الفصل التاسع عشر♥️

19K 675 32
                                    

الفصل التاسع عشر (لعنة الغيرة )
هل أُحدثك عن شعور  الغيرة ؟انه لعنة كلعنة عشقك تماماً  ...واللعنتان أنا مُصاب بهما.
سولييه نصار
-يعني ايه عايزة ترفضيه...يعني ايه يا رانيا ؟!!
صرخت رابحة بوجهها وهي تشعر بنير ان الغضب تتصاعد داخلها...لابد ان ابنتها قد فقدت عقلها تماما ...أين ستجد فرصة مثل هذة!!!
ربعت رانيا ذراعيها وهي تقول :
-ايوة رفضته يا أما ...أنا مش قليلة عشان أقبل بأي حد ...رفضته لان دي حياتي وانا حرة اختار اللي يريحني مش اللي يطلب مني تنازلات من أول مرة يشوفني فيها !!!
رفعت والدتها حاجبيها وقالت بتوجس :
-تنازلات ايه يا بت اللي طلبها منك ....سامي راجل كويس ومحترم ملوش في الحوارات دي .
هزت رانيا رأسها وقالت:
-مش اللي في بالك يا أما ...هو انسان محترم فعلا مقدرش انكر ولا أقول غير كده ...مش هفتري عليه بس يا أما ده مش عايزني اكمل تعليمي ...وانا عايزة اتعلم ...عايزة يبقالي قيمة يا أما ... عايزة أعرف ده وده وادخل الكلية ...ابويا الله يرحمه كان نفسه في كده برضه
لطمت رابحة على وجهها وصرخت بها قائلة:
-تعليم ايه يا موكوسة ...أنتِ عبيـ طة يا بت ...عبيـ.طة ولا بتستهبلي يا روح أمك ...تعليم ايه ده اللي عايزة تتعلميه ...وقيمة ايه اللي بتتكلمي عليها ...يا بت قيمة الست انها تعملها بيت وتجيب عيال ويبقالها راجل ...مش الكلام الفاضي بتاعك اللي اتعلمتيه من الدكتور اللي هتمو تي عليه!!
نظرت الى والدتها بضيق وقالت وهي ترفع وجهها :
-لا يا أما ...أنا متعلمتش الكلام ده من دكتور يحيى ...أنا اتعلمته من ابويا الله يرحمه ...هو دايما كان يقولي العلام نور ...وهو بيدي قيمة لصاحبه ...وحلم ابويا كان انه يدخلني الجامعة ...كان عايز يفتخر بيا وانا هحققله الحلم ده...
تراجع غضب رابحة منها ونظرت إليها وقالت :
-ومين هيصرف علينا بس يا بنتي ...هنشحت يا رانيا ...
هزت رانيا رأسها بقوة وقالت:
-مستحيل يا أما ...مادام أنا عايشة مش هنمد ايدينا لمخلوق خلقه ربنا ...أنا هشتغل وأدرس ....هعمل المستحيل عشان منحتاجش لحد  ..متقلقيش يا أما
رغم خوف رابحة من المستقبل الا انها اختارت الوثوق بإبنتها للمرة الأولى...تعترف انها ليست الأم المثالية لها ...نعم هي لديها أخطاء ولكن الله وحده يعلم انها تحب أبنتها الوحيدة وتعتز بها كثيرا
تنهدت والدتها وسألت بإستياء :
-وأنتِ ناوية تدرسي أيه يا حيلتها...ها.اتكلمي ...
ابتسمت رانيا بحماس وجلست أسفل قدميها وهي تضع رأسها عليهما ثم قالت وهي شاردة بحالمية :
-هدرس التمريض ...نفسي ادخل.كلية التمريض ...أنا بكرة هروح لصاحبتي منار ..دي اللي كانت معايا في اعدادي ..احنا لسه بنود بعض يعني وهي ممكن تسألني ...تعرفي يا أما دي دخلت تمريض وبتقول عليه ان مجاله حلو أووي ...مش بيقولوا ان الممرضين ملائكة الرحمة ...
نظرت إليها والدتها وقالت بخبث :
-عايزة تدخلي تمريض عشان صاحبتك برضه ولا عشان الدكتور يحيى لسه مأثر عليكي ...
رفعت رانيا رأسها ونظرت لوالدتها وقالت بتأفف:
-يووه يا أما ...قولتلك أنا خلاص بطلت أفكر في الموضوع ده ...أنا عايزة اشوف حياتي...من النهاردة ههتم بمستقبلي .
...........
تسطحت على فراشها الأرضي والابتسامة تضئ وجهها ....كانت تشعر بالراحة والرضا والسعادة ...قد تكون المرة الاولى التي تشعر فيه بتلك السعادة ...لان لأول مرة قالت لأ بقوة ...لأول مرة لم تختار التنازل عن أحلامها ...هي قررت ان تلاحق احلامها اما الزواج فهو نصيب من رب العالمين ..تثق أن الله سبحانه اختار لها الشخص المناسب وهي لن تخاف الآن مادام المستقبل بيد الله ....
أغمضت عينيها وهي تنام وتحلم بمستقبل مشرق أمامها ...لم يمنعها فقرها ان تحلم ...بل كان دافع لديها ...دافع ان تُغير من حياتهما بأكملها وأن تُحسن من وضعهما المالي...هي لا تريد لوالدتها ان تتذمر منها بعد الآن ..
ذهبت إلى النوم وهي سعيدة كطفلة حصلت على لعبتها المفضلة ..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي ...
متى استيقظت ؟!لا تعرف بالضبط ...هي حتى تشك انها لم تنام أبدا ...كلام فؤاد ما زال يدوى في عقلها ...لقد اعترف بها بصراحة انه عشقها مُنذ زمن ....وهذا جعلها ترتبك وتتشوش أكثر ...فحياتها بها  العديد من المشا كل وهي لا تريد مشـ كلة آخرى...فهي ما زالت تحب يوسف ولا تريد الدخول في هؤلاء مثلث العشق هذا ...
تنهدت نسرين وهي تمسك هاتفها ...وجدت مكالمة فائتة من ليان ...تنهدت مبتسمة وهي تفكر ان ليان هي أفضل شئ حدث في حياتها ...صداقتها بها بمثابة المسكن من كل تلك الآ لام التي تعانيها بحياتها ...
اتصلت بها و صعت الهاتف على اذنها وهي تتنهد بعمق ...
-نسرين ...
قالتها ليان بلهفة ثم أكملت :
-أخبارك ايه ؟!
تنهدت نسرين وردت ؛
-تايهة وحزينة ..وأنتِ ...
ابتسمت ليان بحزن وقالت:
-زيك يا نسرين ...نفس حالك ....
كتمت نسرين دموعها بقوة وقالت:
-لي لي عايزة أقابلك ...عايزة اتكلم معاكي ...وحشتيني اووي ...اووي محتاجاكي ...
اطرقت ليان قائلة:
-أسفة يا نسرين قصرت معاكي اسفة ...
-مش مهم ...متعتذريش...مفيش بيننا أسف ...بس أنا عايزة أقابلك ممكن ...عايزة أقابلك يا لي لي ...
دعكت ليان عينيها وقالت:
-النهاردة مش علينا محاضرات  بس انارايحة فرح صاحب يحيى..أي رأيك نتقابل بكرة بالليل  في الكافية بتاعنا ...
هزت نسرين رأسها وقالت:
-ماشي يا حبيبتي...نتقابل بكرة
ثم أغلقت الهاتف بإرتياح وهي تنهض وتنشط نفسها ...قررت ان تستحم أولا ...أخرجت ثيابها وخرجت من الغرفة ...
-صباح الخير يا حبيبتي ..
قالتها نهى بود وهي ترى نسرين تخرج من غرفتها  ...ابتسمت نسرين وقالت:
-صباح الخير يا خالتو...
-يالا يا روحي استحمي عشان نفطر سوا...
هزت رأسها وأسرعت الى الحمام...
.......
بعد ثلث ساعة كانت تقف امام المرآة تمشط شعرها الذهبي عندما رن هاتفها لتجده يوسف ...أغمضت عينيها بتعب وفتحت الهاتف قائلة :
-نعم يا يوسف ...
-نسرين...نسرين أنا محتاجك ...
كان صوت يوسف مختنقا بدا وكأنه يبكي !!!
-يوسف فيه ايه ؟!.
قالتها نسرين بفزع ليردد يوسف انه يريدها ...وهكذا نست ما فعله آخر مرة وأخذت ثياب لتخرج بها ثم اتجهت خارجا وهي تخبر نهى ان ليان تريد أن تراها ضروري ...
...........
في منزل يوسف ...
-مينفعش كل شوية تجيبني بالطريقة دي عندك يا يوسف ...أنا تعبت ....
-نسرين متسبنيش ...
قالها والدموع تنساب من عينيه تأ لم قلبها وقالت:
-مبقاش ينفع يا يوسف ...
اقترب منها
-حتى أنتِ هتسيبني يا نسرين ؟
قالها بنبرة مختنقة وهو يتمسك بكفها ...كاد يُصاب بالجنو ن وهي تنسل من بين يديه بتلك الطريقة .....
تدفقت الدموع من عينيها وشفتيها ترتعشان بقوة وتقول:
-لو سمحت ..لو سمحت خليني أمشي يا يوسف وربنا يوفقك مع غيري ...
ولكنه شدها إليها وهو يضع جبينه على جبينها ويقول:
-وانا مش عايز غيرك ..مش عايز ...أنا عايزك أنتِ ...بحبك أنتِ ...
أرادت ان تبتعد ولكنه أمسكها جيداً...هو يحتاجها كالهواء ...لقد أصلحت قلبه المعطو ب ولن يسمح لها أن تبتعد عنه ...
-خلينا نبدأ من جديد يا نسرين ...أنا وانتِ ..خلينا نتجوز ونبعد عن الكل ...هبعدك عن أبوكي اللي بيأذ يكي...
دفعته عنها وهي تمسح دموعها وتقول :
-وأنت كمان اذ يتني يا يوسف ...أنت زي بابا ...أنتوا الاتنين اذ يتوني ...
هز رأسه بصدمة وقال وهو يشير الى نفسه:
-أنا أمانك .!!!
هزت رأسها وقالت ودموعها تحتشد بعينيها:
-فقدت الأمان معاك من وقت ما حاولت تعتد ي عليا ...فبدل ما تكون الأمان ليا زرعت جوايا عدم الثقة ...وأنا دلوقتي خايفة منك يا يوسف ...سيبني يا يوسف ...سيبني عشان مبقاش ينفع نبقى سوا ..معنديش حاجة اقدمها ليك ولا أقدمها لغيرك ...كل اللي عايزاه اني أمو ت عشان بابا يرتاح مني وأنت كمان ترتاح وانا ارتاح ...يمكن مو تي هو الحل
ابتعدت عنها ودموعها تنفجر من عينيها... كانت هو دموعه أيضاً تُغرق عينيه...هل تلك هي نهاية علاقتهما ...لا ...مستحيل لن يسمح بهذا أبداً!!!
........

الشيطان وقع اسيرها♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن