. فتحت مينا الستار الكبير ثم خرجت من الغرفة لتغلق الباب بهدوء.. انبعث أشعة الشمس البسيطة نحو وجه الملكة الجميل ليبعد النوم عن عينيها فتفتحها ببطئ وهدوء .... ، استيقظت. و ارتدت نعالها المريح و وقفت امام النافذة تنظر نحو الحديقة الكبيرة التي توسطتها نافورة ضخمة تضخ مياها عذبه .. و التي التفت حولها الطيور بانواعها لتشرب منها وتغسل اجنحتها بدفئها ...بعد مدة قصيرة دخلت الخادمة وانحنت احتراما ثم قالت :
مينا : " صباح الخير مولاتي .... طعامك جاهز
يمكنك النزول .."
مانيسا : " حسنا "
ارتدت الملكة ملابس فاخرة حريرية مزركشة بالوان و اشكال مريحة ذات لون قرمزي هادئ ، يريح النظر ويبعث الجمال في وجه الملكة ، سدلت شعرها الاسود الحريري على كتفيها ثم ارتدت تاجها المرصع بالجواهر الزرقاء المضيئة و وضعت خصلتين وراء اذنيها التي زينتهما حلقات فضية ذهبيه ممزوجة و احاط برقبتها سلسال مشابهة لاقراطها مع زينة جانبية على شكل اوراق ذهبية مذهلة مشت مانيسا في ممر القصر الواسع المملوء باللوحات الفنية الجاذبة و الثرية التي زينت كل متر من هذا الممر الشبيه بالنعيم ...
بأقدام الملكة المتفاخرة ترنحت خطواتها مع بطئها ورشاقتها في الدرج المستدير ، حتى بلغت غرفة واسعة تعاالى سقفها المموج بإنارة هادئة مع نافذتها الكبيرة الشبيهة ببوابة ضخمة مرصعة بالذهب على كلا الجانبين ، تسلل من بين ردائها الاحمر ضوء الشمس الخافت الذي اضاف على المكان لمسة فنية مبدعة ، وصلت الملكة الى طاولة خشبية كبيرة تتوسط الغرفة ، غطيت بلحاف ابيض ناصع ، و ملئ جوفها بأواني مملوءة بأشهى الاطعمة و افخرها....
اسرع الخادم نحو الكرسي ليسحبها لملكته حتى تجلس عليه .. وبلطف دفعه لتقترب من الطاولة. .. ثم ابتعد ليفسح المجال للخادمة الاخرى كي تضع منديلا ابيض فوق قدمي الملكة .. ثم رحلت.. فقط بقيت مينا بجوار الملكة لتلبي حاجياتها ...
بعد ان عدلت الملكة جلستها نظرت بأعين قصيرة نحو المقعدين الفارغين ثم رفعت يدها ببطئ لتقترب مينا منها وتنحني ببطئ لتستمع اليها
مينا : " نعم مولاتي .. "
مانيسا : " أين الجميع ..؟ "
مينا " مولاتي .. جلالته استيقظ باكرا و ذهب
للاصطياد و أخبرني ان أوصل لك انه لن يعود الا
مع تمام الساعة الرابعة مساءا ...
أما الاميرة الصغيرة فهي لا تزال نائمة فقد سهرت
لوقت متأخر البارحة .. "
مانيسا : .. " حسنا " ...." اذهبي و ايقظي روز ..
