نراكَ معافِيا

1 1 0
                                    

بعد سيول ليبيا وقبلها السودان

      نراكَ معافيا (بعد سيول ليبيا العزيزة)

سلكَتْ سُيُولٌ نادياً لا واديا
أمرٌ مُخيفٌ أنتَ تغرقُ ماشِيا

هٰذي المياهُ مُثيرةٌ في كُنهِها
منها الحياةُ ومشربي وغذائيا

منها فراتٌ أو أجاجٌ مالحٌ
وتُری محيطاً أو نُهيراً جاريا

منها نتاجُ تفاعلٍ أو عاملٌ
كمُساعدٍ إنْ فُصّلَتْ كيماويا

مطرٌ يصيبُ كوابلٍ في مرّةٍ
أو ساعةً طلٌّ يُعلّلُ صادِيا

لٰكِنّها  بسيولِها  إذ  جُمِّعَتْ
تعلو  تُدَمِّرُ  دُفْعةً  وتواليا

جُلُّ البيوتِ كقشَّةٍ في وجهها
عجلاتُنا  زَبَدٌ  يُبَعثَرُ  طافيا

أشجارُنا  أقواتُنا  أشياؤنا
جُرِفتْ تكونُ مع الطّميِّ سواسيا

والنّاسُ بينَ رهينةٍ أو غارِقٍ
ومُصابُهم يشكو الكُسورَ تداعيا

وتشرُّدٍ  أقبحْ  بهِ مِنْ موقِفٍ
يجتاحُهُ قلقٌ  يُزَمجِرُ  قاسيا

ربّاهُ لُطفكَ في قضاءٍ إذ مضی
لا ردّهُ  نرجو،  نراكَ  مُعافيا

*عبد الله د. مصطفی الجبوري



      من بوح صور الحياةWhere stories live. Discover now