(الخاتمة) أشواك الورد🥀

Start from the beginning
                                    

"أنتِ تتفاخرين كثيرا أيتها الفتاة العمياء و أنا لا يعجبني هذا...أنتِ و زوجكِ الرائع لستما حتى ندا لي"

"إذا تعال إليَّ و حاول قتلي يا صعلوك"

أشارت بيدها تجذبه نحوها بابتسامة جانبية جريئة فثارت ثائرته و جن جنونه لما أظهرته أمامه من تحدٍ سافر...انقض عليها ينوي إيذاءها بأي شكل لتعتبر فيما بعد؛ لكنه توقف على مقربة منها و سأل فجأة بصوت خافت و مريع كالفحيح القاتل..

"أنتِ أيتها العاهرة...تعتقدين أنني لن أستطيع الاقتراب منكِ؟!"

"بالطبع، و أنت تعلم لمَ يا حثالة المخلوقات"

التفت قاسم يطالعها بغرابة في خضم نزاعه الذي أوشك يفوز به على أروى الغائبة عن الوعي لم يرَ أمامها إلا قزما صغيرا بيدي كلب و أرجل مشعرة غير مفهومة...كان خائفا منها حتى النخاع لكنه معتمد على عماها ليكون ذا سطوة!

هو بكل تأكيد عاجز عن لمس شعرة من رأسها لما اعتادته من قراءة أذكارها في مواعيدها بكل يقين...أما هو فالآن يدفع ثمن تقاعسه عنها.

لم يستطع تركيز انتباهه عليهما أكثر من ذلك إذ راودته فكرة كان قد نسيها من فرط الصدمة...الأذان...عليه فقط أن يرفع الأذان!

و حين أوشك أن يفعل صدح صوت ثائر يساومها بطريقة حقيرة و هو شبه متأكد من استجابتها..

"يا عزيزتي دعكِ من الشجارات و استمعي لي...أنا هو الذي أخذ عينيك حين سكبت إيناس عليهما الماء المسحور و أنا بيدي أن أردهما لكِ.."

ضحكت متهكمة مما يعرضه كأنه قد ملك الدنيا و ما عليه بسحره و ترهاته...حاولت ضربه بالعصا أكثر من مرة متجاهلة حديثه لكنه استمر في القفز و الهرب فزعا هنا و هناك مستطردا حديثه بنبرة ناعمة تبدو بلا شكل كشخص رقيق يحاول مساعدتها..

"لمَ لا تريدين أن تستعيدي بصركِ أيتها الغبية؟! ألا تحبين رؤية وجوه عائلتكِ و حتى وجهكِ أنتِ في المرآة؟!"

تنهدت بإنهاك من الركض خلفه ثم اتكأت على عصاها و سألت قاسم إن كان قد انتهى بالفعل من شجاره مع أروى الممسوسة فأجابها..

"نعم، تلك كانت المعركة الصغرى و الآن لدينا هذا الحقير في حجرتنا...لا أحد يسمع صوتنا في الخارج لسبب مجهول لذا سنقتله و نخرج لتناول العشاء في مطعم فاخر، أعدكِ"

مسح العرق الحار عن جبينه بظاهر كفه و أعاد خصلاته المشعثة للخلف يطالع وجهها الذي ارتسمت عليه تعابير الاستمتاع و السخرية..

عاد صوت ثائر يتلاعب بمشاعرها باحترافية قبل أن تتقوى برفقة زوجها..

"يمكنني أن أجعلكِ ترين الحقول و الزهور...وجه والدتكِ و كل ما تحبين"

"تلك ليست ضمن قدراتك فلا تتفاخر"

صاح به قاسم بشدة و حزم لكن الآخر لم يزدجر و تقدم نحوها يوسوس لها بيأس أقرب للإذلال..

الوشاح الأحمر | The red scarfWhere stories live. Discover now