سهام الأميرات

Start from the beginning
                                    

جاءت نورا تحمل حقيبة أكبر من المحيط الهندي..تهتف بعد السلام بسعادة غامرة..

"سالم اسمح لي_أسعد الله حياتك و رزقك الذرية الصالحة و منحك ثلاث زوجات أجمل من سهير_أن أذهب لحليمة مع عمتي هالة"

نهض الرجل بانفعال و قسماته تتشنج و تختلج كأنها تفوهت بمصيبة محققة! أقبل عليها يسأل بشكل لم يبذل جهدا لمواراته..

"لمَ تتحججين كل يوم للذهاب إلى بيت آل جبران؟ هل صحيح ما سمعته بشأن هيامكِ بزين الدين جبران؟!"

قاطعت السيدة هالة المشاجرة قبل بدايتها بصوتها الجهوري…تتقدم تجاههما بثيابها الأنيقة و ذراعيها مكتوفتين..

"و هل حرُم الحب يا سالم؟ ألم يقع عمك الذي تحترمه و توقره في الحب حتى أبلاه و أهلكه؟ العبرة بالمرء التقيّ الذي يكتم ما في قلبه ولا يبديه إلا بما يرضي ربه"

تغيرت تعابير وجه سالم لتعبيرات احترام و توقير بينما يلقي السلام على عمته….نهض عمر الذي كان لا يزال جالسا فسلم على هالة و استسلم لأحضانها و قبلاتها القاسية على خديه..

"أتدري؟ أنت ولد وسيم يا عمر كأبيك بالضبط كانت الفتيات تصاب بإغماء حين يركب الخيل مع أخيه أواب"

"شكرا لكِ عمتي…لو تجدين لي عروسا سأكون عبدا تحت قدميكِ"

احتضنته هالة بطريقة تراجيدية ثم نظرت نحوه بأسى متمتمة..

"أنت يا عزيزي تريد عروسا و أنا على قيد الحياة..و فتيات بني عبد المطلب ليس هناك من أجمل منهم!! اعتبر نفسك قد تزوجت خلال ثلاثة أيام"

رحل الشاب سعيدا كالطفل بثياب العيد يقفز هنا و هناك بينما تم استئناف الحديث الجاد بسرعة بين سالم و عمته حين نطق الشاب برزانة و منطقية..

"يا عمتي أنا لا أجرم الحب صدقيني؛ إن كنت كذلك فمن باب أولى قتلت نفسي لأنني أحببت سهير و تزوجتها، لكنني لا أرغب بذهابها المتكرر إلى هناك وإلا قد يسيئ إليها ذاك الطبيب بدعوى الحب و هي ساذجة ولن تأبى"

أطرقت المرأة تفكر للحظات ثم ابتسمت تعترف أنه قد غلبها كما يفعل غالبا.
ربتت على ظهره ثم مالت نحو أذنه بطريقة سريالية تهمس كأنها تملك أسرار السحر الاسود كلها..

"ما دام هذا رأيك دعها تأتي معي الآن بما أنني سأكون معها و أحرص على مصلحتها ثم إذا أرادت الذهاب وحدها امنعها.."

هز رأسه يستجيب بأدب لنصيحة عمته ثم نظر لشقيقته المتربصة بابتسامة رائقة و أذن لها بازيارة.

رآها تهتف و تبجل فيه و عمتها  وتمتدحهما كما لو كان أذن لها بزيارة أمير الأندلس؛ ثم ما لبثت أن سحبت هالة بانفعال يكاد يفجر جسدها نحو السيارة للرحيل…لكن سالم استوقفهما باستفسار باديهي..

الوشاح الأحمر | The red scarfWhere stories live. Discover now