الريشة الخامسة

Start from the beginning
                                    

نادى عليها عدة مرات !!!
لكن لا أثر لها في المنزل
نظر إلى طاولة الطعام
فإذ برسالةٍ ملونة بهيّة
فعلم أنها قد بدأت مرة أخرى
صفع وجهه بروية لكنه تذكر
أنه لا يملك وقتًا لذلك الآن

لكنه فتحها بروية خوفًا عند عودتهما أن ترى
الرسالة بشكلٍ غير لائق فتحزن
فيقرأ :
إلى عزيزي السيد متأخر عن المنزل
لثلاث ساعات و نصف

(ورسمت وجهًا يمد لسانه بسخرية)
فما كان منه سوى أن يضحك !
بالرغم من كل قلقه إلا أنه كان يعشق حركاتها الطفولية تلك

فيكمل :
هذه المرة عقااااااااااااااااااااابًاااااااااااااا للسيد متأخر عن المنزل
سيكون المكان صعبًا
و لن تعثر علي حتى الصباح

كان يريد أن يضحك
على مطمطتها أيضًا لكن . . .
القلق الذي بدا على وجهه أنساه ذلك حتى !

خرج مسرعًا
بدأ يفكر و هو يركض
بأين يمكن ان تكون ؟

ظن أنها من الممكن أن تكتب ذلك لتشتته
و تكون بالنهاية بمكانٍ سهل
لكنه كان يعلم أنها أغبى بكثير
أغبى من أن تفعل ذلك حتى !
و هذا ما جعل الهلع يبدأ بأكل حنجرته
و هو يصرخ باسمها بين كل الأحياء
حتى دخل في النهاية لتلك الغابة

الظلام كان دامسًا لم يستطع الرؤية جيدًا
خاف أن تكون هناك
لكنها لا تريد أن تجيب حتى لمساعدته
فهي لطالما كانت جدية بألعابها الطفولية فقط

حدسه أخبره أنها ليست هناك أيضًا
فمن المؤكد أنها ذهبت
لحيث مالم تذهب إليه من قبل
خطر على ذهنه . . . و صرخ :

إلهي !!!
هل ذهبت إلى هناك من بين كل الأوقات !!!

بدأ يركض حتى لم يعد يشعر بقدميه
يركض و الدموع تنهمر من عينيه
يركض . . . و هو يعلم أشد العلم
عن عجزه بتلك الأماكن !!!

•••••••••••••••••••••••••••

العاصفة اشتدت أكثر و أكثر
وصوت الرياح بدأ يضرب في الأجواء

كانت جالسة وحيدة و تبكي :

لقد تأخر كثيرًا ربما أعود
لكني إن عدت سيظل يبحث عني . . .

شعرت أنها هكذا ستكون كذبت عليه
و ما أدراك بعقل الأطفال في تلك المواقف

الصخور بدأت تتساقط أمامها فارتعدت !!
لم تقوى على الوقوف و صرخت . . .

••••••••••••••••••••••

وصل إلى الشاطئ و أنفاسه تخنقه
لكنه مازال مستمرًا . . .

مازال مستمرًا و هو يتذكر ملامح وجهها
عندما ابتسمت تلك الابتسامة الطفولية
لما وجدت ذلك الجرف الشاهق
الذي يهوي إلى البحر مباشرةً
لقد أدرك أنها ستفعلها يومًا به

سمع صوت صرخاتها أخيرًا
و نادى بأعلى صوتٍ
حتى زلزلت حباله الصوتية :

ابقي مكانك و لا تتحركي !!!

تيبست قدماه لوهلة لربما شعر بذلك !
لكن لا وقت للتفكير

و ما إن لمحته حتى استعادت بعضًا من شجاعتها

أراد أن يعيد كلامه لها
لكن فجأة . . .
صوته لم يعد يقوى !
و الرياح تأخذ الحروف و تبعثرها
فما كان منه إلا أن يمزق ذلك الهواء ليصل ليدها لأنه علم أنها ستقف كعادتها

و كعادتها وقفت وقد كانت بالاتجاه المعاكس للرياح فبدأت تفقد توازنها
و تهوي
و هي تنظر لتلك الصخور التي تتفتت وتقع أسفل الجرف

قفز قفزته
و كأن الزمن توقف !
وهو يحدث نفسه و حرارة دموعه ستذيب وجهه ! :
لم كان عليها الجلوس على حافة الجرف ؟
لم كان عليها أن تعصي كلامي ؟
لم لا أجيد السباحة حتى ؟؟؟

وصل ليدها !!!
و شدها مسرعًا للوراء
لكنه علم . . . !

علم أن الطبيعة
لن تخرق قوانين الفيزياء لأجله

علم أن جسده لن يتوقف
وهو يجري بتلك الطريقة

علم أن الرياح لن ترحمه الآن
و هو يسابقها

أراد أن يقبل يدها الضغيرة قبل مفارقتها !
أراد على الأقل أن يلتف بجسده !!!
نعممم !!!!
أن يلتف فحسب و يلوح لها بابتسامة

هي لم تعلم أنه كان الوداع الأخير ؟
فهو لم يقدر أن يودعها حتى

لقد سقط
و هوى و هوى و هوى . . .
يردد للرياح حروفًا عجزت أن تبعثرها :
---------------------
إن كنت يومًا ساريةً فصغيرتي أنتِ من كان
علمي

ليتكِ تشرقين لمرةٍ بعد و تنزعين عني كرب
خيَمي

ليتكِ أدركت معنى ألمي و ما تركتِ جسدي
لسقمي

ليتكِ رميتيني بسجيلٍ و لا أعميتِ عيوني
بحممي
--------------

قد أ شرقت شمس الصباح
و مازالت تنتظر أن يعود
هي لم تكن تدري

أنه لن يعود . . .

••••••••••••••••••••••••••••••









لأجلك ريشي تسقطWhere stories live. Discover now