الفصل الثامن
منذ ذلك اليوم الذي تمادت فيه زينة وهو
يتحاشى الاقتراب منها أو حتى الذهاب
لمنزلهم خاصة مع طيف إشراقة الذي لا
يفارقه ويُشعِره بالذنب الشديد تجاه الجميع!
فعمها أمّنه عليها.. وهي تعامله كأخ أكبر,
وذنبه الأكبر خطيبته التي تحبه وتحتمل
جفاءه دوما حتى أنها عاتبته صباحا أنها
تشتاقه وهو لم يعد يشتاقها.
زفر بقوة وهو يمسح وجهه بكفه مغمضا
عينيه علّه يهتدي لما يثير حيرته هكذا!
هل هي كلمات أمه التي ما تفتأ تكررها
كلما تحادثا؟!
أم أن السبب هذا الشيء الذي ينغزه بقوة
بقلبه كلما رأى إشراقة أو تحدّث معها أو
حتى وهو يحضّر قصة من قصصها
ويستشعر أشياءا كثيرة تخفيها داخلها؟!
خاصة بالقصة الأخيرة.. لقد شعر بقلبه
ينقسم حرفيا وهو يقرأ كل هذا الألم المتواري
خلف كلمات شعرها لا تعبّر عن عمق
الوجع.. وجعها هي!
ولا تسألوه كيف علم أو كيف تيقّن أنه
وجعها وليست قصة كباقي القصص!
هو فقط شعر بوجعها داخل قلبه حتى أنه
بكى وهو يسجّلها بصوته.. بكى بحرقة
وكأن الوجع نابع من قلبه هو لا هي!
بكى وهو الذي لم يفعلها منذ طفولته!
زفر بقوة وهذه المرة انتفض على صوت
مشعل النزق والذي لم يلحظ دخوله مكتبه
من الأساس!
"يا إلهي كُف عن هذه الزفرات التي
ستحرقنا جميعا وافصِح عمّا بكَ بدلا من أن
أجبركَ على الإفصاح فحالتكَ أصبحت
متردّية وكما تقول خالتي العزيزة وأمكَ
الحبيبة (تِصعب على الكافر) وكما تعلم أنا
لست بكافر والحمد لله"
رغما عنه ابتسم لمشعل وهو يراقبه بمكر
قائلا:"يبدو أن شمس تحيل حياتك إلى
الجحيم حرفيا يا ابن الخالة"
أنت تقرأ
رواية إشراقة النيروز بقلمي ياسمين فوزي المعروفة ب (حنين أحمد)
Romanceرواية رومانسية بنكهة كوميدية مطعّمة ببعض الدراما عندما يحل الظلام على القلب ويخفق بألم بدلا من الحب.. فيبزغ الأمل من أعماق الألم وتلتقي العيون برسالة مفادها: غدا ستشرق الشمس ويحل الربيع