الفصل الواحد وعشرون -٢١-

12.5K 526 24
                                    

[ وخنع القلبُ المتكبر لِعمياء]
"الفصل الواحد والعشرون" -٢١-

- إللي سمعته صح يا لبيبة هانم..!!

كان هذا تساؤل "فاضل زكريا" بنبرته الذي جاهد لجعلها هادئة بعد هذا الخبر الصاعق الذي تلقاه بزواج يعقوب بدران بفتاة مجهولة، وانتشار مقطع مصور باعتراف يعقوب..

لم تُحرك لبيبة ساكنًا وبقت على حالة جمودها، وهتفت بكل برود باقتضاب:-
- أيوا صح..

هتف الرجل وهو على حافة الجنون من فكرة عدم زواج ابنته بالوريث الشرعي الأول يعقوب بدران:-
- بس ده مكانش إتفاقنا يا لبيبة هانم، مش اتفقنا يبقى فيه نسب بينا، وحضرتك اتكلمتي على بنتي ليعقوب باشا..

انتصبت بغضب ودقت بعصاها بشدة وصاحت من بين أسنانها:-
- ولسه على كلامي يا فاضل، ومش بسمح لأي مخلوق مهما حصل يكلمني بلهجتك دي..
وبنتك لو مش عايزه تخسر يعقوب يبقى تتحرك وتنفذ إللي قولتلها عليه..

وانصرفت بتكبر وغرور شديد وتذر هذا الغاضب الذي يغلى عقله كالمرجل ويقسم في قرارة نفسه بأنه لن يخسر تلك الجولة بتاتًا...

        ________بقلم/سارة نيل________

اقتحم حُسين والد يعقوب غرفة مكتب والدته بغضب ولم يبالي بقوانينها البالية..
هدر بغضب أعمى:-
- عملتي أيه وخليتي يعقوب يقتنع ويوافق يبيع لكِ المطاعم بتاعته، هددتيه بأيه .. عملتي فيه أيه يا لبيبة هانم ... أنا متخيلتش توصلي للدرجة دي يا أمي..

عادت بظهرها للخلف وهي تسحب عويناتها من فوق وجهها ورددت ببرودها المعتاد:-
- طب وأيه لازمتها أمي .. يا حسين باشا..

اقترب من سطح المكتب يطرق فوقه بجنون بعروق وجه منتفخة وهدر بحدة:-
- فهميني إنتِ عايزه أيه من ابني، إنتِ مش راضيه تسيبي يعقوب في حاله ليه..
دي حياته إللي اختارها، ليه مش قابلة تشوفيه سعيد..

في هذا الأثناء ولجت فاتن والدة يعقوب بخُطى مهزومة ورفعت أنظارها لتتبين أعينها المنتفخة من البكاء ورددة بنشيج باكٍ:-
- دا ابني يا لبيبة هانم، ابني إللي خسرته بسببك وبسبب قسوتك وجبروتك، يعقوب مش هيكون النسخة إللي إنتِ عيزاها..
أنا عارفة إنك بتحبي يعقوب وإن هو عندك الدنيا كلها، بحلفلك بإللي رفع السما بدون عمد إن شوفت سعادة في عيون يعقوب والحياة رجعت لوشه واختلف تمامًا عن يعقوب إللي شوفته بعد ما رجعت...

اقتربت منها ثم فجأة جثت على ركبتيها بحزن أم يتمزق قلبها على وليدها، أمسكت يد لبيبة برجاء بينما تقول ودموعها تغرق وجهها تسألها بتذلل:-
- لو يهمك سعادة يعقوب ابعدي عنه، لو بيهمك فرحته وراحته اتنازلي عن كبريائك والقواعد بتاعتك...
بلاش تهدمي فرحته وتدمري أحلامه، مش إنتِ بتقولي إن هو مش بس حفيدك وأنه ابنك علشان الأم إللي ربت مش إللي ولدت، لو إنتِ ليه الأم، اعملي إللي الأم بتعمله ... الأم مش بيهون عليها تشوف قلب ابنها محروق...
أنا مستعدة أعمل أي حاجة بس تبعدي عنه..

«وخنع القلبُ المتكبر لِعمياء» Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ