شعرَت كيكيو المَعنية بالحدِيث بالقلِيل من التوتر ، أشَاحت بنظَرها بعيدًا ثُم أدركت انَها ستجعُل من أمرهَا مشكوك أكثَر

"بالطَبع ماذا ؟ أنا مُستغربة قلِيلا فأنت تقول هَذا هكذا فجأة"

"إِنه ليس أمرا يدْعو لِذلك القلق و لكِن كَيف سنجري تدْريبات ميلوكي؟"

"بالطَبع سنجرِيها مثل إيلومي ما الذي سنُغيره"

"أعتَقد أنَنا بالغنا كَثيرًا مع إيلومي و-.."

"لاَ تقل هَذا !"

أَجَابت بنبرَة عالية بَعض الشيء ثُم إعتذَرت ، لَم يكن سيلفا منصدِما لأنها طبِيعتها ..

هِي تنفعل عندَ ذكر مَوضوع لا يُعجبُها أو تُحس بالإستِفزَاز

"مَاذا لَو ... وفقط هنا لي للحظة .. نَحظى بنِقاش هادِئ و مُطول دُون إنفعالاتك هكذا"

"أَنا آسفة إعتقدْتُ أنك ستَقول عن أنَني فشلت فِي تدْريب إيلومي كَأمه ... أعني هُو لم يرى التدرِيب الحقيقي هذا كُله ...ترويض لَه"

تحدَثت فِي البِداية بحماسة و إنْفعال بصوت مسمُوع بعض الشيء ثُم أخفضَت صوتها بآخِر كلماتها فحدّق بها لوهلَة ثم أجاب:

"لاَ ، أعني أَننا سنظُل على ذات الطرُق مع إيلومي أو رُبما أكثر كَي نرَى المقدار المُناسب لتدريب طِفل للزولديك"

"أجَل أنت مُحق"

تنَهد بعمْق وَهو يقلب المِلعقَة داخل الفنجان

"سنُحاول تشْديد التدرِيبات مع إيلومي لَكن ميلوكي سنُخففها قلِيلا .. فَنحن لا نُريد أن يحصُل الأمر نَفسه ما حصل مع إيلومي تلك الليلة"

كَانت كيكيو تُقوم بإعادة فنجَان الشاي إِلى الطاولة لَكن يدها كانت ترتجِف لِذا كان هُناك صوت تَصادم الفنجان بالصحْن الصغير الموضوع أسفله

بَعد أن كان سيلفا مشغولا بالتفكِير مُنزلا رأسه و يحدق فِي المعلقة التِي تتناولها يَده إلتَقط سمعه الصوت فَرفع بَصره نَحوهَا ثم تحدَث بقلق

"هَل أنتِ بخير كيكيو؟"

"سيلفَا هل نَحن نمتَلك أسرة فاشلَة؟"

"طَبعا لا .. لِماذا تسألِين هكذا فجأة"

"لاَ أعرِف أشعر و كأننا لَم نصل لهدفنا بَعد و يقلقنِي أننا لَن نستطِيع أن نَصله..وَ أنا خائِفة مِن خسارة إيلومي فَهو مهم جدا لنَا"

"كُفي عن التفكِير بذلِك كثيرا لَن يحدُث أي من هَذا و لن نخسَر أي أحد"

ترَدّدت قليلا ثُم إعترَفت :

"فِي آخر مهمة ذَهبت لها أنا كُنت مجددا أجهزه للتدرِيب ... لَقد غيّرت السموم التِي إعتاد على تجرعُها إلى أخرى أقوى بقليل..لَكنني قلقة مِن أن لا يتمكَن من مُقاوَمتها

لَقد قال انه يشْعر بصداع و نبض غريب دَاخل رأسه ثُم أصبَح شاحبا بَعد دربنَاه معا لِذلك أنا قلقة"

"سأتغاظَى عن قرارتك هذِه دون إذني و لَكن لا تَقلقي سيكُون بخير ... سأطلُب من الخدم مُراقبته"

تنَهدت سيدة المنزِل بعمق شديد فأدرك زوجها أنَ هناك أمرًا ما قد إرتكبَته و تشعر بالذنب و التردُد بشأنه

"و ماذا أيضا؟"


أخذَت تصف له الحلم الذِي تلاعبت بِه في اللاوعي الخاصْ بطفلهما البِكر لَكن يبدو أنها تلقت مُعارضة شديدة

"لاَ تفعلي ذَلك مُجددا هذا خطِر ! "

"أجَل أنا أشعُر بالذنب حقا لَكن هناك شيء غريب يا سيلفا شيءٌ يخيفني حقا"

"إيلومي لَم يبدِ ردة فعل كَما كان مِن المتوقع فِعلها"

تحدَثت بنبرة مُهتزة ثُم أكملت

"راقبْته إستيقَظ مفزوعا ثُم عادت تعابيرهُ عادية ما الذي يعنيه ذَلك؟"

تنَهد الآخر مجددا براحة ثُم رد عَليها:

"مِن خلال تدرِيباتِي لإيلومي أستطِيع أن أفهم أَنه دائِما ما يهيء نفسَه ، وعيه و جَسده لأسوء مايمكن حُصوله "

"لَم أفهم"

"إيلومِي يرِيد أن يحمّل نفسه أي شيء قدْ يتعبُه أعني بذَلك هو يبتلِع أي عقبة في طَريقه ...

أستطِيع القول أنَه مستقبلا إن بقي يَفعل هذا هَو فقط سيبقى يبتلع آلامه ، صدَماته ، أحزانِه إلى أعماقِه

وَلا يعيرها أية إهتِمامات وَهو مايفسر عدم إحداثه لردة فعل"

-...-

فِي السجن الإنفرادِي كَانَ هناك الطفل غُرابي الشعر يرتعش بعنف شدِيد و بالكَاد يتنفس

لَقد بلغ نهايته و حدَه ، ارتفعت درجة حرارة جِسمه إلى مدى لا يمكن إستيعابُه

فَقط لَو لم يتدَخل رئيس الخدَم لرؤيَة ما قرأه منَ الكتب لَكان ذلك الصغير قد إنجرف بعيدا للغاية

"هَل مات؟؟"

انتهى الفصل : 28



يتبع

𝘊𝘈𝘙𝘌𝘓𝘌𝘚𝘚 | 𝙄𝙡𝙡𝙪𝙢𝙞Where stories live. Discover now