريق العشق) Where stories live. Discover now