كان صوت العصافير يملأ المكتبة الضخمة التي في الطابق الثاني من الميتم.
وأشعة الشمس تعكس على النوافذ الكبيرة ذات القبضان الحديدة التي تحمي النوافذ من الخارج.
أخذت أرتيزيا الكتاب الذي تحتاجه من المكتبة وهي تسير برفقة مربية عجوز ترتدي النظارات الطبية.
" هل أخذت ما تحتاجينه يا أرتيزيا؟. "
سألت المربية التي تدعى مارشيل وهي تنظر إلى أرتيزيا.
" أجل سيدة مارشيل. "
نطقت أرتيزيا بهدوء وهي تنظر لها.
همهمت المربية ثم خرجت من المكتبة وهنا لحقتها أرتيزيا وهي تحمل الكتاب بين يديها.
كانت ترتدي بنطال يصل إلى ركبتيها باللون الأسود و قميص أبيض فضفاض قليلاً لكنه كان مناسباً على أرتيزيا وبه القليل من الأزرار التي كانت على شكل مجوهرات.
نزلت المربية الدرج وكانت أرتيزيا خلفها وفي تلك اللحظة صعدت مربية أخرى تدعى ب اليزابيث.
كانت تبدو أكبر بكثير من مارشيل كما أن ملامحها أكثر برودة ومخيفة لكل طفل في هذا الميتم.
نظرت أرتيزيا إلى اليزابيث ثم إلى شيسوي الذي كان يسير خلفها.
توقفت لبرهة بعد أن توقف شيسوي وهو يحدق بها.
حدث بينهم تواصل بصري لمدة وكلاهما يلتزم الصمت.
كان شيسوي يرتدي مثل ملابسها لكن الفرق هو أن لون قميصه كان أسوداً وبنطاله باللون الكحلي.
" هيا يا 11 لنذهب. "
أردفت اليزابيث وهي تنظر إلى شيسوي الذي كان خلفها.
أبعد شيسوي عينيه عن أرتيزيا وأكمل سيره خلف المربية الكبيرة تحت أنظار مارشيل و أرتيزيا.
عقدت أرتيزيا حاجبيها بعد أن سمعت أن المربية لم تقل إسم هذا الفتى بل نادته برقم.
" هيا يا أرتيزيا لنعد إلى الغرفة. "
أردفت مارشيل وهي تنظر إلى أرتيزيا.
اومأت أرتيزيا وهي تكمل نزول الدرج برفقة المربية التي ألتفتت قليلاً لرؤية شيسوي لتجد بأنه ينظر لها بضيق.
***
" كريس!. "
نطقت إسمه بعد رؤيته وهو يجلس على الكرسي الخشبي وهو يمسح أنفه بالمنديل.
أنت تقرأ
Behind the orphanage wall
Horrorذلك النور الذي كان في طفولتنا أختفى وبقى فقط ذلك الطفل الذي بداخلنا محبوس في الداخل. لقد كانت تحركنا كما يحرك لاعب الشطرنج جنوده. نعم لقد كنا أتباعها... كنا الدمى خاصتها. أرتيزيا. شيسوي.
