تَراجعت للخلف و أسندْت ظهري عَلى جدَار لَم يكُن بِه نوافذ

تِلك الحروق و الجروح العمِيقة ... مُجرَد ضغطة خَفِيفَة عليها تَتسَبب في سيلاَن الدم بشدَة

بَقيت جالسا هُناك لوحدِي حَتى حلّ الظَلام

هَل هذا مَا كانا يقصِدانه بِقياس قدْرة تحمل طِفل عادي للزولديك؟ أَنا بالفِعل وصلتُ حدودي لكِنهما لَم يصدِقاني

لاَ بأس يمكِنهما تَجربة أَي شيء يريدَانِه لَكن...أَنا أتمنى حَقا لو أن وَريث العائِلة سيستحِق هَذا

رُبما سيكون الشخْص الذي قصده جدي عندَما قال لِي أنه سيأتي شخص ما و يُعوضك عن كُل ما مررت بِه

أَو رُبما شخص سأستمِد مِنه طاقة إيجابية لِي ... أتمَنى لو أنه سيكُون شخصا يستحِق كُل ما تحملتُه لأجل الآن

شخصًا سأَكون فخورا و سَعيدا بإخباره أنَني كنت عينة تَجربة لكَثير من التدرِيبات كَي تَكون تدريباتُه دقيقة لا مُبالغ بها وَ لا مُهملة

و شخْص سيظل مَعي دائِما و نُنجز المهمات مَعا ثُم نعود مُرهقَين لكِننا نسعد بعملنا معا

أَتمنى أن أحصل عَلى أخ كهَذا ... هَذه أمنِيتي

قَرأت أَنه إِذا تَمنيتَ شيئًا ما عِند رؤْية سقُوط الشّهب، تتَحقق تلْك الأمنِية فِي إحدَى اللّيالِي

فِي لحْظة ما عندَما تَرفع رأسَك للسّماء وتكُون النجُوم ساطعَة في المنْتصف وهنَاك نسِيم طفِيف يُشعرُك أنّك تحَلق وسَط تِلك النّجوم

فأغمضْت عينايَ سريعًا مُتخيلا الأمر وأخبرتُ الشّهاب بأمنيتِي وأنتظر أملًا فِي تحْقِيقها رَغم أنه ليس حقيقي

ثُم تَم فَتح الباب و دَخل أسانو يحمِل بعضا مِن الكتب و خادِم خلفه يحمل الطّعام

وضعها بِجانبي ثُم انحنى و قال :

"هَذه بعض الكتُب التِي أوصى بِها سيدي و سيدتي زولديك أن تَقرأها في وقت إنتهاء تدرِيبَاتك بغرض الدِراسة . وكتب تُفيد لتَعلم أشياء جَديدة عن فُنون الاغتيال ، وَ سيتِم إختبارك بِها في منزِل الخدَم"

وُضع الطَعام أمامي ثُم سار كلاهما نَحو المَخرج ، نظَر لي أسانو بطرف عينِه ثم خرج

أمْسكت أحد الكُتب و بدأت بتَفحصها ... كَانَ مُحتواه على حَسب ما قرأت في سيرته الموجزة هُو التلاعب نفْسيا بالأشخاص و السيطرة عَليهم

فَتحته و بدأتُ بِقراءة أوَل فصل بينمَا قربت صينية الطّعام مني ، سيكُون ممتع جدّا الأكل و القراءَة في نفس الوَقت ..

و هَذا الكتاب يشُدُ إنتباهي إِضافة إلى وجود الطعام .. على الرغْم من أنه مسْمُوم إلا أنَني لا أهتَم

هَل هذا يعتبَر تلاعب مِن والدَاي ؟ لاَ أعرف حَقّا...

بَعد بِضعة دَقائِق أنهيت طَعامي و شعرت بالنُعاس ، جَلست على الأرض بإعتدال مَع تجنب جَعل إصاباتِي في تلامس مباشر مَع أي شيء قَد يلحق الضرر بِي

هَذه أحد التدرِيبات أيضا ، مُحاولة النَوم فِي وضعية الجُلوس

فِي بعض الحالات قَد نُجبر على النوم فِي هذا الوضع لِذا كعائِلة قتلة مُحترِفِين نحن مُلزمونَ بتعلُم هَذا

تنهدْت ببطْئ ثُم أغلقت جفني بِهدوء و حَاوَلت الحفاظ عَلى نفسي جالسًا كي أخلُد للنّوم

لَقد كان هذا التدرِيب متعِبا بشدة و أعلَم أنه لا يزال ينتظرنِي الكثير لَكن .. أتمنَى أن أصبح أقوى وَ أفضل بَعد هذه التدرِيبات

رُبما جيدا كفَايَة كي أغادر المنزل و أَنا مسؤول و أستطِيع الإعتماد على نَفسي و حمَايَة نفسي مِن الخَطر

-...-

فِي تلك الممرات ذَاتِ الجُدران الحجرِية يَسير السيد و السَيدة زولديك بَعد عودَتهما مِن منزل الخدم

نَادرا ما يذهب كِلاهما هناك معا أَو بشكل خَاصّ لكن كَانَ ذلك مِن أجل إِختيار العلوم التِي يجب أن يتَلاقاها إيلومي

الْجو متوتِر بذَاك الصَمت و صوت 'الغيتا' التِي تنتعِلها سيدة المنزل كُلما خطت خطْوة نحو الأمام

"إِذن برأيِك متى يجب أن نُرسل إيلومي إلى برج السّمَاء"

نهاية الفصل : 27



يتبع

𝘊𝘈𝘙𝘌𝘓𝘌𝘚𝘚 | 𝙄𝙡𝙡𝙪𝙢𝙞Место, где живут истории. Откройте их для себя