واحَد.

46 15 4
                                    

                     " one " 

أَنظرُ أَمَام الصَخرةِ العِملاقَة أَمَام البَحرِ، اصَارعُ نَفسي المُضطَربة، التي تأَبة الأستِمرار ... انظَرُ أَلى البحَرِ والأعصَار الهائِل الذَي يَحيطهُ وأَلامَطار أَلتي تهطَلُ بغَزازة..

كَما لو أَنها تَحاولُ الانتِقام مِن العالم، كَما انهُ يَحاربُ جُزءٍ مَن نَفسِه، شَياءٍ مِن ذاتِهَ، وأَن تَلكَ
لأشدُ الحُروب بأسَا و قَسْوة.

آضَنُ أَن العَالم بأكملهِ يُحَارب، الأنسَان، الحَيوان، وحَتى النَباتِ والجَماد أيضا، والنَور و الظَلامِ، انهُ لحقٍ لا يوجدُ سلامٍ في هَذا العَالم.

أَحَملُ نَفسِي وأَسَير بين الطُراقات والشَوارع...

كَتائةٍ في وسَط غابةٍ تَملُها الحَيواناتِ المُفترسة، كَضائعٍ في وسطِ البحار ينظُر إلى البوصِلة لاكِنهُ لا يعرفُ الأتجَاهات.

أَحاول أَن احَلق كَطيرٍ وحَيداً بعَدما هَجر سَربه وإنعَطف إلى مُنعطفٍ آخر بعَيدا عَن رُضُوخهم المُسه لقَائِدهم، يَسرُون خَلفهُ وكَأنهم مُسَيرون لا مُخيَرون، وكَأن عُقولهم بَدعت لتِزيُن الفراغِ فِي رؤسِهم.

أَخيراً جَلستُ أَمَام حُطامِي، أَغمضُ عَيناي أَسَمحُ لقطَراتِ المَطِر أنّ تَهطِل عَلى وَجهِي وأتناسَى فِيها كُل شيءٍ مُهاجِر بَعيداً عِن كُل شيءٍ حَتى يَبقى الَلاشئ سَواي..

أَنا وغُربتَي والريَاح التي تعَصفُ بَجسدِي تَسعى جَاهِدة لأهلاكَي.

ومَا أَصعبُ إن تَبكّي بَلا دَموعٍ، إن تَتنِفس دُون هَواء، وإن يَنبضُ قَلبُك دَون إن تَشعُر، وإن حَالفكَ الحَظُ أم لم يَفعل تَشعُر بَشعورٍ وكَانهُ ليسْ مُلكَك، حَزين عَلى مَا لا تَدركهُ، ونَادِم عَلى ذنبٍ لم تَقترفهُ، يَغمُرك الضَيقُ وحَولك عَالم رَحيبْ تَكادُ تَكّون فَيه كَحبةِ رملٍ عَلى شَاطئ النِسيَان، تُهجَر وتُنسى مِن كُل حَقٍ لكَ، حَقك في البُكّاء والتَنفس والشَعور ويَغدِو العَالم باسَره مُتكَدِساً فِي فَمك لِيخنُقكَ... يَأبى إعطَاؤُك روحَاً تحَيى بَها أَو تَركُك تَحيا دَون رُوحٍ..
                          _

الأصَوات، أَصَواتْ البَرق والرِعد تتَعالا بَشده وأ‌َشدِهُم صَخباً، أنهُ قَلبي، أشَدُ مِن العَواصِف،أشدُ مِن المَطر والرعَد فَمن يَضاهي قوةٍ أشدّ مِن قَلبٍ فَقد روحهُ؟ 

حَتى إذَا بَي اسَمع صَوت، سَمعتُ صَوت تَكسُر أَو تَحطُم شيءٍ زُجاجَي قَريبٍ مِني كّثيراً، لم أَهَتم الا بَعد ان أقتِرب الصَوتُ بأَزديَاد، بَدءِت التَساؤلات مَن قَد يَكّون هُنا فَي هَذا  الجَو العَاصِف؟.
نَهضتُ بَثقلٍ وأخذِتُ شَيئَاً مِن حَقيبَتي لحِماية نَفسِي وذَهبتُ لأستكَشافِ الأمر، فأنا احَبُ ألاسَتكْشاف خصَوصاً فِي جَوٍ كهَذا.
                         _

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 15 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

" الظَلاِم" the darkness. 𖡡𖡡Where stories live. Discover now