بكاء الأطلال

9 4 0
                                    

عندما كنت في السادسة كنت أسكن في أحد القرى في منزل بسيط؛ لكن كان يعبق به رائحة الحب والود والحنان لكن لظرف ما كان علينا أن نترك المنزل ونذهب لمكان آخر كان هذا صعب للغاية؛ فكيف نترك مكانّا قضينا به أزهى أيام حياتنا، وكان به أجمل ذكريات طفولتنا رفضنا في البداية الرحيل لكن بإصرار باقي الأسرة رحلنا عن المكان؛ لكن مازال محفور في زاكرتنا ومع الوقت تأقلمنا على العيش في المنزل الجديد وبعد مرور عدة سنوات بعدما أصبح حالنا أفضل قررنا العودة ثانية إلى موطننا الاصلي الذي ولدنا وتربينا فيه فكان كل شئ قد تغير أصبحت القري أكبر وبها عدة حدائق ومنازل فخمة لكن ما أحزننا أن منزلنا القديم قد هدم وهدمت معه ذكرياتنا فعندما دلفنا إليه وجدنا به العديد من الرمل، والعديد من التصليحات الأخرى وكأنه يُعاد بنائه مرة أخرى ويُقام تجديده ليصبح أفضل مما كان عليه؛ لكن لك يكن لنا بل لشخص آخر قد اشتراه؛ فران علينا الصمت للحظات ولم ينبس أحد منّا ببنت شفة من هول الموقف فقد ضاع منزلنا الذي قضينا به طفولتنا، وكبرنا به، وضحكنا ولعبنا في كل أرجاءه فكل ركن به يوجد به ذكرى جميلة لنا وبالأخص أنا فأنا أكبر أخوتي وقضيت فيه وقت أكبر فقد تعلمت السير على قدمي بمفردي هنا في تلك الغرفة، ووقفت مع والدتي وتشبست بثيابها في ذاك المطبخ، وخطوت أول خطوة في تلك الغرفة، وكتبت أول كلمة على ذاك الحائط، ونطقت بأول كلمة في هذا البيت وخطوت أول خطوة في تلك الغرفة وكثير من الذكريات التي لا تنسي قضيتها هنا في هذا المنزل.

دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى

علها لكWhere stories live. Discover now